قال عمرو موسى، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة، إنه تابع محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك بتوقع وانتظار، وهل هو مريض لهذه الدرجة؟ ولكن رغم أنه دخل على سرير، ولكن كان واضحاً فى رده، فهناك أبعاد كثيرة تتعلق بمحاكمة مبارك، وفى النهاية عصره هو المسئول عنه.. مشدداً على أنه لن يعفو عنه فى حال الحكم عليه بالسجن، إلا إذا وافق الشعب. أشار موسى إلى أن مبارك كان له مميزات معينة، لأنه حكم دولة لها وزنها بحجم مصر ومكانتها 30 سنة، ومن مميزات شخصيته أنه ابن بلد بقفشاته السريعة، كما أنه يتمسك بوجهة نظره وعنيد، وأرى أن العقد الأخير من عهد حسنى مبارك هو الذى كانت به المشاكل، وأرى أنه فى العقد الأول قام بتهدئة البلد من المشاكل، ولكن العشر السنوات الأخيرة كان بها الكثير من الأخطاء التى أدت للخلل، والخمس سنوات الأخيرة ومشروع التوريث أدت للانهيار. وحول استفتاء المجلس العسكرى، والذى جاء فيه موسى بعد اثنين لم يعلنا ترشحهما أساساً، وهما الفريق أحمد شفيق واللواء عمر سليمان قال موسى كل المؤسسات لم تعط ثقة لهذا الاستفتاء، لأنه لم يطرح على عموم الشعب، والاستفتاء طرح على هذه المجموعة التى تتعامل مع تويتر وفيس بوك، وأنا يهمنى الشعب كله، والبرادعى تقدم بسبب تويتر، وردود الأفعال لدى المفكرين والسياسيين استبعدت التأثير الحقيقى لهذا الاستفتاء. أوضح موسى أن سنه الذى يتجاوز 73 عاماً لن يكون عائقًا أمامه خاصة إذا كان له خبرة وله اتصالات سياسية ودولية، وربما مصر تحتاج إلى هذه القيادة، وسيرشح نفسه لفترة واحدة فقط، ومصر تحتاج إلى 20 و40 سنة للإصلاح، وتحتاج إلى أن توضع على الطريق السليم نحو التقدم، ونبدأ بالخطوات اللازمة لإصلاح الخلل، لنصل إلى الأوضاع الصحيحة. وفيما يتعلق بما يردده الناس حول أنه جزء من النظام السابق قال موسى أراه كلاماً مرسلاً، والمسألة ليست مسألة أنه كان فى النظام فى مرحلة، وإنما كيف أدى وماذا أدى، وهل كان من الفاسدين أو المخربين، وماذا كانت مواقفه، وإذا كان الأمر كذلك، فرئيس الوزراء الحالى عصام شرف ينطبق عليه نفس الأمر، ونحن نريد ذوى الخبرة، طالما أنهم كانوا بعيدين عن الفساد، ويوجد وزراء من الحاليين كانوا فى الحزب الوطنى مؤكدًا أنه لم ينضم للحزب الوطنى أو لجنة السياسات. أضاف موسى قائلا: لا أعتقد أن البرلمان سيكون بأغلبية إسلامية، وإنما أرى أنه سيكون لمجموعة من الأحزاب والتجمعات المتفرقة، قد يكون العدد الأكبر فيه للإخوان المسلمين، وربما ستنتهى النتيجة فى حال تحول مصر إلى دولة برلمانية إلى حكومة دكتاتورية مشيرا إلى أنه لو أصبح رئيساً سيطبق الدستور، والدستور فيه المادة الثانية وتنص على أن المبادئ العامة للشريعة هى المصدر الأساسى للتشريع. وفيما يتعلق باتفاقية السلام مع إسرائيل أوضح موسى هناك معاهدة، وفيه المبادرة العربية، وستكون السياسية المصرية جزءاً من المبادرة العربية المتفق عليها فى 2002، ومقابلة الالتزام بالالتزام، والحق بالحق، ضمن الإطار العربى الأشمل، أما