أصيب شاب عاطل عن العمل بجروح بليغة اليوم الأحد، بعد أن أضرم النار فى نفسه أمام بلدية مدينة سيدى بوزيد بالوسط الغربى التونسى، من حيث انطلقت شرارة "ثورة الحرية والكرامة" نهاية 2010، بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وسكب إبراهيم سليمانى (23 عاما) البنزين على جسده قبل أن يضرم النار فيه أمام مقر البلدية المغلق اليوم الأحد يوم العطلة الأسبوعية فى تونس وسط دهشة المارة الذين سارعوا إلى نجدته. وأصيب الشاب بحروق بليغة ونقل إلى المستشفى المحلى، حيث وجد الأطباء أنه أصيب بحروق من الدرجة الثالثة فى ثلاثة أرباع جسده. وقال شهود إن الشاب لم يقل شيئا قبل إضرام النار فى جسده لكن أحد أقاربه قال لوكالة فرانس برس إنه "ضاق ذرعا بالبطالة والفقر". وحدثت عدة حالات انتحار حرقا فى تونس إثناء وبعد الثورة التى أطاحت بزين العابدين بن على فى 14 يناير 2011، وكان منطلقها فى 17 ديسمبر 2010 حين أقدم البائع المتجول الشاب محمد البوعزيزى على إضرام النار فى جسده، احتجاجا على تعرضه للإهانة من السلطات المحلية وعلى ظروفه البائسة. ومثل الفقر والبطالة أساس الثورة التونسية التى أطاحت ببن على غير أنها لا تزال مستشرية فى تونس حيث تتعدد النزاعات الاجتماعية التى تتحول أحيانا إلى إعمال عنف. وتطال البطالة نحو 700 ألف شخص فى تونس بينهم 170 ألفا من أصحاب الشهادات فى حين يطال الفقر نحو خمس سكان تونس الذين يزيد عددهم عن عشرة ملايين.