شهدت مكتبة الإسكندرية صباح اليوم افتتاح دورة "المنهجية الإسلامية فى العلوم الاجتماعية"، والتى تنظمها وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية بالتعاون مع مركز الدراسات المعرفية بالمعهد العالمى للفكر الإسلامى، وذلك فى الفترة من 28 إلى 30 إبريل. تتناول الدورة مفهوم المنظور الإسلامى فى العلوم الاجتماعية وأسسه المعرفية وتطبيقاته فى البحوث الاجتماعية والإنسانية فى فروع مختلفة، مثل الاقتصاد والتربية. وتهدف الدورة إلى الخروج من أسر المناهج الوضعية الغربية وإتاحة آفاق جديدة للتجريب المعرفى والمنهاجى. ويقوم بالتدريب فى المحاضرات الدكتور صلاح عبد السميع، أستاذ المناهج وطرق التدريس وخبير التدريب. حيث افتتح الدورة الدكتور رفعت العوضى؛ المستشار الأكاديمى لمركز الدراسات المعرفية ومقرر الدورة، والدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية. وجاءت محاضرة الافتتاح بعنوان "الرؤية الكلية للمنهجية الإسلامية"، ألقاها الدكتور عبد الحميد أبو سليمان، رئيس المعهد العالمى للفكر الإسلامى. وقال الدكتور خالد عزب إن دورة "المنهجية الإسلامية فى العلوم الاجتماعية" ينظمها مركز الدراسات المعرفية بالمعهد العالمى للفكر الإسلامى لأول مرة فى مكتبة الإسكندرية، حيث تم الإعداد لها بشكل جيد ويقدمها نخبة من المتخصصين. وأضاف أن وحدة الدراسات المستقبلية تنظم عدد كبير من الدورات فى مختلف المجالات بهدف الارتقاء بالأجيال الجديدة بصورة أساسية. من جانبه، تحدث الدكتور رفعت العوضى عن مركز الدراسات المعرفية، مبينًا أنه يتولى أعمال المعهد العالمى للفكر الإسلامى فى مصر. وأوضح أن المركز هو مؤسسة علمية تقدم الإنتاج الفكرى للمعهد، وأنه يهتم بشكل أساسى بموضوعات المنهجية الإسلامية والتكامل فى العلوم. وأضاف أن مركز الدراسات المعرفية سيقوم بإهداء مطبوعاته إلى مكتبة الإسكندرية، كما اتفق مع الدكتور خالد عزب خلال الجلسة على تخصيص ركن فى مكتبة الإسكندرية لمطبوعات المركز. وعن المعهد العالمى للفكر الإسلامى، قال العوضى إنه مؤسسة علمية تأسست فى الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1981 على يد عدد من المسلمين الذين درسوا وأقاموا فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، منهم الدكتور عبد الحميد أبو سليمان. وأضاف أن المعهد له الآن 18 فرعى على مستوى العالم، فى بريطانيا وباريس وماليزيا وتركيا ومصر والسودان والأردن والمغرب وغيرها من الدول. أما عن دورة "المنهجية الإسلامية"، فأكد أن الدورة قد تم تقديمها أكثر من مرة فى القاهرة، بدءًا من المنهجية الإسلامية عامة، ثم التخصصات كالاقتصاد والسياسة والعلوم الاجتماعية. وأضاف أن اليوم الثالث من الدورة سيكون عبارة عن حلقة نقاشية عن موضوع: الإسلام والسلطة والمجتمع والدولة. وفى كلمته، تحدث الدكتور عبد الحميد أبو سليمان فى محاضرته عن المنهجية الإسلامية. أكد أن سبب التراجع فى العالم الإسلامى هو اتباع المنهجية الغربية والابتعاد عن المنهجية الإسلامية. وأكد أن كل منهجية تقوم على رؤية كونية تقوم على أساسها باختيار أدواتها، مبينًا أن رؤية الغرب هى الجانب الآخر من الرؤية الإسلامية. وأضاف: "لو لم نسترد رؤيتنا الكونية ونرى الأدوات اللازمة لتفعيلها ستكون أى جهة للخروج بالأمة من واقعها أمر مستحيل". وعن الأمة الإسلامية، أكد أننا لم تصبح أمة ولكننا أصبحنا أفراد، مؤكدًا على أن الأمة تقوم على تناصف الأحوال، أما بالنسبة للوضع الآن فقد أصبح هناك أنانية شديدة، بينما تقوم الأمة الروحية على العدل. وأضاف: "ما نفهمه عن الإسلام اليوم لا علاقة له بالإسلام، وقد يكون ضد الإسلام".