المعاهدة فيجب أن تظل قائمة، ونحن دخلنا فى مرحلة إعادة بناء، ونحتاج لسياسات رصينة داخلية وخارجية، ولا يجب أن يفكر الناس فى سياسات مغامرة فى الفترة المقبلة، ويجب أن نديرها بسياسة رصينة، ونحن ملتزمون بحقوق الفلسطينيين، وحق الشعب الفلسطينى، والأمر ليس مسألة عاطفية، لأنها قضايا على حدودنا الشرقية، وسأحافظ على الاتفاقية ولكن بسياسة محترمة، وباتخاذ موقف متشدد ضد بناء مستوطنة أو حصار غزة. وحول رؤيته لتطوير مصر قال موسى نبدأ فوراً فى دولة جديدة لتحقيق الاستقرار، ولابد أيضاً من وقف الفساد، ومن خلال الأموال الضائعة يتم تشغيلها بجوار عجلة الإنتاج المتوقفة الآن، فملف مثل الزراعة هو موضوع خطير ليس موجودًا فى الأولويات، فالفلاح يعانى من الكثير من المشاكل، فزراعته لا يحصد منها ما يحقق له ربحاً، وكذلك مشاكله مع البنوك والدورة الزراعية غير المطبقة، وأمور أخرى تجعل الفلاح فى أقرب فرصة يترك الزراعة، وإذا استمر هذا فإن الجيل القادم سوف يرفضون أن يبقوا فى هذه المهنة، وهنا لابد أن ننظر للعشرين سنة القادمة، بأن توجد زراعة بشكل مختلف، بمعنى آخر، هل الفلاح الآن يحصل على حقوقه؟ وهل إصلاح الأراضى الزراعية تكفى وتعوض الأراضى الزراعية التى يتم تبويرها؟ بالطبع لا، وهنا الأمن الغذائى يتطلب أن ننتج الأساسيات، أنا مش عارف ليه إحنا معملناش كده، وإيه اللى منعنا من ذلك. أضاف موسى لابد أن يكون الحد الأدنى للأجور يوفر حياة معقولة، وأضيف إلى هذا فكرة أخرى، وهى البطالة، لابد أن يكون لها بدل، وهو مبلغ يدفع عن فترة زمنية محددة، خاصة أن البطالة ازدادت مع عودة الكثير من ليبيا، وتوقف الدخل لهم ولأسرهم، وأنا مستعد أن أعطى هذا البدل لمدة سنة، بشرط أن يدخل من يحصل عليه فى عملية إعادة تأهيل وتدريب، بمعنى أن يتم خلق مهن جديدة، وأنا سأطلب من الحكومة إعادة تأهيل مراكز التأهيل والتدريب، وكذلك الشركات الكبرى لتأهيل وتدريب العمالة، بما يتناسب مع السوق، ولدينا من يوفر الاستثمارات والمشروعات والقروض، التى يمكن أن تعمل بمجرد أن يبدأ الاستقرار، وبالتالى تدور عجلة الإنتاج وتظهر فرص العمل، ويزداد الدخل وتدفع الضرائب للدولة، وهنا ليست المسألة فى الفلوس، وإنما أن تبدأ عجلة الإنتاج تدور وتسير فمهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزى، لم يكن لديه معجزة، بل كان هناك الكثير يعارضه فى أفكاره، ولكنه نجح فى إدارة الأمور وتنفيذها بعبقرية عبر اعتماده على أهل الخبرة، مع أننى أتمنى أن تكون مصر مثل ألمانيا التى بدأت بالمعجزة الاقتصادية نحن الآن نحتاج إلى إدارة حازمة تدور على العقلية فى كل مجال وتستثمرها، إدارة جديدة مخلصة لمصر، تريد لها الاستقرار الأمنى والحنكة السياسية. اختتم موسى كلامه قائلا: أولاً أهنئ الأمة العربية والإسلامية بشهر رمضان الكريم، وقدوم عيد الفطر المبارك، وثانياً على الشعب أن يثق بأن ثورتهم ثورة طاهرة قوية، أطاحت بنظام دكتاتورى، وأن يثق فى أن مصر ستخرج من هذه الأوقات العصيبة بصورة جيدة، وسنكون فى صورة أفضل فى المستقبل.