"العنف في الأدب الصهيوني" تحت هذا العنوان صدر الكتاب الجديد للدكتور علي سليمان والذي يتطرق من خلاله للعقيدة الصهيونية والتي تقوم علي العنف والاضطهاد وعقدة معاداة السامية ونزعة الانتقام فضلاً عن نزعات أخرى كالعزلة والانغلاق والإحساس المفرط بالتفوق والتميز والاصطفاء والتي جميعها أسست بشكل أو بآخر للأيديولوجية الصهيونية . ويقدم سليمان في كتابه الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب تحليله العميق لذاك العنف ضمن فصول الروايات والقصص التي كتبها أدباء صهاينة متتبعاً التأثير المتبادل بين سياسة العنف التي تقوم بها الحركة الصهيونية وبين عنف أدبها لافتاً إلى أن الصهيونية أمدت الأدب وغذته بمقولاتها ومسلماتها العنصرية العدوانية وبالمقابل فإن الأدب تبنى مقولاتها وقيمها وسوغ ممارساتها العدوانية التوسعية. كما يكشف الكتاب الذي جاء في 230 صفحة من القطع المتوسط العنف المتغلغل في الشعر الصهيوني بما يتعارض مع مبادئ الشعر السامية المتمثلة بالنقاء والحب والإنسانية والعنصر السحري الذي يبعث الدفء في شرايين الحياة ويجدد نضارتها وشبابها ويعلل سليمان هذا المقدار من الكراهية في هذا النوع الأدبي بقوله.. إن الحركة الصهيونية وشعرها لم يولدا من رحم الشرق ولم ينشآ في حاضنته أو يتنفسا من مناخه الروحي والثقافي والأخلاقي بل ولدا من رحم الغرب الاستعماري وترعرعا ونهلا من ثقافته وقيمه ومفاهيمه العنصرية الاستعمارية. ويتطرق الكاتب إلى ما أسماه العنف المعنوي والعنف المبطن الذي لا يقل عن العنف المباشر قسوة وإجحافاً بحق الإنسان العربي حيث استخدم الكثير من الشعراء الصهاينة مختلف أساليب الخداع والتحايل والابتزاز وزراعة الأحقاد والكراهية والأوهام في نفوس الأجيال الإسرائيلية ومنهم "مناحيم ناحمان بياليك" , "ويهوذا عميحاي " , " وشمشون ملتسار" ثم يقوم أولئك الشعراء بممارسة دور الضحية المحاصرة بأعداء السلام والحرية والديمقراطية. وجاء في مقدمة الكتاب التي كتبها الشاعر سليمان العيسى بعنوان الخنجر والجسد.. إن موضوع الكتاب توجز قصة الخنجر الذي سقط في قلب الجسد فالصهيونية احتلت أرضنا وشردت شعبنا وهي من أشرس الغزوات وأكثر عنفاً وهمجية على أرضنا العربية التي أعتبرها جسر العالم الذي لا بد لكل طامع أو غازٍ أن يتعرض لنا ويقيم فوق أرضنا دولة أو كياناً ثم ما يلبث هذا الجسد أن يهضمه فيزول. وأوضح العيسى أن هذا الكتاب دراسة هامة جداً لقراء العربية وغير العربية وهو بمثابة وثيقة أدبية جديدة فيها من الجهد والدأب والبحث ما يجعلها قادرة على شد القارئ إليها بقوة ومتعة تضاف إلى مثلها من الوثائق التي تفضح التزوير والعدوان وتقف مع الحق والعدل والإنسان .