أكد أمين عام اللجنة الملكية لشئون القدس عبدالله كنعان أن الأردن يجرى اتصالات على كافة الأصعدة مع الجهات المسئولة فى إسرائيل والمجتمع الدولى، لإزالة المنصة التى أقامتها إدارة الاحتلال الإسرائيلى فى ساحة البراق مؤخرا. وقال كنعان -إنه ليس مستغربا ما قامت به إسرائيل من تركيب للمنصة فى ساحة البراق، إذ أنها تريد من وراء ذلك أن تنتزع موطئ قدم لها فى ساحة الأقصى، مخالفة بذلك قرار اللجنة الدولية للبراق الذى نص على أن ساحة البراق والجدار كاملين ملك للمسلمين وحدهم منذ عام 1930 على إثر ما يعرف ب"ثورة البراق". وأضاف: أن الأردن يرفض جملة وتفصيلا ما تقوم به إسرائيل بحق المسجد الأقصى.. منوها بالبيان العاجل للحكومة الأردنية الذى استنكرت فيه إقامة هذه المنصة، مطالبة إسرائيل بإزالتها فورا وإيقاف إجراءاتها العدوانية بحق الأقصى. ولفت كنعان إلى أن اللجنة الملكية لشئون القدس تتابع إجراءات واعتداءات إسرائيل أولا بأول وساعة بساعة تجاه مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية. وقال إن إسرائيل تضرب بعرض الحائط كل القرارات والمعاهدات والاتفاقيات الدولية وقرارات اليونسكو ولجنة التراث العالمى، التى طلبت منها مرارا وتكرارا عدم المساس بالتراث العالمى الإنسانى فى القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فى المدينة أو إجراء أى تغيير، سواء كان طبوغرافيا أو ديموجرافيا عليها، معتمدة فى ذلك على طغيانها وقوتها وأن تفرض بالقوة حقا ليس لها إطلاقا. وأضاف إن أمام إسرائيل أحد حلين، إما الاحتكام لقرارات الشرعية الدولية، وإما الاحتكام إلى منطق القوة والفوضى وشريعة الغاب.. ولا أعتقد أن السلام يمكن أن يسود إذا ظلت إسرائيل تحتكم إلى القوة التى لن تدوم لها إلى الأبد، فعليها أن تعرف بأن العرب والمسلمين لن يبقوا ضعفاء للأبد، وأن الدعم الذى تتلقاه من هنا وهناك لن يدوم. وأشار إلى أن الأردن بقيادته الهاشمية عبر عن استنكاره ورفضه لكل الإجراءات الإسرائيلية فى مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية.. كما أعلن العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى مرارا وتكرارا أن القدس خط أحمر بالنسبة للمملكة. وقال إن العاهل الأردنى يعلن فى كل لقاءاته واجتماعاته مع المجتمع الدولى أن كل ما تقوم به إسرائيل لا يفضى إلى السلام الذى ينشده هذا المجتمع على الإطلاق، بل يؤجج العنف والكره والحقد والبغض.. وإذا أرادت الأمن والسلام فعليها أن تلتزم بقرارات الشرعية الدولية، ووقف كامل إجراءاتها التى تقوم بها فى القدس والمقدسات. وحذر كنعان من أن إسرائيل تسعى إلى جعل الإرهاب والفوضى والعنف والحقد والكره هو السائد ليس فى المنطقة العربية بحسب ولكن فى المجتمع الدولى.. لافتا إلى أن إسرائيل فى الوقت الذى تمنع فيه المصلين دون الخمسين عاما من دخول الأقصى، تسمح للإرهابيين والمتطرفين بالدخول إلى ساحاته وهذا ما يرفضه الأردن جملة وتفصيلا. ودعا جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى ولجنة القدس التى يرأسها العاهل المغربى الملك محمد السادس ومنظمة اليونسكو ولجنة التراث العالمى إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات السريعة والفورية لوقف عدوان إسرائيل المتكرر على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، ووضعهم أمام مسئولياتهم بغية إيجاد المناخ اللازم والملائم للسلام الذى ينشده المجتمع الدولى، ولإقامة دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، وإعطاء الشعب الفلسطينى حقوقه كاملة فى العودة إلى دياره ووطنه وفق قرارات الشرعية الدولية. كما دعا الدول العربية الشقيقة والإسلامية إلى ضرورة دعم موقف الأردن ومساندته على جميع المستويات كى يستطيع أن يواجه التحديات المختلفة، ويساند الشعب الفلسطينى لنيل حقوقه كاملة.. قائلا "إن الأردن هو الأقرب للأشقاء فى فلسطين وهو خط الدفاع الأول عن أشقائه العرب والمسلمين".
