أعلن كل من حمدين صباحي، المرشح الرئاسي الخاسر، والدكتور محمد البرادعي، مؤسس حزب الدستور والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، تضامنهم مع فلول الحزب الوطني المنحل بهدف إسقاط حكم الرئيس مرسي. وطالب البرادعي، خلال الحلقة الثالثة من حواره لصحيفة الحياة اللندنية، ب"احتضان ملايين المصريين الذين كانوا أعضاء في الحزب الوطني في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك مع محاكمة من ارتكبوا جرائم منهم"، مضيفاً وسبق وذكره في لقائه بمعتصمي وزارة الثقافة على هامش الاحتفال بيوم ميلاده – أن كلمة "فلول" تعني أتباع نظام قديم عُزلت قياداته، لكن هناك 3 ملايين عضو في الحزب، لا بد من أن نحتضن هؤلاء ونتقدم سويا، ولا أستطيع القول هذا نظام قديم وهذا جديد". كما قال حمدين صباحي: إن من حصافة المؤمن تأجيل فتح الأسئلة الهامشية المتعلقة بمشاركة الفلول في أحداث 30 يونيو، مضيفا: "اللي نازل علشان علم مصر ما يسألش أسئلة تفصيلية صغيرة، لأننا أمام تحدي للإجابة على تساؤل ما إذا كان يستطيع المصريون استكمال ثورتهم وانتزاع حريتهم وإلزام هذا الرئيس بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة تعيد للشعب الاختيار عبر آلية ديمقراطية يتفق عليها". وتابع – خلال استضافته مع وائل الإبراشي على فضائية دريم – "مش وقت إثارة تناقضات ثانوية طالما هناك تناقض جوهري" في إشارة إلى أن وجود الفلول ضمن الداعين والمشاركين في 30 يونيو يمكن تجاهله طالما هناك هدف أكبر هو إسقاط حكم الرئيس مرسي، داعيا لعدم وجود "طفولة" يسارية أو يمينة بفتح تلك الأسئلة الهامشية. وأضاف أنه يعلم جيدا أن عددا كبيرا من المشاركين في أحداث 30 يونيو ليسوا هم القوى الأساسية لثورة 25 يناير، وأنهم ظلوا يراقبون المشهد حتى التنحي، ثم ذاقوا حكم الإخوان لمدة عام وقرروا النزول للشارع، زاعما أن من شارك في ثورة 25 يناير ومن لم يشارك مصريون ومطلبهم واحد هو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مشيرا إلى أنه رغم وجود خلافات سياسية بين الداعين ل 30 يونيو وبين المحسوبين على النظام السابق إلا أنهم يهتفون من أجل مطلب واحد ولا يصح سؤالهم وهم يساندوننا في مطلبنا "لمن أعطيتم صوتكم في انتخابات الرئاسة الماضية". وأشار إلى أن كل من سيعتصم حتى إجراء الانتخابات المبكرة سيكون على قلب رجل واحد من أجل مصلحة وطنية لاستكمال الثورة وإنهاء الاستبداد مهما اختلفوا سياسيا، قائلا: "في قلبنا خير وحرص على التسامح والصفح مقابل التوحد في الميدان"، مهددا من يثير أي خلاف على أرضية "أعطيت صوتك لمين" أو يقول لأي مشارك "أنت كنت في الحزب الوطني" يُضر بالثورة. وأوضح أن روعة المشاركين في خلافاتهم السياسية واتحادهم نحو هدف واحد هو تحرير مصر من "قبضة" استبداد الإخوان، وتحرير الإخوان من غشاوة السلطة التي سيطرت عليهم، قائلاً: "نريد شعب واحد يتوحد نحو الهدف". وتعليقًا على تلك تصريحات البرادعي وحمدين، أكد الدكتور مجدي قرقر، الأمين العام لحزب العمل الجديد، أن هذا التحالف بين الفلول والرموز التي حسبت نفسها على المعارضة ليس جديدا، وتمتد جذوره لشهور كثيرة مضت، مضيفا أن تصريحات حمدين والبرادعي مؤخرا دليل على أنهم تاجروا بالخلاف مع النظام السابق من قبل كدليل على وطنيتهم، والآن يتحالفوا معه، ويرجع لعهد مبارك وما قبل الثورة. وأشار، في تصريح خاص للحرية والعدالة، إلى أن تلك الشخصيات لم تكن محسوبة يوما على المعارضة وكانوا يمثلون "معارضة شكلية" في عهد مبارك، ومنهم من كان يتواصل مع مبارك وصفوت الشريف ورموز الحزب الوطني، مشددا على أن خلاف البرادعي مع مبارك لم يكن سوى في الشهور الأخيرة لحكمه. وحذر قرقر تلك الرموز من استمرار التحالف مع فلول الوطني، مشيرا إلى أنه يضر بالشعب كله خاصة أن من يطلقون على أنفسهم المعارضة يريدون العودة بنا إلى "النقطة صفر" من المرحلة الانتقالية، وأن هذا التحالف سوف يتحول إلى صراع على المناصب إذا ما أتيحت لهم الفرصة لذلك.