لأول مرة يلجأ المخرج خالد يوسف إلي الأعمال الروائية في أفلامه ، حيث يقوم حاليا بكتابة سيناريو فيلمه الجديد عن قصة الأديب العالمي نجيب محفوظ "أولاد حارتنا" التي يري أنها من أهم أعمال أديب نوبل، والتي يريد أن يؤكد من خلال تحويلها إلى عمل سينمائي أن محفوظ لم يكن يحض علي الفجورأو يعيب في الذات الإلهية. وأنه لم يتحد فيها العاطفة الإسلامية، ولم ينتقد الذات الألهية أبدا، وإنما كان يؤكد فيها علي رؤيته للسلطة الأبوية، والصراع بين الممارسة الظالمة لهذه السلطة والنزعة إلي الحرية، وهذه هي الإشكالية التي تشغلنا جميعا، وما السلطة الأبوية سوي رمز للسلطة بشكل عام . ويقول خالد يوسف من خلال رؤيتي للسيناريو "أثبت للجميع أنه كان من الخطأ حظر نشر هذه الرواية ( أولاد حارتنا) التي أثارت الكثير من اللغط ، والذي لايزال دائرا منذ الستينات من القرن الماضي ، لأنها ببساطة رواية سياسية ولا يوجد نظام من الانظمة العربية يريد أن ينتقده أحد، ولذلك أسعى إلي تقديم (أولاد حارتنا) بجميع اللغات خاصة أن أدب محفوظ محفور فى وجدان الشعب المصرى ، وسيمثل الفيلم ردا قويا على كل من يحاول تشويه صورة أديب نوبل ورد الجميل لأدبه الذى وصل بنا للعالمية". وما إذا كان سيلتزم بنص نجيب محفوظ أم أنه سيضيف عليه رؤيته الإخراجية، قال بالطبع روح النص ستكون موجودة، وسألتزم بالرواية، ولكن لي رؤيتي الإخراجية والتحليلية، التي لابد من إضافتها إلي العمل، لأن الفيلم له أبعاده التي تختلف عن أبعاد الرواية، والسيناريست مبدع وله رؤيته الخاصة، ولو أن محفوظ طلب منه عمل سيناريو للرواية لأضاف إليها وجهات نظر جديدة. وأكد خالد يوسف أنه بأولاد حارتنا يبدأ مرحلة جديدة يحول فيها عدد من الأعمال الأدبية إلي أفلام، ومنها " سره الباتع" للأديب يوسف إدريس، ثم "واحة الغروب" للأديب بهاء طاهر.