بعدما جاء أداء الرئيس الأمريكي أوباما خلال المناظرة التليفزيونية الأولى في مواجهة المرشح الجمهوري ميت رومني، باهتا ومخيبا للآمال، اعتبر البعض المناظرة الثانية التي جرت اليوم، "مناظرة الفرصة ما قبل الأخيرة"، ووصفوها بأنها ربما تكون المناظرة الحاسمة للسباق الرئاسي الأمريكي، برغم أن كلا المرشحين في انتظار المناظرة الأخيرة، المقرر عقدها يوم الاثنين المقبل. واحتلت قضية توفير الوظائف للخريجين الجدد صدارة القضايا التي تعرضت لها المناظرة بين المرشحين، حيث أشار "رومني" إلى أنه يفتقد وجود وظائف شاغرة للشباب لذا فإنه سيعمل على خلق وظائف جيدة، ليحقق ما فشل أوباما في تنفيذ خلال السنوات الأربع الماضية، على حد قوله، مشيراً إلى ضرورة خلق 12 مليون وظيفة للأمريكيين خلال الأربع سنوات المقبلة. وأضاف رومني أن مستوى البطالة في الولاياتالمتحدة لم يتغير خلال 4 سنوات من حكم أوباما، بينما وعد أوباما نفسه الشباب بمستقبل براق، مستهدفاً خلال برنامجه الوظائف الخاصة بالصناعة، كما تعهد بتوفير 5 ملايين وظيفة. وكانت النقطة التالية في المناظرة من نصيب الضرائب، حيث أكد رومني أنه سوف يعمل على تخفيض نشب الضرائب على أصحاب الدخول المحدودة، وقال: "إن كان لديكم رصيد فى البنك فلا تقلقوا من الضرائب، سوف أخفض الضرائب للطبقات الوسطى الذين دفنوا فى السنوات الأربع الماضية"، بينما أكد أوباما أنه قد وصل إلى سدة الحكم فى فترة مليئة بالصعوبات لكنه تمكن خلالها من تحقيق تخفيض فى الضرائب، مشيراً إلى أنه سوف يستمر في تخفيض الضرائب على عائلات الطبقة الوسطى. وقال أوباما إنه على الأغنياء دفع نسبة أكبر من الضرائب، مؤكداً أن الكونجرس كان عائقاً أمام رفع الضرائب على الأغنياء، كما صرح أن سياسة رومني الضريبية "مكلفة للغاية". وكانت السياسة الاقتصادية محل جدل بين كلا المرشحين، فقد أشار أوباما إلى أنه سوف يعمل على زيادة الاستثمارات فى إنتاج الفحم لتوفير الطاقة، مشيراً إلى أن العائد من النفط الأمريكي قد تزايد مع ارتفاع الأسعار العالمية، وأضاف: الاقتصاد الأميركي كان على وشك الانهيار "لكننا أنقذناه.. وسياسة رومني ستعيد إلينا الأزمة الاقتصادية"، حسب قوله. من جانبه استنكر "رومني" أداء "أوباما" في الحكم، واصفا سياسته الاقتصادية بأنها "فاشلة"، كما تسائل "رومني": إذا كنت تهتم بزيادة الاستثمار فى إنتاج الفحم، لماذا ارتفعت أسعار البنزين؟، في إشارة منه إلى أنه سوف يقوم بزيادة الاستثمار فى إنتاج الفحم والبترول بالاعتماد على النفس. وأكد أوباما أنه قد حقق الكثير من الوعود التي قطعها على نفسه خلال فترة حكمه في السنوات الأربع الماضية، ومن بينها الانسحاب من العراق والتخلص من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، كما شدد على أن "رومني ليس الرئيس الذي تحتاجه أمريكا". وعلى الفور اتهم رومني، خصمه أوباما بأنه قد أخفق في الوفاء بوعوده، وأن 23 مليون أميركي يائسون من العثور على الوظائف، كما اتهمه بأنه متحدث جيد لكنه ليس إصلاحياً، وأن البطالة في عهده ازدادت سوءاً. وحذر أوباما من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، مطالبا بضرورة السيطرة على الطاقة التى تحتاجها أمريكا، ومنها إلى جانب مصادر الطاقة التقليدية، كالنفط والغاز الطبيعي، الطاقة الشمسية والرياح وغيرها، وطالب بتقليص العجز في الموازنة، مضيفا: لقد خفضنا وارداتنا من النفط إلى أدنى مستوى منذ 16عاما. وقال رومني إن لديه تجارب ناجحة في إدارة الأعمال ولديه خبرة في توجيه الميزانية دون التسبب في عجز. وبلهجة قوية قال "أوباما" المهم أن نستثمر فى بلادنا، لا فى الصين، مشيراً إلى أن "رومني" كان يستثمر في شركات تنتج كاميرات تستخدمها الصين للتجسس على شعبه وأضاف سياسات الحاكم رومني تنقلنا من الفائض إلى العجز، ومن ثم رد "رومني" على ذلك الاتهام وقال "أنت أيضا يا اوباما استثمرت فى شركات صينية". وكاانت مكانة المرأة الانتخابية، نقطة أساسية في المناظرة بين المرشحين، فبينما طالب رومنى بأن يكون للمرأة وقت مسموح تعتني فيه بأطفالها، مشيراً إلى أنها خسرت خلال السنوات الأربع السابقة 40 ألف فرصة عمل، بل وزادت نسبة السيدات اللاتي يعانين من الفقر، مؤكداً أنه قد حصل على تأييد النساء بسبب خطته لتوظيف النساء. ومن جانبه كشف "أوباما" عن أن والدته دفعت "الكير" من أجل تربيته وهو ما دفعه لتسمية أحد القوانين باسم "جدته" التي كانت تتقاضى مرتباً أقل من الرجال، لذا فقد مرر قانوناً لتحقيق المساواة بين الرجال والنساء، مؤكداً ضرورة عدم التفرقة فى أى مجال بينهما. واختتم رومني كلمته قائلاً: "أتمنى وآمل أن يعيش الشعب الأمريكي فى رخاء وسوف أسعى لاستخدام خبرتى لمساعدة هذا الشعب، ثم بدأ في رصد ملامح برنامجه وإنجازاته مرة أخرى، فقال: "عملت فى كنيستي لمدة 10 سنوات وكنت أبحث لأشخاص عن العمل وتطوعت فى الأولمبياد. نحن لا نسعى لبيع الوقود مقابل دولارات فقط، سوف أعمل كي أرفع مستوى الاقتصاد الأمريكي وأقضى على العجز والبحث عن وظائف للشباب".