ككل عام رفعت بلاغات ودعاوى قضائية ضد مسلسلات لم يشاهدها أحد، ولم تعرض بعد، ويُحكم عليها من خلال «برومو» دعائى تعرضه الفضائيات على طريقة الآية الكريمة «ولا تقربوا الصلاة»، وأول هذه المسلسلات التى نالت الهجوم مسلسل «مزاج الخير» بطولة النجم مصطفى شعبان، وعلا غانم فقد تقدم د. أحمد مهران مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية ببلاغ للنائب العام يحمل رقم 1220 ضد صناع العمل يتهمهم بالتحريض على الفسق والفجور وإثارة الفتن، وهى نفس الألفاظ والاتهامات الجاهزة كل عام. «اليوم السابع» سألت مهران عن أسباب تقديمه لبلاغه فقال: المسلسل يحرض على الفسق والفجور وإثارة الفتن فى شهر رمضان الفضيل، ويحتوى على ألفاظ مبتذلة عن المخدرات والنساء لا تمت بأى صلة للأخلاق المصرية، وكذلك يبعد المواطن المصرى عن أدائه لصلواته ويفسد صيامه ولذلك تقدمت ببلاغ للنائب العام المستشار طلعت إبراهيم عبدالله، وقد أحاله سيادته إلى المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة لاتخاذ الإجراءات اللازمة. ثانى المسلسلات التى نالتها الملاحقة القضائية مسلسل «الداعية» للنجم السينمائى هانى سلامة الذى يخوض تجربة المسلسلات للمرة الأولى، فقد تلقت أسرة العمل دعوى قضائية تطالب بوقف تصوير المسلسل ومنع عرضه فى شهر رمضان المقبل، بتهمة إساءته لجماعة الإخوان المسلمين برغم أن المسلسل لم يعرض ولم يشاهده أحد، وما عرض منه «برومو» دعائى لا تتجاوز مدته الدقيقة. من جانبه قال الناقد رفيق الصبان إن الأعمال الفنية يجب ألا يحكم عليها من منظور دينى، وإنما يحكم على الأعمال الفنية من منظور فنى، وإن العمل الفنى الغنى والجيد هو الذى يحمل أكثر من وجهة نظر وأن العمل الفقير هو الذى يحمل وجهة نظر واحدة يفهمها كل المتلقين بشكل واحد، مضيفا أن منع أى عمل فنى من الخروج للنور أمر خاطئ وأنه يجب إفساح المجال لعرض الأعمال وإعطاء المشاهد الفرصة لتفسير العمل كما يراه من وجهة نظرة، فمن الممكن أن يرى أحد الأشخاص أن مسلسل الداعية ضد الإسلام، فيما يرى شخص آخر أن المسلسل خير دعاية للإسلام. الناقدة ماجدة خير الله قالت إن الدعاوى والبلاغات التى تقدم ضد أعمال فنية لأسباب دينية هى طلقات فى الهواء لأنه لم يلتزم بها أحد من القنوات الفضائية، مشيرة إلى أن تلك الدعوات موجودة منذ تقديم شريهان لفوازير رمضان، حيث قال عنها أصحاب الفكر المتطرف إن شريهان ستفسد صيام رمضان، وهم نفس أصحاب الفكر ممن يروجون إلى أن الفنون تؤدى إلى دخول النار والدعاوى والبلاغات والمطالبات بوقف عرض الأعمال الفنية كثيرة، وسوف تستمر كل عام من قبل الباحثين عن الشهرة وتسليط الأضواء.