تعرض خط الغاز الطبيعي المصري المتجه إلي الأردن وإسرائيل والذي يمر بشبه جزيرة سيناء في منطقة النجاح مركز بئر العبد صباح اليوم إلي عمل تفجيري جديد يعد الثالث من نوعه منذ اندلاع الثورة المصرية في 25 يناير الماضي ، وهو ما أدي إلي توقف امدادات الغاز إلي كل من البلدين . وذكر التلفزيون المصري أن الإنفجار لم يسفر عن أية إصابات بشرية مشيرا إلى أن مكان التفجير يقع في منطقة صحراوية تبعد مسافة كيلو ونصف الكيلو من مدينة بير العبد الواقعة على مسافة 80 كيلومترا من مدينة العريش. كما أشار إلي أن التفجير أدى إلى وقف تدفق الغاز للمنازل في العريش إضافة إلى توقف إمدادات محطة العريش البخارية لتوليد الكهرباء..كما تم قطع الغاز عن منطقة الصناعات الثقيلة في محافظة سيناء مما أدى إلى توقف عدد من المصانع في المنطقة. من جانبه أكد اللواء السيد عبد الوهاب مبروك محافظ شمال سيناء .. أن شمال سيناء هي أول المتضررين من تفجير خط الغاز.. مشيراً إلي أن عمليات التفجير تضر بأمن الوطن بالدرجة الأولى ومحافظة شمال سيناء تعتبر في مقدمة المتضررين لأنها مقبلة على تنفيذ مشروعات قومية كبيرة طال انتظارها . وأضاف مبروك في تصريحات صحفية عقب التفجير أن التفجير يؤدي إلى تأجيل تنفيذ تلك المشروعات القومية التي ينتظرها جميع المصريين .. مشيرا إلى أن هناك مشروعات خدمية وإنتاجية كثيرة تعمل بالغاز الطبيعي وتؤدي عملية التفجير إلى توقفها . ومن ناحيته أعلن مصدر بوزارة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية، أن ضخ الغاز المصري إلى الأردن توقف تماما منذ صباح اليوم، بعد الانفجار الذي تعرض له خط الغاز الرئيسي بمدينة العريش وهو الثالث في غضون ستة أشهر. وأشار المصدر إلي أن الأردن كان يستقبل 50 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي المصري قبل الانفجار .. لافتاً إلى أنه يتم حاليًا سحب الكميات المتبقية من الغاز في الخط بعد إغلاقه من جانب مصر، وأنه سيتم في ضوء توقف ضخ الغاز المصري تحويل جميع محطات توليد الكهرباء في الأردن إلى العمل على الوقود الصناعي والديزل إلى أن يتم عودة ضخ الغاز مرة أخرى. ويعد هذا الانفجار في خط الغاز المصري الذي يمر بمدينة العريش هو الثالث حيث كان الخط قد تعرض لانفجارين من قبل في 5 فبراير و27 إبريل الماضيين، مما أدى إلى توقف ضخ الغاز تمامًا إلى الأردن وعاد ضخ الغاز مرة أخرى بعد إصلاح الخط. وتقول السلطات الأردنية إن توقف ضخ الغاز المصري للمملكة وتحويل جميع محطات توليد الكهرباء في الأردن إلى العمل على الوقود الصناعي والديزل يحمل الخزينة العامة خسائر في قطاع توليد الكهرباء بما لا يقل عن 3.5 مليون دولار يوميا. يذكر أن اتفاقية تزويد الأردن بالغاز الطبيعي الموقعة بين مصر والأردن في 2001 ولمدة 15 عاما تقضي بتوريد 240 مليون قدم مكعب يوميا للمملكة ( 2.4 مليار متر مكعب سنويا)،وأن هذه الكمية تكفي لإنتاج بين 60 - 65% من احتياجات المملكة من الكهرباء والنسبة المتبقية يتم إنتاجها بواسطة الوقود الثقيل وهناك تقديرات أخرى تقول أنها تغطي 80% من احتياجات الأردن من الكهرباء. واتفق البلدان في يوليو 2010 على كميات إضافية بحيث يرتفع الحجم إلى 300 مليون قدم مكعب يوميا (3.3 مليار متر مكعب سنويا) إلا أنه لم يتم بعد توقيع الاتفاقية. من جهة أخرى، توقعت مصادر أردنية مطلعة، قبل هذا الانفجار، أن يبلغ السعر الجديد للغاز الطبيعي المصري المورد للأردن حوالي 4.8 دولار لكل مليون وحدة حرارية بدلا من نحو 2.15 دولار السعر السابق، بينما كان متوسط السعر العالمي يتراوح ما بين 6 و7 دولارات. وأشارت المصادر إلى أن اتفاقا تم بالأحرف الأولى لزيادة كميات الغاز الطبيعي التي تضخها مصر إلى الأردن إلى نحو 100 مليون قدم مكعب يوميا بدلا من 50 مليونا يتم ضخها حاليا، إضافة إلى إقرار سعر جديد للغاز وأن المضي للتوقيع النهائي على هذا الاتفاق بانتظار موافقة من مجلس الوزراء على مضامين هذه الاتفاق.