قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أكثر تقاريرها تفصيلًا حتى الآن بشأن البرنامج النووي لطهران من المرجح أن يزيد التوترات في الشرق الأوسط، أن إيران عملت فيما يبدو على وضع تصميم لقنبلة ذرية ويحتمل أنها لاتزال تجري بحوثا تتعلق بمثل هذه الأسلحة. وأشارت الوكالة مستشهدة بمعلومات "موثوقة" من دول أعضاء وأماكن أخرى إلى سلسلة من الأنشطة التي يمكن تطبيقها لتطوير أسلحة نووية مثل اختبار شحنة شديدة الانفجار وتطوير أداة تفجير قنبلة ذرية. وتضمن التقرير الذي سبقته تكهنات في الإعلام الإسرائيلي بتوجيه ضربات عسكرية إلى مواقع نووية إيرانية تفصيلًا لأدلة جديدة تشير فيما يبدو إلى جهود سرية لامتلاك قدرات لصنع أسلحة نووية. وقال التقرير إن بعض الأبحاث وأنشطة التطوير التي تقوم بها إيران والتي تمت الإشارة إليها لها تطبيقات مدنية وعسكرية لكن أبحاثًا أخرى "تتعلق تحديدًا بالأسلحة النووية". ونددت طهران التي نفت السعي إلى امتلاك قوة نووية على الفور بالتقرير. ونقلت الوكالة عن علي أصغر سلطانية، مبعوث إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قوله "تقرير الوكالة منحاز وغير مهني وله دوافع سياسية"، ومن المتوقع أن تنتهز الولاياتالمتحدة وحلفاؤها تقرير الوكالة للضغط من أجل فرض مزيد من العقوبات على إيران. وقال ديفيد أولبرايت الخبير الأمريكي البارز في منع الانتشار النووي "أعتقد أن الحقائق تصنع قضية جيدة وأن هذه الأنشطة كانت لجهود متقدمة لصنع أسلحة نووية تهدف الى تطوير رأس حربية لصاروخ طويل المدى." وقال "حجم التفاصيل هائل وهي قضية مقنعة تمامًا". وانتقدت روسيا التقرير قائلة إنه سيحد من الآمال في استئناف الحوار مع طهران بشأن أنشطتها النووي ويستهدف إجهاض فرص إيجاد حل دبلوماسي، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "لدينا شكوك جدية بشأن مبرر الكشف عن محتويات التقرير على نطاق واسع... خاصة أنه في هذا التوقيت بالذات بدأت تلوح فرص مؤكدة لاستئناف الحوار بين الوسطاء الدوليين الستة وطهران." وأضافت الوزارة أنه يلزم إتاحة الوقت لدراسة التقرير وتحديد ما إذا كان يتضمن دليلًا جديدًا عن وجود جانب عسكري في البرنامج النووي الإيراني أو أنه لا يتضمن شيئًا سوى "إثارة المشاعر بشكل متعمد وغير بناء". وقالت الوكالة في التقرير "الوكالة لديها بواعث قلق جدية فيما يتعلق بالابعاد العسكرية المحتملة لبرنامج إيران النووي"، ويضم التقرير ملحقًا من 13 صفحة يتضمن وصفًا فنيًا للابحاث. وقالت الوكالة ومقرها فيينا إن البيانات "تشير إلى أن إيران قامت بأنشطة ذات صلة بصنع شحنة نووية متفجرة." وأضافت "تشير المعلومات أيضا إلى أنه قبل نهاية عام 2003 كانت تلك الأنشطة تجرى في إطار برنامج مرحلي ويحتمل أن بعض الانشطة لاتزال مستمرة" وعبرت الوكالة عن "قلق خاص" بشأن معلومات قدمتها دولتان من الدول الاعضاء بأن إيران أجرت دراسات نمطية بالكمبيوتر تتعلق بالأسلحة النووية في 2008-2009 ، وقالت الوكالة إن "تطبيق مثل هذه الدراسات على أي شيء آخر غير المتفجرات النووية غير واضح للوكالة." وأشار المعلومات أيضا إلى أن إيران قامت ببناء حاوية متفجرات ضخمة في مجمع بارشين العسكري جنوب شرقي طهران لإجراء تجارب هيدرودينامية فيما تقدم "مؤشرات قوية على تطوير أسلحة محتمل.