احتفالا بالذكرى المئوية على وفاة الزعيم أحمد عراب شهد الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الجماهيرية إحتفالية كبرى أقامتها الإدارة العامة للثقافة العامة بمركز شباب قرية هرية رزنة بمدينة الزقازبق بالتعاون مع إقليم شرق الدلتا الثقافى بحضور حفيد الزعيم الراحل ومدير مركز شباب أحمد عرابي وعمدة القرية وقيادات الهيئة ولفيف من الإعلاميين والصحفيين. تضمن برنامج الإحتفالية كلمة للكاتب فؤاد مرسى بدأها بقول الزعيم أحمد عرابى " لقد خلقنا الله أحرارا...... والله لن نستعبد بعد اليوم" والتى تتواكب مع أحداث ثورة 25 يناير، وطالب الحضور الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الثورتين، وفى كلمته قارن د. جمال إمام بين ثورة أحمد عرابى مفجر الثورة التى أزاحت الطغيان، ووقوف أحمد عرابى يطالب بحقوق الجيش والشعب كما حدث فى ثورة 25 يناير وتمنى أن تؤتى ثورة يناير ثمارها. وأكد الشاعر سعد عبد الرحمن على أن أحمد عرابى من الشخصيات التى لا يمكن لأحد أن ينكر دورها فى تاريخ مصر الحديث، مضيفا أن عرابى قد ظُلم كثيراً قبل ثورة يوليو عام 1952، حيث كتب أحمد شوقى قصائد هجاء فى عرابى ولكن جاء من أنصف ثورته، مشيرا إلى أن مثل هذه الشخصيات لا يهتم بها الوطنيون وخصوصا فى حكومات وطنية عادلة وأضاف أنه بعد 25 يناير لابد وأن يُعاد الاعتبار لهذه الشخصيات الوطنية. تلى ذلك إقامة ندوة عن كتاب "مذكرات الزعيم احمد عرابى.. كشف الستار عن سر الأسرار" قام بعرضه مؤلف الكتاب د. عبد المنعم الجميعى وأدار اللقاء الشاعر أحمد سامى خاطر، أكد فى بدايته د.عبد المنعم الجميعى على أن أحمد عرابى هو رائد الزعماء الثوريين فى العصر الحديث مضيفا أن الكتاب هو محاولة لاستعادة الوعى ورموز البطولة والذاكرة الوطنية التى قد طُمست لسنوات طويلة، مؤكدا على أن المذكرات التاريخية هى الفارق بين الحقيقة والخرافة مشيرا إلى مذكرات "البحث عن الذات" لأنور السادات وجمال عبد الناصر وسعد زغلول، مؤكدا أن مذكرات عرابى لم تقتصر على كتابة اليوميات أو سرد الفضائح بل صححت بعض المفاهيم المغلوطة بطريقة عرض جميلة. وأشار د. الجميعى ان هذه المذكرات التى صدرت عن دار الهلال ناقصة فالمذكرات الحقيقية هى بعنوان " كشف الستار عن سر الاسرار" كتبت بخط الزعيم أحمد عرابى، متسائلا لماذا كتب عرابى مذكراته بهذا الأسم؟، مجيبا ليرد على المفترين عليه مثل الشاعر الكبير أحمد شوقى الذى هجاه قائلا "صغار فى الذهاب والإياب" ورد عليه عرابى فى مذكراته قائلا "نحن كبار فى الذهاب والإياب". وأشار د. الجميعى إلى ما جاء فى المذكرات حيث تحدث عرابى عن نشأته ... كيفية دخوله الأزهر والجندية فى عصر الخديوى سعيد والتحاقه بالجيش أثناء الحرب الحبشية والتى هُزم الجيش فيها، كما يحكى عرابى عن المآسى التى حدثت لهم أثناء هذه الحرب، مشيراً إلى حادث قصر النيل فى عصر الخديوى توفيق حيث تزمر الضباط