استمر النظام السورى فى قمعه الوحشى للمتظاهرين حيث قتل عشرات الاشخاص وجرح آخرون الجمعة عندما اطلق رجال الامن النار لتفريق متظاهرين في ريف دمشق وحمص (وسط) الجمعة بحسب مصدر حقوقي، بينما اعلن مصدر رسمي مقتل اثنين من رجال الامن وجرح ثمانية آخرين في كمين في محافظة ادلب. ياتي ذلك فيما اعتبرت تركيا الجمعة على لسان وزير خارجيتها ان القمع العنيف الذي يتعرض له المتظاهرون في سوريا "غير مقبول". واضاف وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو "على سوريا أن تأخذ على محمل الجد رسائل تركيا والمجتمع الدولي وان تضع حدا لاعمال العنف في اقرب وقت ممكن". وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "عدد الشهداء الذين انضموا الجمعة الى قافلة شهداء الثورة السورية ارتفع الى اربعة عشر شهيدا". وأضاف ان "سبعة منهم في مدينة عربين وشهيدين اثنين في مدينة الضمير (ريف دمشق) وشهيد واحد في معضمية الشام بريف دمشق، وثلاثة شهداء في مدينة حمص وشهيد في حي القابون بدمشق وجد مقتولا أمام منزله بعد اعتقاله من قبل الامن وعليه اثار تعذيب". واشار الى ان "عدد الجرحى فاق الخمسين جريحا جراح الكثير منهم خطرة". ورغم كل الإدانات الدولية والجرائم الموثقة من قبل قوات الأمن والجيش السوريين فان وكالة الانباء السورية ما زالت تتحدث عم مؤامرة غربية ظلامية وعن" استشهاد" عنصرين من عناصر الجيش و إصابة ثمانية آخرون بجروح في كمين نصبه مسلحون على طريق معرة النعمان وخان شيخون (ريف ادلب)" واشارت الوكالة الى "جرح عنصرين من قوات حفظ النظام برصاص مسلحين على سطح احد الابنية في دوما (ريف دمشق) وخمسة جرحى في عربين (ريف دمشق) بينهم ثلاثة من عناصر حفظ النظام اصيبوا برصاص مجموعات مسلحة". وذكرت ان "مجموعات مسلحة اقامت الحواجز وتقطع الطرق وتفتش المواطنين في دير الزور (شرق)" التي يحاصرها الجيش منذ يومين. وفي حمص (وسط) "اطلق مسلحون النار عشوائيا في حي باب السباع كما اطلقوا النار بكثافة على حاجز لقوات حفظ النظام في باب دريب"، بحسب الوكالة. ياتي ذلك بعد دعوة وجهها ناشطون للتظاهر والى اعتبار ان كل يوم في شهر رمضان هو يوم جمعة الذي كان موعد التظاهر الاسبوعي في البلاد فيما تواصل قوات من الجيش عملياتها في حماة (وسط) وسط انقطاع لوسائل الاتصال مع هذه المدينة. ونادى ناشطون على صفحة "الثورة السورية" على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك الى تنظيم "الليلة وكل ليلة مظاهرات الرد في رمضان كل يوم هو يوم الجمعة". وكتبوا على موقعهم: "الله معنا فهل انتم معنا". وفي دمشق، قال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي ان "تظاهرات خرجت في الميدان تصدى لها رجال الامن بالقنابل المسيلة للدموع. كما اعتدوا على المتظاهرين ولاحقوهم الى داخل الازقة". وفي ريف دمشق "خرج الالاف في حرستا ودوما والكسوة ومضايا والزبداني وسقبا وعربين التي شهدت اطلاق نار كثيف (..) كما خرج المتظاهرون في داريا رغم الوجود الامني"، على حد قوله. ولفت الى ان المتظاهرين في القابون والمعضمية لم يتمكنوا من الخروج نظرا للتواجد الامني الكثيف في المدينتين. وقال ناشطون ان تظاهرة خرجت من جامع الرفاعي في كفرسوسة وتم قمعها مباشرة واعتقال بعض المشاركين فيها. ولفتوا