اعتبر الرئيس السورى بشار الأسد أن الاتهامات الغربية الموجهة إلى نظامه، بشن هجوم بأسلحة كيميائية فى ريف دمشق "تخالف العقل والمنطق"، وحذر الولاياتالمتحدة بأن خططها لشن عمل عسكرى فى سوريا "ستصطدم بالفشل". وقال الأسد، إن الاتهامات التى وجهها سياسيون أمريكيون وغربيون إلى نظامه باستخدام أسلحة كيميائية فى هجوم وقع الأربعاء فى ريف دمشق "تخالف العقل والمنطق، لذلك فإن هذه الاتهامات هى اتهامات مسيسة بالمطلق". وأضاف فى مقابلة مع صحيفة ازفستيا الروسية، "أن رسالة سوريا للعالم تتمثل فى أنه إذا كان هناك من يحلم بأن سوريا ستكون دمية غربية فهذا حلم لن يتحقق". كما قال، "نحن دولة مستقلة سنحارب الإرهاب وسنبنى علاقاتنا مع الدول التى نريدها بكل حرية وبما يحقق مصالح الشعب السورى". وأكد الأسد "من نواجههم الآن هم بنسبتهم الكبرى تكفيريون يحملون فكر القاعدة وقلة معهم من الخارجين على القانون، وفى أى مكان يضرب الإرهاب سنقوم بضربه". وأشار الرئيس الأسد إلى أن من يقول عن التعاون بين الإسرائيليين و"الإرهابيين" هى إسرائيل نفسها، حيث أعلنت أكثر من مرة أنها تعالج العشرات منهم فى مشافيها. وأكد الأسد فى التصريحات التى نشرتها وكالة الأنباء السورية (سانا) اليوم، الاثنين، أن الاتهامات الموجهة لسوريلا بموضوع الكيماوى هى مسيسة بالمطلق، وتأتى على خلفية التقدم الذى حققه الجيش العربى السورى فى مواجهة "الإرهابيين". وأوضح الأسد أن موقف روسيا السياسى ودعمها لسوريا هو الأساس الذى انعكس وينعكس على جوانب كثيرة فى عودة الأمان وتوفير الحاجات الأساسية للمواطن السورى. وتابع أن كل العقود الموقعة مع روسيا هى الآن فى طور التنفيذ ولم تؤثر الأزمة أو الضغوط الأمريكية والأوروبية أو الخليجية على تنفيذها وروسيا تقوم بإمداد سورية بما تحتاجه للدفاع عن نفسها وعن شعبها. وحول تلويح الإدارة الأمريكية ودول غربية أخرى، القيام بعملية عسكرية فى سورية قال إن الولاياتالمتحدة ستصطدم بما اصطدمت به بكل حروبها من فيتنام حتى الآن... بالفشل. وتابع أن أمريكا دخلت حروباً عدة، لكنها لم تستطع ولا مرة من تحقيق الهدف السياسى الذى أرادته من وراء حروبها تلك ولم تستطع أيضاً أن تقنع شعوبها بجدوى هذه الحروب، ولا أن تقنع شعوب المنطقة بسياساتها وأفكارها، مشيرا إلى أن الدول العظمى قادرة على شن الحروب نعم، لكن هل هى قادرة على الانتصار. وفيما يتعلق بتركيا، قال "المؤسف أن تقاد دولة كتركيا ببضعة دولارات، والمؤسف أن دولة كبيرة بموقع استراتيجى ومجتمع منفتح، تقودها دولة خليجية بعقلها المنغلق.. كل ذلك بالطبع يتحمل مسئوليته رئيس الحكومة التركية وليس الشعب التركى الذى يتقاسم معنا كثيراً من الموروثات والعادات والقواسم المشتركة". وحول مهمة مؤتمر جنيف قال، إن المهمة هى دعم المسار والحل السياسى فى سوريا، لكن لا يمكن البدء بالمسار السياسى قبل وقف دعم الإرهاب من الخارج، إذاً ما نتوقعه من جنيف هو أن يبدأ بممارسة الضغط على الدول التى تدعم الإرهاب فى سوريا من خلال وقف تهريب السلاح ووقف إرسال الإرهابيين الأجانب إلينا. وأشار إلى أن المعارضة السورية زعمت قبل أيام أن "نظام الأسد قتل أكثر من 1300 مواطن فى ريف دمشق، وأصيب بضعة آلاف آخرين، جراء استخدامه السلاح الكيماوى"، ونفت سوريا ذلك. وكان وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجل قد صرح أن بلاده بصدد وضع قواتها البحرية فى تشكيلات قتالية تحسبا لأى قرار قد يتخذه الرئيس أوباما بشن هجوم على سورية ردا على استخدام الأسلحة الكيميائية. يذكر أن أوباما قد صرح يوم الجمعة الماضى بأنه سوف يتم قريبا اتخاذ قرارات هامة بشان سوريا. وقال مسئول أمريكى، إن كبار مستشارى الأمن القومى للرئيس أوباما سيلتقون فى البيت الأبيض هذا الأسبوع لبحث الخيارات الأمريكية بالنسبة للشأن السورى بما فى ذلك احتمال القيام بعمل عسكرى بعد مزاعم باستخدام السلاح الكيميائي. غير أن روسيا حذرت أمس الأحد من مغبة احتمال استخدام القوة العسكرية ضد سوريا. وقال المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، "فى هذه الظروف ندعو بحزم كل من يحاول فرض نتائج التحقيق على مفتشى الأممالمتحدة، ويعلن عن إمكانية استخدام القوة العسكرية ضد سوريا، ندعوهم إلى تحكيم العقل وعدم ارتكاب أخطاء مأساوية"، بحسب قناة "روسيا اليوم".