وطالبوا بعزل عثمان رفقى الشركسى، كما يذكر عرابى حادثة قصر عابدين التى طالب فيها بعزل حكومة رياض باشا متطرقا إلى مذبحة الاسكندرية وضربها والتفاف الشعب حوله بكفر الدوار، مشيراً إلى الخيانة التى حدثت له فى موقعة التل الكبير والتى قام بها احد الضباط، ومحاكمة عرابى ونفيه إلى جزيرة سيلان ثم العفو عنه عام 1901 وعودته لمصر ومعاناته من المعيشة اليومية بالإضافة لبعد الناس عنه خشية بطش الخديوى لهم، ثم الهجوم عليه ونسيانه حتى قيام ثورة يوليو عام 1952، مشيراً إلى دور الرئيس الراحل محمد نجيب الذى أنصف عرابى ورد للورثة أمواله بعد وفاته. ثم فتح باب المداخلات للحضور، فحول سؤال للدكتور صلاح الطاهر عن ما هى أهم الافتراءت على الزعيم أحمد عرابى؟ أجاب د. الجميعى أنه عميل للانجليز وتوريط مصر فى حرب لم تكن مستعده لها، وحول تساؤل عن حالته فى المنفى؟ أجاب ان عرابى أُصيب بالعمى ورجع إلى السويس ومحافظ السويس رفض أستقباله ولم يشيعه أحدا إلى قبره، وطالب أحد الحضور رئيس الهيئة بإصدار كتب التراث التاريخية . أعقب ذلك تقديم الفنان أحمد إسماعيل على العود أوبريت "يا حبنا الكبير" من ألحان رياض السنباطى. ثم عُقدت الندوة الثانية بعنوان "الانعكاسات السياسية للثورة العرابية" تحدث فيها د.عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ بجامعة حلوان و د.خلف الميرى أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس، أشار د. عاصم الدسوقى إلى أن محمد على هو أول من أنشأ جيشا لمصر من العساكر وليس الضباط حتى لا ينقلبوا عليه وحتى تولى سعيد باشا، فأنشأ كلية الضباط من أبناء العمد والمشايخ حتى يكون ولائهم للطبقة الحاكمة، وجاء أحمد عرابى ضمن تلك الطبقه ولكنه أنقلب على الحكام، وأكد د. عاصم إلى أنه على مدى التاريخ كانت المصالح الشخصية تطيح بكثير من الثورات وقمع الشعب، كما أشار إلى موقف المثقف وأرتباطه بالمصلحة مع السلطة ودوره فى تجنيد قلمه لمديح السلطة والأستفاده منها، وأشار د.خلف الميرى إلى ان عرابى رغم أنه قائد الثورة العرابية إلا أنه لم يكن دمويا، فكانت أول ثورة من العسكر الوطنيين. أعقب ذلك تقديم فريق كورال مركز شباب أحمد عرابى فقرة فنية، وقد قرر رئيس الهيئة صرف مكافأة مالية قدرها 100 جنيه لكل عضو فى الكورال، ثم أُقيمت أمسية شعرية للدكتور يسرى العزب والشاعر فريد طه حيث ألقى فيها د. العزب قصيدة "الفاتحة" إهداء لروح الزعيم عرابى كما ألقى الشاعر فريد طه قصيدة بعنوان "بعد السلام والتحية"، ثم قدم المطرب أحمد إسماعيل أغنيات "من أجل مصر أجمل" كلمات فؤاد حداد، "مصر يا اما يا سفينة" كلمات أحمد فؤاد نجم. تلى ذلك تكريم جمعية أحمد عرابى لكل من الشاعر سعد عبد الرحمن ، د.عبد المنعم الجميعى، د. عاصم الدسوقى، د. خلف الميرى، د.يسرى العزب، المطرب أحمد إسماعيل، بإهدائهم درع الجمعية، ثم قُدمت فقرة شعرية للشاعرين صلاح محمد على ومحمد جودة.