نظمت وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية مساء أمس الخميس، محاضرة بعنوان "إعادة تعريف الإسكندرية فى القرن الحادى والعشرين"، ألقاها عمرو على، باحث دكتوراه بجامعة سيدنى بأستراليا. بدأ الباحث عمرو على حديثه قائلاً: إن البحث الذى سيقدمه يتحدث فى مجمله عن مجالات السياسة الحديثة فى الإسكندرية، وإن هذا المجال هو فرع من فروع رسالة الدكتوراه الخاصة به. وأضاف أنه يقدم هذا البحث ليس لكونه أكاديمياً فقط، ولكن لكونه سكندرياً مصرياً مهتماً بشئون هذه المدينة. وأوضح أن البحث يحاول إعادة تعريف الإسكندرية فى القرن الحادى والعشرين والنظر فى مستقبل المدينة عن طريق البحث فى تحولات القرن العشرين وتعريف هوية مدينة الإسكندرية. وطرح الباحث خلال المحاضرة تساؤلاً: هل الإسكندرية أسيرة لماضيها؟ مؤكدًا أنه من الصعب الحصول على أى كتاب عن الإسكندرية المعاصرة، وأن الغالبية العظمى من الكتب تتحدث عن تاريخ الإسكندرية ولا تنظر إلى مستقبلها. وأضاف أن معظم الكتب والمقالات الحالية تهتم بأمجاد ماضى المدينة ولا تكترث لحاضرها، وشدد على أهمية تعريف دور صناع القرار، ودور الدولة، والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية للمدينة، لتعريفها بشكلٍ أدق. وتحدث الباحث عن التصور الثقافى والمجتمعى للإسكندرية عن طريق شرح الأبعاد الرمزية للمجتمع، وتناول البحث السياسات المركزية التى ألقت بظلالها على المدينة سواء خلال الحقبة الملكية أوالجمهورية، ففى الحقبة الملكية، تعامل معها الناس على أنها المدينة العالمية النابضة بالحياة والثقافة، أما أعضاء الحكومة فاعتبروها العاصمة الثانية والمدينة الساحلية التى تجمع العديد من الجنسيات، وفى الحقبة الجمهورية، أو كما أسماها البعض الحقبة الناصرية، فقد تمت معاقبة الإسكندرية فقط لكونها البوابة للاستعمار فى صورته غير الرسمية، وذلك عن طريق: الاهتمام بالتراث العربى والفرعونى على حساب التراث اليونانى الرومانى، وإزالة كل التماثيل المتعلقة بالحقبة الملكية، وترك المبانى الاستعمارية لتنمحى. وأوضح عمرو على أنه رغم إهمال مدينة الإسكندرية فى العهد الناصرى إلا أن الاهتمام بها عاد فى عصر أنور السادت وزاد فى عصر مبارك، خاصةً بين عام 1990 و2000، حيث استخدم مبارك الإسكندرية كمدينة التسامح مع الغرب، بحيث أنها دائماً ما تعكس الثقافة الغربية. وذهب بحديثه إلى الإسكندرية حالياً، وكيف أن موت خالد سعيد قد أثر فى كثير من الشباب فى كل المحافظات. ووصف ثورة 25 يناير فى الإسكندرية؛ حيث قال إن الشباب قد اختاروا موقع مسجد القائد إبراهيم والكورنيش كمكان للاعتصام، وحتى أنهم قد اختاروا شعاراتهم وتضامن معهم محتجون من شرفات المنازل، وتحدث عن رسوم الجرافيتى التى ملأت الجدران بعد الثورة. وانتقد أداء الحكومة بعد الثورة لتركها للمبانى غير المرخصة والتى تنهار فى أغلب الحالات، مخلفة ورائها العديد من الضحايا، وأعرب عن أسفه أن 20 بناية تنهار سنوياً فى مدينة الإسكندرية، وقال إن حل مشكلات الإسكندرية فى الوقت الحالى هو شىء صعب للغاية، ولكن يمكن الاعتماد على مؤسسات الدولة حيث إنها بدأت فى التعرف على أهمية اللامركزية. وأنهى المحاضرة ببعض التوصيات للشباب للوصول لتقدم الإسكندرية من أهمها: كتابة وتوثيق كل ما يحدث فى المدينة لنشر ما يحدث على المستوى المحلى والعالمى، وتعريف المواطن السكندرى ومسئولياته تجاه مدينته وبلده، والسعى لبناء إعلام محلى يعبر عن هموم المدينة، وتنسيق العمل المجتمعى، وبناء مدرسة تعلم العلوم السياسية، وخلق مبادرات جديدة لتشجيع الأبحاث عن الإسكندرية الحديثة.