أكد الجيش اللبنانى أنه فتح طريق البحصاص بمدينة طرابلس حاضرة شمال لبنان، وأعاد الوضع إلى طبيعته بعد أن أقدم محتجون مسلحون على إغلاقه اعتراضاً على توقيف أحد المطلوبين. وقالت مديرية التوجيه بالجيش اللبنانى فى بيان صحفى مساء أمس: "إن حشداً من الأشخاص أقدم على الاعتصام فى ساحة النور بطرابلس، احتجاجاً على توقيف أحد المطلوبين للعدالة، وذلك بالتزامن مع إقدام آخرين على قطع طريق البحصاص بالإطارات المشتعلة وإطلاق النار من أسلحة حربية خفيفة من على متن دراجة نارية باتجاه مركز للجيش فى محلة الجميزات من دون تسجيل أى إصابات. وأضاف البيان أن وحدات الجيش قد ردت على مصادر النار بالمثل كما قامت بفتح الطريق المذكور وإعادة الوضع إلى طبيعته وتستمر بتعقب مطلقى النار لتوقيفهم وإحالتهم على القضاء المختص. وكانت المعلومات الواردة من مدينة طرابلس ذات الأغلبية السنية قد أفادت بأن الاحتجاجات نشبت بسبب توقيف شخص يدعى خالد حدارة كان قد ظهر فى فيديو مع المطرب المعتزل فضل شاكر المرافق للقيادى السلفى المسلح أحمد الأسير، إلا أن الجيش اللبنانى لم يؤكد أن الشخص الموقوف هو حدارة. وتشهد مدينة طرابلس توتراً ملحوظاً فى ظل احتقان طائفى يسود البلاد برمتها على خلفية الأزمة السورية والأزمة السياسية اللبنانية، ثم تأجج الوضع بسبب الصدام بين قوات الجيش اللبنانى وبين المجموعة المسلحة التابعة للقيادى السلفى أحمد الأسير فى مدينة صيد بالجنوب اللبنانى الذى انتهى باختفاء الأخير ومعه فضل شاكر. وتلمح بعض القوى السنية إلى أن الطائفة السنية باتت مستهدفة، وتنتقد طريقة تعامل الجيش مع أزمة أحمد الأسير، فى المقابل فإن قوى 8 تنتقد ما تعتبره تغطية من قبل بعض الشخصيات والقوى المحسوبة على السنة لأنشطة ما تصفه بمجموعات سلفية تنزع للعنف، وهو الموقف الذى ألمح إليه أيضا الزعيم الدرزى وليد جنبلاط والذى يعد من مؤسسى قوى 14 المناوئة لسوريا وحليف قديم لتيار المستقبل (أكبر تيار سنى) فى البلاد.