انتقلت الخلافات حول مسلسل " الحسن والحسين " الذي يتناول سيرة سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين أبنا علي بن أبي طالب وصراعهم مع معاوية بن أبي سفيان من صفحات الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات إلي ساحات المحاكم بعد أن أقام عدد من المحاميين في مصر وغيرها من البلدان قضايا لمنع عرض المسلسل الذي يجسد لأول مرة في تاريخ الدراما أهل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وهو ما أثار حفيظة الكثيرين من المشاهدين قبل عرض المسلسل المقرر عرضه في شهر رمضان علي الفضائيات العربية والمصرية . وقد أقام المحامي عبد المعين حزين منسق حركة من أجل مصر وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع السياسي دعوي قضائية أمام محكمة القاهرة للأمور المستعجلة لوقف عرض المسلسل علي التليفزيون والقنوات الفضائية علي النايل سات ضد كل من أسامة هيكل وزير الإعلام والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ورئيس الشركة المصرية للأقمار الصناعية " نايل سات ". وجاء في الدعوي أن عرض المسلسل في الوقت الراهن المشحون قد يهدد السلم والأمن الاجتماعي حيث إنه يتناول قصة الخلاف بين سيدنا علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان حسب رؤية مؤلف العمل التي لا نعرف تميل إلي أية اتجاهات ، فضلا عن الشبهة وراء تمويل العمل الدرامي الذي أعلن أنه تمويل لبناني سوري مغاربي مشترك ، في حين يتردد في جميع الدول العربية أن تمويله الحقيقي إيراني ، وهو ما يضع بعض علامات الاستفهام حول علاقة المذهب الإيراني الشيعي بأحداث العمل الذي يجسده ممثلون عرب . واستند المحامي صاحب الدعوي إلي فتوى مجمع البحوث الإسلامية والذي أفتي بحرمة تجسيد الصحابة وأهل البيت في الأعمال الفنية ، حيث يعتبره البعض إساءة وتقيل من شأن من يتم تجسيد أدوارهم في المسلسلات أو أي من أشكال الدراما .. وهو ما اعتبره صاحب الدعوي مخالفة للدستور " الملغي " والإعلان الدستوري " القائم " الذي ينص علي أن الدين الإسلامي هو مصدر التشريع للدولة .. محذرا من تمثيل وتجسيد شخصية الرسول صلي الله عليه وسلم في المستقبل من منطلق حرية التعبير . ومن جانبها أرسلت نقابة الأشراف التي تضم سلالة أبناء الإمامين الحسن الحسين مذكرة عاجلة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة وأخرى إلى مجلس الوزراء يناشدون فيه المجلس بسرعة اتخاذ قرار لمنع عرض المسلسل التليفزيوني "معاوية والحسن والحسين" فى القنوات الفضائية المصرية التى أعلنت عن إذاعة المسلسل وعرضه فى شهر رمضان منعا من إحداث فتنة كبرى بين أهل البيت. وقالت النقابة أن هناك مجموعة كبيرة من أبناء الحسين في مصر ومحبيهم على استعداد لعمل مليونية فى كل محافظة بمحافظات مصر لمنع عرض ذلك المسلسل ، خاصة بعد صدور فتاوى من الأزهر الشريف ومجمع البحوث لتحريم عرض المسلسل لأن تجسيد شخصيات آل البيت سيكون موضعا للاستهزاء والسخرية. وكانت فكرة تجسيد الشخصيات الدينية بدأت بفيلم " آلام المسيح " الذي أنتجه وأخرجه النجم العالمي ميل جيبسون ووقتها استعان بوجه جديد يجسد شخصية النبي عيسي واشترط عليه ألا يمارس مهنة التمثيل مرة أخري بعد أدائه هذا الدور وحقق الفيلم نجاحا كبيرا رغم ما أثاره من انتقادات . بعدها صرح الفنان نور الشريف بأنه يفكر في تجسيد شخصية سيدنا الحسين وأعلن أنه سوف يعتزل التمثيل بعدها نهائيا لأنه لن يتمكن من تقديم شخصية تفوق شخصية الحسين واعتبرها تتويجا لمشواره الفني الطويل، ولكن بدأت الأزمات تتوالي بإنتاج إيران لمسلسلات عن الأنبياء خاصة بعد نجاح مسلسل " يوسف الصديق " ذلك أتاح الفرصة لكل الفنانين أن يجسدوا شخصيات الأنبياء دون شروط فخرجت الجزائرية سارة بسام لتعلن عن نيتها تجسيد شخصية العذراء مريم في مسلسل . وفي نفس الوقت صرحت الفنانة الشابة إيمان أيوب بأنها تستعد لتصوير فيلم " مريم البتول " الذي ستجسد خلاله شخصية مريم العذراء وقصة حياتها وسيتم تصويره في كنيستي العذراء ومار مينا وهو إنتاج مصري ، حيث قالت وقتها إن الفيلم أخذ موافقة الرقابة دون تعليق وجار تنفيذه ، وبذلك من المتوقع أن تصبح سيرة الأنبياء مشاعا لكل الفنانين أن يقدموها مهما كان تاريخهم الفني. كما أن مجمع البحوث الإسلامية سبق وتقدم بشكوي لوزارة الإعلام يطالب فيها بوقف عرض مسلسل " يوسف الصديق " علي قنوات ميلودي دراما بعدما عرضتها احدي القنوات الفضائية لكن الوزارة وشركة النايل سات لم تصدر بيانا خاصا بأي شيء رغم إعلان مجمع البحوث أنه الهيئة الدينية العليا في العالم الإسلامي ويجب أن تحترم آراؤه وتنفذ. يذكر أن مسلسل " الحسن والحسين " إنتاج مشترك بين سوريا والمغرب والأردن ولبنان والإمارات العربية وهو من تأليف محمد اليساري وحمد الحسيان ويشارك في بطولته خالد مغويري في دور الحسن ومحمد المجالي في دور الحسين ورشيد عساف في دور معاوية بن أبي سفيان وعلاء القاسم في دور عبد الله بن الزبير، ورامي وهبة في دور يزيد بن معاوية وتاج حيدر في دور زينب بنت علي ابن أبي طالب وطلعت حمدي في دور الزبير بن العوام ومحمد آل رشي في دور قتيبة وعبد الله بهمش في دور زيد بن عمر بن الخطاب وزناتي قدسية في دور عدي بن حاتم الطائي وفتحي الهداوي في دور حرقوص بنزهير السعدي وعبد الرحمن أبو القاسم في دور أبو هريرة.