استمرارا للمظاهرات الداعمة للثورة والمؤكدة علي طلباتها نظم الآلاف من شباب الثورة بمختلف المحافظات مظاهرات للتأكيد علي استمرار الثورة ومطالبها ، وجاء ذلك في إطار جمعة الحسم التي تشارك في تيارات مختلفة وحركات احتجاجية وثورية ، فيما غابت الجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين والسلفيين . وكانت البداية في القاهرة ، حيث توافد مئات المواطنين منذ صباح اليوم إلي ميدان التحرير للمشاركة في " جمعة الحسم "، والتي دعت إليها بعض الأحزاب والقوى السياسية والحركات الشبابية المختلفة وعلى رأسها حركة 6 إبريل التي لا تزال تصر علي الاعتصام داخل ميدان التحرير. فيما استمر غياب الإخوان المسلمين والسلفيين والجماعات الإسلامية للأسبوع الثاني علي التوالي ، حيث عارض الإسلاميون وبعض الأحزاب جمعة اليوم ، خاصة الذين فضلوا الاستعداد لما أطلق عليه (جمعة الاستقرار) الأسبوع المقبل الموافق 29 يوليو. وطالب المشاركون فى مظاهرات اليوم بتحديد مصير الثورة، وحسم جميع الأمور العالقة والمطالب المشروعة للثورة واتخاذ قرارات حاسمة لتنفيذها بعد مرور حوالي أسبوعين على اعتصام 8 يوليو ، بالإضافة إلى استقالة الحكومة بالكامل، وإنشاء حكومة ثورة مستقلة كاملة الصلاحيات لإنقاذ الثورة وأهدافها في هذه الفترة الانتقالية المهمة في تاريخ مصر. كما طالب المشاركون اليوم بسرعة نقل الرئيس السابق حسنى مبارك إلى مستشفى طره ومحاكمته علانية، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى وقتلة شهداء الثورة، وتطهير جميع مؤسسات الدولة من أعضاء الحزب الوطني المنحل ، وفى مقدمتها وزارة الداخلية وإعادة هيكلتها، ومنع أعضاء الحزب المنحل من المشاركة فى الحياة السياسية لمدة خمسة سنوات قادمة، وإلغاء قانون تجريم الاعتصامات وقانون الطوارئ، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، وإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين وإعادة محاكمتهم مدنيا، وإعادة النظر فى قانون مجلس الشعب المقترح، ووضع حد أدنى للأجور لا يقل عن 1200 جنيه. وفي الإسكندرية .. نظم المئات من المواطنين مسيرة سلمية بدأت من ساحة مسجد القائد إبراهيم إلي قيادة المنطقة الشمالية العسكرية، للتأكيد علي مطالب ثورة الخامس والعشرين من يناير ومطالب المعتصمين بميدان سعد زغلول بالإسكندرية. ورفع المتظاهرون الأعلام المصرية ورددوا الهتافات المؤكدة لمطالبهم، ومنها سرعة محاكمة رموز الفساد من المسئولين السابقين وضباط الداخلية المتورطين في قتل وإصابة المتظاهرين. وفي خطبة الجمعة تحدث الشيخ أحمد المحلاوي عن أهمية تجمع المواطنين حول هدف واحد وعدم التشتت حول العديد من الأهداف، وعدم الاختلاف من خلال الائتلافات المتعددة، مطالبا المعتصمين بعدم الإضرار بصالح المواطنين وتعطيل المصالح العامة واتخاذ التدابير السلمية للتأكيد علي مطالبهم المشروعة . وفي السويس .. نظم المئات الشباب بميدان الأربعين بمحافظة السويس مظاهرة بعد صلاة الجمعة، للمطالبة بتحقيق مطالب الثورة كاملة. وقال مدحت عيسي عضو تكتل شباب السويس : إن الاعتصام في الميدان مستمر، ونحن نقوم بالتنسيق مع المعتصمين بميدان التحرير والإسكندرية، وسيتم تنظيم مسيرات جديدة متفق عليها. وقال بعض الشباب المشاركين في مظاهرة اليوم، نحن نتظاهر اليوم لكي نؤكد تمسكنا بضرورة تحقيق مطالب الثورة التي اعتصمنا من أجلها منذ البداية في ميدان الأربعين بالسويس، ونحن مصرون علي تحقيق المطالب بصورة سلمية. وردد المتظاهرون هتافات: "الثورة حية ومش هتموت"، و"بالروح بالدم نفديكي يا ثورة يا حرة"، و"أم الشهيد أمي". وفي الغربية .. نظم المئات من شباب ائتلاف الثورة وحركة شباب 6 إبريل وشباب من أجل الحرية والعدالة وحركة وطن وثوار طنطا الأحرار وغيرهم من الحركات السياسية، مسيرتين بمحافظة الغربية للمشاركة فى جمعة الحسم، مطالبين بإقالة اللواء منصور العيسوى وزير الداخلية والنائب العام المستشار عبد المجيد محمود ورئيس الجهاز المركزى للمحاسبات جودت الملط والمحاكمة العاجلة لرجال النظام السابق. وكانت مدينة المحلة الكبرى قد شهدت المسيرة الأولى والتى انطلقت من ميدان البندر من مسجد عبد الحى خليل، مرورا بشارع البحر حتى ميدان الثورة الذي كان يسمي ميدان الشون، رافعين لافتات مكتوب عليها " هدف الثورة طلع تسلل" و"افتح صدرك للرصاص إحنا طالعين للقصاص"و" الداخلية ..