كشفت مصادر كبيرة فى حماس، عن أن المفاوضات التى تجرى بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة مصرية ليست مفاوضات سياسية بل مفاوضات "إنسانية" بحتة، لتطبيق بنود التهدئة وتثبيتها، خاصة أن إسرائيل لم تلتزم بها وتخرقها يوميا. ونفت المصادر التى تحدثت لوكالة معا الفلسطينية، أن المفاوضات التى تجرى بوساطة مصرية قد تثمر عن اتفاق شامل يرفع بموجبه الحصار عن غزة، وتفتح المعابر مقابل هدم الإنفاق، مضيفة "أن مصر تقوم بهدم الأنفاق من جانب واحد، رغم اعتراضات حماس التى طالبت ببديل فوق الأرض، لكن الجانب المصرى لديه قناعة أن الأنفاق تهرب السلاح داخل مصر وهذا غير صحيح". وأكدت المصادر، أن المفاوضات تجرى لتطبيق البنود الثلاثة فى اتفاقية التهدئة (فتح المعابر حول غزة، زيادة مساحة الصيد فى البحر، السماح للسكان بالوصول إلى مزارعهم المحاذية للحدود، وإلغاء المنطقة العازلة)، لكن إسرائيل لم تطبق إلا القليل من هذه البنود، وعليه تقدمت حماس بطلب إلى مصر بالضغط على إسرائيل لتطبيقها، لكن الجانب الإسرائيلى وعد بدراسة طلبات حماس، وأوضح المصدر "تقدمنا بتقرير عن الخروقات الإسرائيلية على شمال وجنوب القطاع، وإطلاق نار على الصيادين وإدخال مواد بناء لكنها ليست كافية، وإسرائيل لم تلتزم بالاتفاقية ولهذا تجرى المفاوضات". وكانت مصادر إسرائيلية، قد ذكرت أن اتفاق يتبلور الآن بين حماس وتل أبيب، يتم عبره التزام إسرائيل برفع الحصار بصورة شاملة عن قطاع غزة مقابل وقف تزويد حركات المقاومة بالسلاح، وزيادة الجهد المصرى فى هذا الإطار وتدمير الأنفاق. وكان الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسى لحركة حماس، قد أكد فى تصريح صحفى أن المفاوضات التى تجرى حالياً بين الجانب المصرى و(إسرائيل) مفاوضات تتعلق بتنفيذ اتفاقية المعابر، وحل أزمة الأسرى المضربين عن الطعام، وضمان تنفيذ بنود التهدئة كافة، ونحن لا نتفاوض على قضايا جوهرية مرتبطة بالأرض والقدس، بل نتفاوض على قضايا إنسانية تُنهى معاناة الأسرى القابعين خلف السجون الإسرائيلية. أما نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس موسى أبو مرزوق، فقد نفى ما يتردد عن مفاوضات غير مباشرة عقدت بين وفد من الحركة ووفد أمنى إسرائيلى برعاية مصرية، واصفا ما نشر بأنه "محض أكاذيب يروّجها الجانب الإسرائيلى"، قائلا: "نعلم أن هناك وفدا أمنيا إسرائيليا زار القاهرة أكثر من مرة لبحث إجراءات تثبيت وقف إطلاق النار فى ضوء الخرق الميدانى المستمر للتهدئة من الجانب الإسرائيلى". وقالت مصادر مصرية، إن المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل يقودها الوزير محمد رفعت شحاتة، مدير المخابرات العامة الذى التقى خلال الأيام الماضية مع العديد من المسئولين الأمنيين الإسرائيليين، مؤكدة على أن شحاتة التقى بداية هذا الأسبوع فى القاهرة بوفد أمنى إسرائيلى لعدة ساعات، وهى المرة الأولى التى يلتقى فيها مسئولون إسرائيليون منذ توليه هذا المنصب الشهر الماضى، ونقل من خلاله طلبات الجانب المصرى والفلسطينى المتعلقة بدخول البضائع عبر المعابر البرية إلى قطاع غزة، وبنفس الوقت وضّح للجانب الإسرائيلى طبيعة الجهود التى تبذلها الأجهزة الأمنية المصرية لمنع تهريب السلاح من ليبيا والسودان إلى قطاع غزة عبر سيناء.