انتقدت منافسة بارزة لرئيس الوزراء الإسرائيلي- بنيامين نتنياهو، موقفه المتشدد من البرنامج النووي الإيراني أمس السبت، مما يجعل هذه المسألة موضوعًا رئيسيًا في الانتخابات البرلمانية المتوقعة هذا العام. وقالت شيلي يحيموفيتش- زعيمة حزب العمل الذي يمثل يسار الوسط، في مقابلة تلفزيونية: "خطأ بالغ الخطورة أن يتحول موضوع دفاعي ضد إيران إلى أكبر مشكلات إسرائيل". ووصفت في مقابلة مع تلفزيون القناة الثانية الإسرائيلي، البرنامج النووي الإيراني بأنه "مشكلة العالم كله"، وأضافت أن "من الخطأ أن نحمل على عاتقنا عبء أن نكون رأس الحربة". وتدعم يحيموفيتش موقف واشنطن التي ترى أن الوقت ما زال يسمح بإعطاء فرصة للعقوبات الاقتصادية والسبل الدبلوماسية لمنع إيران من السعي نحو امتلاك أسلحة نووية قبل اتخاذ قرار بشأن أي خطوات عسكرية. وقال نتنياهو، إن "آخر جولة للمحادثات بين إيران والقوى الكبرى لم تكن مثمرة"، مشيرًا إلى أن العقوبات ليست قوية بما يكفي، وأنها ربما تمنح إيران الوقت كي تدخل حيز الحصانة الذي لا يمكن بعده وقف برنامجها النووي. وقالت إسرائيل - التي يعتقد على نطاق واسع أنها تملك الترسانة النووية الوحيدة في المنطقة - كثيرًا إنها ستوجه ضربة عسكرية لإيران لتمنعها من الحصول على أسلحة نووية تعتبرها تهديدًا لوجودها. وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي تمامًا. وانتقد مسؤولون أمنيون إسرائيليون سابقون موقف نتنياهو المتشدد. واتهمه مدير أمنه الداخلي السابق- يوفال ديسكين، مع وزير الدفاع- إيهود باراك، بأنهما مدفوعان بمشاعر دينية في سياستهما تجاه إيران. وتظهر استطلاعات الرأي أن حزب العمل الذي حكم إسرائيل لعقود وله الآن ثمانية مقاعد فقط في البرلمان، تقدم إلى المركز الثاني خلف حزب ليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو. ومع توقع فوز العمل بنحو 18 مقعدًا وحزب ليكود بنحو 30 مقعدًا في البرلمان المكون من 120 مقعدًا، من الممكن أن تكون يحيموفيتش شريكًا لنتنياهو في الائتلاف الحاكم القادم. وقالت يحيموفيتش إنها لا تستبعد فكرة الانضمام إلى حكومة ائتلافية يقودها نتنياهو إذا لم تتمكن من إسقاطه إذا تبنى الائتلاف برنامجًا ديمقراطيًا اجتماعيًا، ومزيدًا من الدبلوماسية مع الدول العربية. وقالت إن "على إسرائيل أن تتخذ خطوات من أجل إحياء محادثات السلام مع الفلسطينيين المتوقفة منذ أواخر 2010". وركزت يحيموفيتش -الصحفية السابقة ذات الفكر اليساري التي انتخبت زعيمة للحزب في سبتمبر - انتقاداتها لنتنياهو على السياسات الاقتصادية التي يلقى عليها باللائمة في أزمة المساكن وارتفاع أسعار السلع الغذائية التي أثارت احتجاجات غير مسبوقة العام الماضي. وقالت يحيموفيتش إن "من الضروري تحسين العلاقات مع مصر التي تدهورت بعد انتفاضة أطاحت بالرئيس حسني مبارك العام الماضي، ومع تركيا التي ساءت العلاقات معها بعد الهجوم الدامي الذي شنه الجيش الإسرائيلي على سفينة كانت تحمل مساعدات وتحاول كسر الحصار على قطاع غزة". وكان من المقرر إجراء الانتخابات في 2013 لكن حلفاء نتنياهو السياسيين قدموا طلبًا بإجرائها في سبتمبر، في ظل وجود خلافات بشأن خفض الميزانية وإعفاء اليهود المتشددين من التجنيد في الجيش، وهي نزاعات تهدد بانهيار الائتلاف الحاكم.