اعترف الدكتور جودة عبد الخالق، وزير التضامن والعدالة الاجتماعية، أن هيئة السلع التموينية لا يمكنها تأمين أكثر من نصف الحصة من الكميات المطلوبة من الأرز؛ نظرًا لعمليات تهريبه إلى الخارج للعديد من الدول، مثل ليبيا وسوريا ولبنان وتركيا، فضلاً عن السودان؛ الأمر الذي كانت تتم مواجهته بتعويض المواطن شهريًّا عن الكميات غير المتوافرة بأخرى من المكرونة. وأعلن- خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بالوزارة صباح اليوم- عن جهاز لمكافحة تهريب الأرز، وبالتنسيق مع القوات المسلحة التي قامت بصناعته وإنتاجه، وقال إن الجهاز سره "باتع"، ويضمن وصول الكميات المحددة لكل مواطن شهريًّا بما يملكه من قدرة على وقف عمليات التهريب المستمرة والتي جعلت المحصول لا يغطي متطلبات السوق المحلي. وأضاف أن الطريقة الوحيدة التي كانت تضمن تأمين الكميات المطلوبة كانت من خلال المناقصات التي كانت تقوم هيئة السلع التموينية بإبرامها مع التجار الذين يتحكمون ويحتكرون محصول الأرز، مشيرًا إلى أن هناك حلين لمواجهة تهريب الأرز ويتمثل في الحل الآجل، وهو ما يعني الانتظار حتى شهر سبتمبر لبدء تنفيذه من خلال تأمين الكميات المطلوبة، أو من خلال الحل الآني والذي تم بالتنسيق مع القوات المسلحة، من خلال وضع حد للتهريب على نطاق واسع يتمثل في جهاز مكافحة الأرز؛ الذي يؤكد شعار "الجيش والشعب يد واحدة"؛ ليس على مستوى المشهد السياسي فقط، ولكن على مستوى القوت اليومي للشعب المصري. وأكد اللواء المهندس حمدي بدر، مسئول فريق العمل بالهيئة الهندسية، أن الجهاز من إنتاج وتصميم الجيش المصري، والذي يستطيع الكشف عن جميع أنواع الأرز في مصر، مثل سخا 101، 104، 105، وجيزة 178، 182، فضلاً عن هجين وياسمين مصر والأرز الأسود وغيرها من الأنواع، سواء تمَّ تهريبه من خلال كونتر أو أي حاويات وحيل أخرى، كما تم تجربته على خزانة سمكها أكبر من سمك الكونترات ونجحت التجربة في الكشف عنه. وكشف عن إمكانية الجهاز الكشف عن الفيروسات والآفات للحد من الإصابة بالعدوى، فضلاً عن تقليل التكلفة المالية المخصصة لمكافحة الآفات أو معالجة المرضى، فضلاً عن قدرته على اكتشاف فيروس B-C-H1N1 وإنفلونزا الخنازير، وسوس النخيل، مشيرًا إلى أن الجهاز تم تطويره الآن ليقوم بالكشف عن فيروس C والأطوار المختلفة للفيروس. وأوضح أن الهيئة بصدد تزويد الجهاز بوحدة حاسب، ليتم استخدامه للكشف على المواد الزراعية الأخرى التي يتم تهريبها، كالفول والعدس، لافتًا النظر إلى أن الجهاز لا يصدر أي إشعاعات. وأثنى أحمد فرج سعودي، رئيس هيئة الجمارك على الجهاز الذي يضمن الكشف على المواد الغذائية التي يتم تهريبها خاصةً الأرز، موضحًا أن تهريب الأرز كان يتم من خلال الصادرات التي لا يوجد عليها رسوم جمركية، وهي بعض التيسيرات التي كانت تتاح للصادر، والتي يتم استخدام الحيل المختلفة فيها، مثل تهريب الأرز في السلع الغذائية الأخرى كالملح والبقوليات وغيرها من السلع. وأضاف أن بعض الشحنات كان يتم تهريبها، على الرغم من استخدام الهيئة للأساليب اللازمة التي تحول دون عملية التهريب، مثل استخدام قواعد البيانات وأجهزة الفحص المتطورة.