يهاجمون برامج المقالب باعتبارها ملفقة ومفتعلة، وبالتالى تخرج حلقاتها دمها تقيل ومصطنعة، «إلا القليل منها» ولا ينتبهون إلى أنها بافتعالها وتصنّعها وتقل دمها هذا تقدم للمشاهد خدمة جليلة عليه أن يشكر صنّاع هذه البرامج عليها.. فهى تكشف الممثل على الهواء، عندما يجد نفسه مضطرا لتمثيل دور واحد متفاجئ أو مخضوض أو مرعوب أو مش فاهم حاجة، حسب طبيعة الحلقات، وعليه أن يتعايش وإلا هيشرب المقلب مرتين، الأول هو مقلب البرنامج الذى يحاول أن يبدو وكأنه بيشربه، والثانى هيشربه فعلا عندما تنكشف قدراته التمثيلية الحقيقية أمام جمهوره. بعضهم ينجح فى ضبط انفعالاته «على الشعرة»، بينما يقع آخرون فى فخ المبالغة «سواء فى الهدوء والأدب، أو العصبية وقلة الأدب»، وفى الحالتين يتعامل الضيف بطريقة «سلّم واستلم» فبمجرد انتهاء التصوير، يستلم الظرف الأبيض، بعد أن سلّم انفعالاته للكاميرا، وفى الحالتين أيضا ينجح المنتج فى بيع الحلقات للفضائيات، يعنى كده كده الموضوع مش فارق مع الطرفين، ومع ذلك –وللأمانة- فإن صنّاع برامج المقالب فى مصر يبذلون قصارى جهدهم لإخفاء طبيعتها عن الضيوف. بعضهم يخصص أثناء التصوير بابا للدخول وآخر للخروج، حتى لا يلتقى الضيف اللى خارج بالضيف اللى داخل، فيحذره بغمزة أو لمزة، أو يخبطه انفعالا من انفعالاته المبالغ فيها التى أظهرها فى الحلقة منذ قليل. وفى اللى بيعمل حسابه فى الوقت، فيضع مساحة زمنية فاصلة بين الضيفين حتى لا يلتقيا نهائيا. والبعض يلجأ لأنه «يحلّف» الضيف على مصحف ليحتفظ بسر المقلب لنفسه بعد خروجه من الاستوديو «حدث هذا فعلا مع ضيوف برنامج هكشن». ومع كل هذه الاحتياطات الأمنية والأساليب المخابراتية عادة ما ينتشر الخبر فى الوسط الفنى بعد تصوير حوالى عشر حلقات، خصوصا أن التحذيرات غالبا ما تأتى من باب أنها جميلة «بكسر الياء» بيشيّلها الفنان لزملائه، فتتحول العشرين حلقة المتبقى تصويرها لعشرين تمثيلية مصطنعة «أو على الأقل معظمها» يحاول النجم أن يبدو طبيعيا، لكن كيف يفعلها؟ وهو يقف هذه المرة وحيدا بدون مخرج ولا ستوب، يعنى مفيش هنعيد تانى، ولا برافو يا أستاذ أو أحسنت يا فنان، فالنجم هنا يقف منه للكاميرا واتعامل يا معلم، فتنكشف القدرات، حيث أهم اختبار تمثيل يمر به فى حياته. اختبار نتيجته فورية تظهر بمجرد أن ينطقها المشاهد: «يا عم ده شكله عارف أنه مقلب.. باينة قوى يعنى».