الداخلية .. هما .. هما البلطجية"و"يسقط يسقط .. حكم العسكر". وانطلقت المسيرة الثانية، من مدينة طنطا، من ميدان مسجد السيد البدوى مرورا بشارع البحر والتجمهر أمام محافظة الغربية، مرددين عديدا من الهتافات "يا مشير.. يا مشير خذ أوامرك من التحرير" و" ثورة .. ثورة .. حتى النصر"إحنا كرهنا الظلم خلاص" و"العيسوى والعادلى إيد واحدة". وانتقد المشاركون خطاب الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، معتبرين أنه خطاب عاطفي جدا دون أفعال، فهو يستخدم نفس اللهجة التى استخدمها الرئيس المخلوع فى أخر خطابين له. وأضافوا أن الثورة ليست ثورة جياع، مطالبين بوضع الحد الأقصى للأجور قبل الحد الأدنى، وإقالة كل من النائب العام، ووزير الداخلية، ورئيس الجهاز المركزي للمحاسبات. وفي المنوفية .. شارك المئات في مظاهرات حاشدة خرجت من مساجد قرية شما عقب صلاة الجمعة، منددة بالتخاذل الأمني تجاه المتهمين في الأحداث الدموية التي شهدتها القرية. ومن جهة أخرى واصل لليوم الثاني على التوالي المئات من أهالي قرية شما بالمنوفية اعتصامهم أمام نقطة شرطة القرية، احتجاجا على قيام مديرية أمن المنوفية بسحب قوات الأمن المركزي، وكذلك قيام الجيش بسحب مدرعاته، مطالبين قوات الشرطة بسرعة القبض على المتهمين في الأحداث الدموية التي شهدتها القرية مطلع الشهر الجاري. وأكد الأهالي أن البلطجية مازالوا متواجدين في القرية وفي القري المجاورة، وأنهم قاموا بالإبلاغ عن أماكن البلطجية أكثر من مرة، إلا أن مباحث أشمون لم تتخذ أي إجراء وهتف الأهالي "يا عيسوي فين الشرطة دول طلعوا رجالة أونطة"، " مش هنمشي ودم الشهداء مش هيروح". وأكد عدد من قيادات الاعتصام الحفاظ على سلمية الاحتجاجات حيث إن هناك أعدادا من المتظاهرين الذين هددوا بتصعيد الاحتجاج بقطع خط سكة الحديد "القاهرةطنطا" والمار بمدينة منوف. وكان أكثر من 500 شخص من أهالي قرية شما بالمنوفية قد دخلوا في اعتصام مفتوح أمام نقطة الشرطة بالقرية اليوم الجمعة، بعد أن انسحبت قوات الشرطة والجيش من القرية. مطالبين بضرورة عودة القوات مرة أخري لتأمين القرية ضد البلطجية الذين تسببوا في أحداث مروعة لأهالي القرية راح ضحيتها 4 من أبنائهم، وأصيب 20 آخرين مع مطلع هذا الشهر. وفي الأقصر .. أعلنت الجبهة القومية للعدالة والديمقراطية، والحزب الاشتراكي المصري بالأقصر مساء الخميس انضمامهما لاعتصام ثوار الأقصر بميدان أبو الحجاج، وهو الاعتصام الذي دخل يومه السادس عشر اليوم الجمعة. وأكد شباب الثورة بالأقصر أنهم لن يفضوا اعتصامهم إلا بعد انصراف آخر معتصم بميدان التحرير، وبعد التأكد من أن الثورة تأخذ المنحنى الصحيح لها، مؤكدين أن المناوشات التي تحدث من وقت لآخر من "بلطجية" النظام السابق ورجال الشرطة، لن تثنيهم عن هدفهم الحقيقي وهو إنجاح ثورتهم. وأضافوا أنهم سيخرجون مساء اليوم الجمعة بعد صلاة العشاء في مسيرة تتجه إلى مديرية أمن الأقصر، لإعلان رفضهم بقاء اللواء منصور عيسوي وزيرا للداخلية ورفضهم لتعديلات قانوني مجلسي الشعب والشورى، التي تم إقرارها مؤخرا، والتي تأتي "على مقاس الإخوان، وفلول الحزب الوطني" علي حد قوله. وفي أسوان .. واصل المعتصمون في ميدان الشهداء بمحافظة أسوان اعتصامهم للأسبوع الثاني علي التوالي للمطالبة بإقالة المحافظ ، برغم تلقيهم تهديدات بهدم الخيام. وأكد المعتصمون أن رئيس مجلس المدينة هددهم بهدم الخيام في حالة استمرار الاعتصام، حيث قام العاملون بالمجلس بإزالة اللافتات المعلقة بجوار الخيام.
