ضغط عدد من الأعضاء الجمهوريين فى مجلس الشيوخ الأمريكى، اليوم الأحد، على الرئيس باراك أوباما للتدخل فى الحرب الأهلية فى سوريا، قائلين: إن أمريكا تستطيع مهاجمة القواعد الجوية السورية بالصواريخ لكنها يجب ألا ترسل قوات برية إلى هناك. ويتزايد الضغط على البيت الأبيض لعمل المزيد لمساعدة المسلحين السوريين الذين يقاتلون ضد حكومة الرئيس بشار الأسد التى قالت إدارة أوباما الأسبوع الماضى إنها استخدمت على الأرجح أسلحة كيماوية فى الصراع. وقال السناتور الجمهورى لينزى جراهام لقناة (سى بى إس): إن من شأن تحييد السلاح الجوى الذى يتيح تفوقا للقوات الحكومية على مقاتلى المعارضة أن "يحول مجرى المعركة سريعا". وأضاف جراهام السناتور عن ولاية ساوث كارولاينا "السبيل الوحيد لمنع القوة الجوية السورية (الطيران) من التحليق هى قصف القواعد الجوية السورية بصواريخ كروز." وقال جراهام: إن الأمر يتطلب عملا دوليا لإنهاء الصراع لكن "ليست هناك حاجة من وجهة النظر الأمريكية لإرسال قوات برية." وقتل أكثر من 70 ألف شخص فى الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عامين فى سوريا. وقصرت الولاياتالمتحدة دورها حتى الآن على تزويد مقاتلى المعارضة بمساعدات غير مميتة. وقال أوباما يوم الجمعة: إن استخدام أسلحة كيماوية فى سوريا سيغير "قواعد اللعبة" بالنسبة للولايات المتحدة لكنه أوضح أنه لن يتعجل بالتدخل على أساس أدلة وصفها بأنها لا تزال أولية. وتخشى الولاياتالمتحدة من استيلاء المقاتلين الإسلاميين المرتبطين بالقاعدة على أسلحة كيماوية وناقشت مع حلفائها سيناريوهات، من بينها إرسال قوات برية تضم عشرات الآلاف من الجنود إلى سوريا إذا سقطت الحكومة. وقال السناتور جون ماكين المرشح الجمهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2008، إنه ينبغى للولايات المتحدة أن تكثف دعمها لمقاتلى المعارضة السورية حتى إذا تبين أن قوات الأسد لم تستخدم غازات سامة فى الصراع. وقال مكين وهو من الشخصيات المؤثرة فى الشؤون العسكرية فى مجلس الشيوخ متحدثا إلى تلفزيون (إن.بى.سى) "يمكننا استخدام بطاريات (صواريخ) باتريوت وصواريخ كروز." وأضاف أنه يجب أيضا تجهيز "قوة دولية" للذهاب إلى سوريا لتأمين مخزونات الأسلحة الكيماوية. وقال "ثمة عدد من المستودعات لهذه الأسلحة الكيماوية. لا يمكن أن تسقط فى أيدى الجهاديين." وأضاف مكين فى الوقت نفسه أنه سيكون من الخطأ دخول قوات برية إلى سوريا لأن ذلك "سيحول الشعب ضدنا". وستكون مشاركة قوات أمريكية فى صراع آخر أمر غير مقبول سياسيا فى أمريكا، بعد أن شاركت الولاياتالمتحدة فى حربين فى أفغانستان والعراق. وتتوخى وزارة الدفاع الأمريكية الحذر أيضا من أى تدخل فى سوريا. وقال الجنرال مارتن ديمبسى كبير المستشارين العسكريين لأوباما الشهر الماضى، إنه لا يرى خيارا عسكريا أمريكا "تكون له نتيجة مقبولة" هناك. وأقرت سوريا فى يوليو تموز للمرة الأولى، بحيازتها لأسلحة كيماوية وبيولوجية وقالت إنها يمكن أن تستخدمها إذا تعرضت البلاد لأى تدخل خارجى. لكن سوريا تنفى استخدام أى أسلحة كيماوية فى الحرب، وتقول إنها لن تستخدمها ضد مواطنيها.