انتقد عدد من قيادات الأحزاب المدنية بطء أداء الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، فى الأيام الأولى من توليه الحكم، بشكل لا يتماشى مع الحالة الثورية التى يشهدها المجتمع، وانتقدوا تأخر تشكيل الحكومة الجديدة والفريق الرئاسى، فيما اعتبر آخرون أن الوقت غير كاف لتقييم الرئيس، وطالبوا بإعطائه الفرصة حتى انتهاء ال100 يوم التى تضمنها برنامجه الانتخابى. قال الدكتور أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، ل«الوطن»، إن قرارات الرئيس مرسى، فى الأسبوع الأول من ولايته الرئاسية مهمة وضرورية فى بداية حكمه، وإن الأداء العام للرئيس «بطىء وغير مرضٍ، خصوصا فيما يتعلق بتشكيل فريقه الرئاسى وحكومته المقبلة». وأشار السعيد كامل، رئيس «الجبهة الديمقراطية»، إلى أن الرؤية لا تزال غامضة وأن الاضطراب «سيد الموقف»، وأشار إلى أن الرئيس اتخذ بعض القرارات لإرضاء الشارع، دون دراسات متأنية. وأبدى كامل قلقه من عدم وجود مؤشرات لتشكيل الحكومة أو مؤسسة الرئاسة، قائلا: «الرئيس مرسى يحتاج للتشاور مع أكبر عدد من القوى السياسية حتى يتمكن من تشكيل مؤسسة الرئاسة والحكومة بأفضل الكفاءات»، وحذر من نفاد صبر المواطنين والمتابعين للرئيس، قائلا: «لا ندرى بعد نفاد هذا الصبر كيف سيكون الوضع». وقال نبيل ذكى، المتحدث باسم «التجمع»، إن الرئيس اهتم بالكلام الإنشائى أكثر من اهتمامه بالقرارات على أرض الواقع، متابعاً: «كان عليه أن يسارع بإصدار قرارات وقوانين لمنع التمييز وحماية المواطنة، وإعلان احترامه للقانون والثوابت الدستورية، بدلاً من حديثه عن مجلس الشعب كما لو كان قائماً، وأن يطلب حل الجمعية التأسيسية أو إعادة تشكيلها لأنها غير معبرة عن أطياف الشعب، من أجل وضع دستور جديد للبلاد بدلاً من استنفاد قوى المجتمع فى إعلان دستورى مكمل مؤقت». وشدد ذكى على أن القرار الأول ل«مرسى» كان يجب أن يتمثل فى إعلان استقالته من «الحرية والعدالة»، وأوضح أن استمرار العضوية الحزبية له يعنى أنه ملتزم بقرارات حزبه كباقى الأعضاء، وأنه رئيس للإخوان، وليس لكل المصريين، وانتقد عدم اتخاذ إجراءات تنشيطية للاقتصاد والأمن، وعدم تنفيذ برنامج ال100 يوم حتى الآن، وعن الحكومة الجديدة، قال ذكى: «يجب الإسراع لتشكيل حكومة تكنوقراط»، منتقداً الحديث عن تشكيل حكومة ائتلافية. وقال عصام شيحا، عضو الهيئة العليا ل«الوفد»، إن عدم تشكيل حكومة جديدة حتى الآن «أمر طبيعى فى ظل تأزم الوضع السياسى ووجود وجهتى نظر بشأن الوزارة الجديدة؛ فالبعض يرى تشكيل الحكومة من داخل الحرية والعدالة لتكون أكثر توافقا مع الرئيس وبرنامجه، الأمر الذى أميل له لكى يتحمل الإخوان المسئولية كاملة ويستطيع الشعب الحكم عليهم، بينما يرى آخرون أنه يجب تشكيل حكومة وحدة وطنية ليشارك الجميع فى الحكم بعيداً عن الانفراد والإقصائية». وحول ديوان المظالم الذى أنشأه الرئيس، قال شيحا إنه إحياء لفكرة قديمة منذ حكم السادات، ولم تنجح، مضيفاً: ديوان المظالم يعود بنا لعبارة «بناء على تعليمات الرئيس»، وكان من الأفضل تفعيل مؤسسات الدولة ووجود إرادة سياسية بالإنجاز فى حل مشكلات المجتمع على المستويات المختلفة، وفيما يخص لجنة بحث شئون المعتقلين بناء على مطالبات المتظاهرين والقوى الاحتجاجية المختلفة، اكتفى القيادى الوفدى بتعليقه: «إذا أردت أن تفشل شيئاً فأنشئ له لجنة». وقال عصام سلطان، نائب رئيس «الوسط»، إن من المؤسف أن من طلبوا بقاء مبارك 8 أشهر، بعد خطابه الشهير مساء الأول من فبراير؛ هم من بدأوا حساب الدكتور مرسى بعد ساعات من حلفه اليمين الدستورية، الذى يتولى مهامه دون صلاحيات، فضلا عن محاصرة قصره الرئاسى من قبل تظاهرات فئوية مدفوعة.