الى ان "التواجد الأمني الكثيف منع المتظاهرين من الخروج في تظاهرات في ركن الدين والقابون". وذكر مدير المرصد ان "اكثر من 12 الف متظاهر خرجوا في مدينة بنش الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) للمطالبة باسقاط النظام والتضامن مع حماة ودير الزور". واوضح ريحاوي بدوره ان تظاهرات نظمت في كفر نبل وتفتناز وسرمين وفي ادلب نفسها بعد صلاة الجمعة. وقال ان "اكثر من ثلاثين الف شخص خرجوا للتظاهر في مدينة دير الزور (شرق) المحاصرة رغم الحر الشديد". واضاف "كما خرج الاف في مدينة درعا (جنوب) والقامشلي (شمال شرق) نصرة لحماة". واشار الى ان "تظاهرات حاشدة خرجت في كل من بستان الحمامي والرمل الجنوب والصليبة في اللاذقية (غرب) تنادي باسقاط النظام بالاضافة الى مئات المتظاهرين خرجوا من جامع المنصوري في جبلة الساحلية (غرب) هاتفين الله معنا، الله معنا". ولا تزال الاتصالات مقطوعة عن حماة التي شهدت احداثا دامية اسفرت عن مقتل العشرات بحسب شهود وناشطين حقوقيين اثر عمليات عسكرية بدات منذ ايام بررتها السلطات بالعمل على اعادة الامن والاستقرار الى المدينة في مواجهة "التنظيمات الارهابية المسلحة". وابرزت الصحافة الرسمية الصادرة الجمعة ان "وحدات من الجيش تعمل على إعادة الأمن والاستقرار والحياة الطبيعية إلى مدينة حماة بعد أن استباحتها التنظيمات الإرهابية المسلحة". وذكرت الصحف ان هذه التنظيمات "نصبت الحواجز والمتاريس وقطعت الطرقات وهاجمت العديد من المقرات والدوائر الرسمية والمؤسسات الخدمية وأقسام الشرطة فيها وأحرقتها واعتدت على عناصرها مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة". واوضحت ان "الآليات تقوم بفتح الطرقات وإزالة الحجارة والأتربة والمكعبات الاسمنتية وأعمدة الإنارة التي استخدمتها هذه التنظيمات بهدف فصل المدينة عن محيطها وتقطيع أوصالها وتعطيل الحياة داخلها وترويع الأهالي وترهيبهم". وكان احد سكان المدينة الذي تمكن من مغادرتها ذكر لوكالة فرانس برس الخميس ان "ثلاثين شخصا قتلوا اثر عملية عسكرية قام بها الجيش الاربعاء في هذه المدينة" مشيرا الى وجود عدد كبير من الجرحى في المستشفيات. واضاف ان "عددا من المباني احرق جراء القصف الا انها ليست مدمرة بالكامل". وتحدث عن "انتشار للدبابات في المدينة وخصوصا في ساحة العاصي وامام القلعة" في وسط المدينة. وتشهد سوريا حركة احتجاجات واسعة منذ منتصف اذار/مارس ادى قمعها من جانب السلطة الى مقتل 1649 شخصا من المدنيين و389 جنديا وعنصر امن بحسب حصيلة جديدة لمنظمة حقوقية. كما اعتقل اكثر من 12 الف شخص ونزوح الالاف، وفق منظمات حقوقية. وتتهم السلطات "جماعات ارهابية مسلحة" بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى. وتظاهر بضع مئات من المصريين الجمعة امام السفارة السورية بالقاهرة لشجب القمع الدامي الذي يمارسه النظام السوري على المحتجين. وهتف المحتجون "سوريا حرة، بشار بره!"، و"الشعب يريد رحيل السفير"، و"بالروح بالدم نفديك يا حماة!" في اشارة الى المدينة التي تشهد احتجاجات متواصلة ضد نظام الاسد بوسط سوريا. وحمل احد المتظاهرين صورة للرئيس السوري بشار الاسد كتب عليها "ارحل يا نازي". كما اشترك سوريون في التجمع الذي رفعت فيه اعلام مصرية وسورية.