فاز القومي المتشدد المتشدد توميسلاف نيكوليتش زعيم أبرز قوى المعارضة برئاسة صربيا، وهو يدعو إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لكن دون أن يتراجع عن مواقفه الشعبوية في السابق. وجاء فوز نيكوليتش -الملقب ب "حفار القبور" لعمله مسئولا في مقبرة في كراغويفاتش (وسط)- أخيرا على حساب الرئيس المنتهية ولايته بوريس تاديش الذي كان تغلب عليه في الانتخابات الرئاسية عامي 2004 و2008، وسارع نيكوليتش الذي يشكك كثيرون في عدم صدق توجهه نحو اوروبا الى طمانة الرأي العام، وقال إن "صربيا ستبقي على خطها الاوروبي ان هذه الانتخابات لم تجر لمعرفة من سيقود صربيا إلى الاتحاد الأوروبي، بل لمعرفة من سيسوي المشاكل الاقتصادية التي تسبب بها الحزب الديمقراطي" الذي يتزعمه تاديتش. وأضاف أن "على صربيا تطوير اقتصادها والقضاء على الفقر، علينا أن نباشر العمل للتخلص من الفساد"، وبعد أن كان نيكوليتش طيلة سنوات الذراع الايمن للقومي المتشدد فويسلاف سيسيلي في الحزب الراديكالي الصربي، أسس حزب التقدم الصربي في العام 2008. وغالبا ما يبدو نيكوليتش الطويل القامة والقاسي الملامح، عابس الوجه وابتسامته مصطنعة في الملصقات الانتخابية. كما يعرف نيكوليتش بتصريحاته المتسرعة، فقد أعلن امام البرلمان في السابق انه من الافضل لصربيا ان تكون "محافظة روسية" على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إلا أنه غير لهجته وبات يشدد على اهمية الاتحاد الاوروبي من أجل إعادة اطلاق الاقتصاد الصربي، وصرح نيكوليتش مؤخرا "يجب أن ننضم الى الاتحاد الاوروبي فلديه مشاريع واستثمارات من اجلنا". ويعتبر نيكوليتش استقلال كوسوفو في العام 2008 خطا احمر وذلك بعد رفض صربيا الاعتراف به. وكان صرح مؤخرا "إذا قالوا ان بامكاننا الانضمام الى الاتحاد الاوروبي لكن كوسوفو ليس تابعا لنا فسنقول لهم شكرا والى اللقاء فنحن سنختار طريقنا"، إلا أنه خفف من حدة لهجته حول كوسوفو وأقر بأنه من المنطقي التفاوض مع السلطات في كوسوفو حول وضع الاقليم. وعول نيكوليتش بحسب منتقديه على استياء الصرب من تدهور الوضع الاقتصادي الذي يحمل مسئوليته إلى الرئيس المنتهية ولايته. وكان نيكوليتش اقترح خلال حملته الانتخابية تحسين الاقتصاد من خلال بناء "قناة تربط بين نهر الدانوب وبحر إيجيه"، لكن دون أن يوضح كيفية تنفيذ هذا المشروع العملاق الذي يقارب طوله 600 كلم ويجتاز بلدين آخرين علاوة على صربيا، ويشكك المحللون في قدرة نيكوليتش على الوفاء بوعوده الانتخابية إذ يرون أن معاونيه لا يتمتعون سوى بقدر قليل من الكفاءة والمصداقية. يذكر أن نيكوليتش من مواليد فبراير 1952 في كراغويفاتش (100 كلم جنوب بلغراد)، وأثار تحصيله الأكاديمي جدلا خلال الحملة الانتخابية اذ شكك معارضوه في شهادة الماجستير في العلوم الاقتصادية التي يحملها، إلا أن نيكوليتش المتزوج والأب لطفلين نفى هذه الاتهامات دون ان يتمكن من إقناع معارضيه.