قالت "سارة لينتش" الصحفية بجريدة "إسرائيل اليوم" عدد أول أمس أنها قامت بزيارة لقرية المقاطعة جنوب مدينة الشيخ زويد لإعداد تقرير عن الأوضاع الأمنية في سيناء والتعرف على نتائج العملية العسكرية "نسر" التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة للقضاء على البؤر الإرهابية، دون أن توضح الصحفية الإسرائيلية أي تفاصيل عن كيفية دخولها إلى تلك المنطقة في سيناء. وأشارت "لينتش" في تقريرها إلى أن شبه جزيرة سيناء تحولت إلى ساحة قتال بين قوات الأمن المصرية والعناصر الجهادية التي تحاول تنفيذ هجمات على إسرائيل، لكن المواطنين من البدو لم يقرروا بعد الانحياز لأي من الطرفين. وأضافت أن قوات الأمن المصرية كانت قد داهمت قرية المقاطعة عقب مقتل 16 شرطيا من حرس الحدود على يد عناصر جهادية في هجوم على موقع عسكري قرب الحدود مع إسرائيل في إطار العملية العسكرية "نسر"، التي يقول الجيش المصري إنه قضى خلالها على "العناصر الإجرامية" المسئولة عن ارتكاب هجمات في هذه المنطقة الجبلية المتاخمة للحدود مع إسرائيل، إلا أن البدو المقيمين في البلدة ينفون رواية الجيش، ويقولون إن قوات الأمن احتجزت مجموعة من المواطنين الأبرياء في أحد المساجد بالمنطقة وأوسعوهم ضربا ثم رحلوا. ونقلت لينتش عن شخص يدعى "خالد عبد المالك"، أحد المواطنين السيناويين الذين اعتقلوا داخل المسجد قوله إن "الشرطة سألتني عمن يصلي في المسجد، وعصبوا عيني وقيدوني وضربوني". وأوضحت لينتش أن الحكومة المصرية تهمل منذ فترة المواطنين البدو في سيناء، الذين يشعرون بأن السلطات المصرية تتعامل معهم باعتبارهم "مواطنين من الدرجة الثانية"، وأن أغلبهم يلجأ إلى أعمال التهريب وتجارة السلاح في ظل غياب بدائل اقتصادية، ونقلت عن مواطنين بدو قولهم إن كل منزل بدوي مسلح بأسلحة مختلفة. ونسبت إلى خبراء أمنيين مصريين قولهم إن سيناء تحولت إلى قاعدة لتهريب السلاح ومحطة انتقالية للعناصر الجهادية من مصر والشرق الأوسط التي ترغب في تنفيذ هجمات على إسرائيل. وتابعت أن المواطنين البدو يزعمون أن المشكلة مازالت قائمة، وباستثناء بعض حملات المداهمة غير المجدية لا يبذل النظام الجديد في مصر بقيادة "الإخوان المسلمين" جهدا لكبح جماح هذه العناصر. ونقلت الصحفية الإسرائيلية عمن وصفتهم بالخبراء قولهم أن الهجمات الشرسة التي نفذتها العناصر الجهادية التخريبية خلال الشهور الماضية على مباني حكومية ما هي إلا محاولة لفتح جبهة جهادية جديدة ضد مصر، مستشهدة بتعرض أنابيب الغاز في سيناء لأكثر من اثني عشر محاولة تفجير منذ مطلع العام الماضي. ونقلت لينتش عن تاجر بدوي يدعى "نصير أبو عكر" قوله إن "ما لا يقل عن ألف جهادي مازالوا نشطين في شبه جزيرة سيناء.. إنهم في كل مكان"، ونقلت عن خبراء قولهم إن عناصر فلسطينية تقود بعض المجموعات الإرهابية، التي تضم أيضا مصريين يأتون من خارج سيناء. وأشارت إلى وجود علاقات بين هذه المجموعات وتنظيم القاعدة، مستشهدة بمنشورات وزعتها جماعتا "أنصار الجهاد" و"مجلس شورى المجاهدين"، العاملة في سيناء، تؤكد على وجود اتصالات بينها وبين تنظيم القاعدة. ونقلت الصحفية عن شلومو بروم الخبير في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي قوله إن أحد أسباب تزايد عدد المنظمات الإرهابية وفشل مصر في كبح جماحها هو إيواء مواطنين من البدو مسلحين بأسلحة مهربة من السودان وليبيا لتلك العناصر. وحول طبيعة تلك العناصر التي تقوم بتنفيذ "خطط جهادية" نقلت لينتش عن أحمد إبراهيم، وهو مزارع بدوي في شمال سيناء وينتمي لقبيلة السواركة، قوله "في عام 2004 كانوا أشخاصا عاديين، ولكنهم عندما اعتقلوا في السنة ذاتها خلال حملة مداهمات صدرت بأوامر من الرئيس السابق حسني مبارك، تبنوا أفكارا متطرفة تعلموها من السجناء الذين قابلوهم في السجون".