كشفت تقارير إسرائيلية عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فشل فى الوصول إلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع، المشير محمد حسين طنطاوى، خلال محاولة المحتجين اقتحام السفارة الإسرائيلية فى القاهرة فجر السبت الماضى، فاستعان بالرئيس الأمريكى باراك أوباما. فبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أمس، لم يرد المشير على المكالمات الهاتفية الواردة من تل أبيب، وهو ما اضطر نتنياهو إلى الاتصال بأوباما، طالبا منه «التدخل شخصيا لإنقاذ الإسرائيليين الموجودين فى السفارة». فما كان من أوباما إلا أن سارع إلى بالاتصال بطنطاوى، واستخدم مائة دبلوماسى أمريكى، ولم يخلد إلى النوم إلا بعد أن تم إنقاذ الإسرائيليين الموجودين فى السفارة، وفقا لصحيفة معاريف الإسرائيلية أمس. ما حدث للسفارة قال عنه السفير الإسرائيلى، لدى القاهرة والذى غادر إلى تل أبيب، إسحق ليفانون نفسه، إنه «شىء مؤسف وخطير جدا.. لكن سمعنا من الطرف المصرى أنه أيضا ملتزم بكل المعاهدات لذلك أظن أنه ليس هناك أى خطر لا على عملية السلام أو على اتفاقيات السلام أو على المعاهدات بين الدولتين». وختم ليفانون بقوله فى تصريحات لراديو «سوا» الأمريكى أمس: نحن على اتصال مع السلطات المصرية لتوافينا بالضمانات وبالحماية الكافية، ليس فقط لنفسى أنا ولكن لكل طاقم السفارة. وفى مستهل جلسة حكومته الأسبوعية أمس، قال نتنياهو إن هناك اتصالات مع مصر لإعادة السفير الإسرائيلى وأعضاء السلك الدبلوماسى الآخرين إلى القاهرة، معربا عن سروره لوجود ما قال إنه «أصوات أخرى فى مصر تنادى بالالتزام بالسلام ودفعه». نتنياهو كشف عن تفاصيل جديدة بشأن أحداث السفارة بقوله إن رجال أمن إسرائيليين فى السفارة أطلقوا رصاصا فى الهواء، وأقاموا متاريس بعد أن تلقوا تعليمات من وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان بإطلاق الرصاص باتجاه أى متظاهر يتمكن من اختراق مكاتب السفارة. فيما قال مسئول حكومى إسرائيلى، لم تكشف صحيفة جيروزاليم بوست عن هويته أمس، إن الخارجية الإسرائيلية تبحث عن مقر جديد لسفارتها بالقاهرة. وتوترت العلاقات الإسرائيلية مع كل تركيا ومصر على خلفية مقتل تسعة نشطاء أتراك وستة جنود مصريين برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلى فى حادثين مختلفين، وهو ما علقت عليه صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أمس معتبرة أن تل أبيب تدفع ثمن حربها على غزة (2008 و2009) بدخولها فى توترات مع أنقرةوالقاهرة. فيما وصفت صحيفة جارديان البريطانية الأزمة بين مصر وإسرائيل بالأسوأ منذ توقيع اتفاقية السلام بينهما قبل ثلاثين عاما، رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس أن إسرائيل تعيش عزلة متزايدة فى المنطقة بعد الهجوم على سفارتها فى القاهرة وطرد سفيرها من أنقرة. ومع هذه العزلة، ووسط مخاوف إسرائيلية من تكرار ما حدث للسفارة الإسرائيلية فى القاهرة فى العاصمة الأردنية عمان، تطالب قوى سياسية إسرائيلية بإقالة وزير الخارجية المتطرف، محملين إياه مسئولية تدهور العلاقات مع مصر وتركيا.