أغلقت شركة البرمجيات الأميركية «مايكروسوفت» برنامجها الشهير للتراسل الفورى لايف ماسنجر Windows Live Messenger، وذلك تصديقا لإعلان الشركة فى الأيام الماضية عبر شبكات التواصل الاجتماعى وفى موقعها الرسمى عن أن أمس 8 إبريل سيكون آخر يوم من عمر هذا البرنامج الذى تأسس عام 1999 وحقق شهرة ريادية حول العالم فى مجال التراسل الإلكترونى الفورى المجانى (الشات) بالكتابة، وكذلك بالصوت والصورة جعلت منه الخدمة الأولى فى هذا المجال بعدد مستخدمين تخطى حاجز المائة مليون مستخدم حول العالم، حسب ما ذكرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية اليوم. فيما بدأ مستخدمو البرنامج بالعزوف عنه مؤخرا نظرا لوجود منافسة قوية من عدد من البرامج التى واكبت التطور التكنولوجى القائم وبمختلف المساحات المتاحة من هواتف نقال ذكية ومتطورة وأجهزة لوحية بأنظمة تشغيل مختلفة وجدت تطبيقات تواكبها مثل فيس بوك ماسنجر، وواتس أب، وفايبر، جعلت من الاتصال والتراسل المجانى عبر شبكة الإنترنت فى متناول اليد أكثر من أى وقت مضى. لكن شركة «مايكروسوفت» لم تقم بهذه الخطوة إلا بعد ضمانها لنقلة نوعية تنوى القيام بها من خلال تحويل مستخدمى ويندوز لايف ماسنجر وإضافتهم مباشرة وبشكل أوتوماتيكى للبرنامج الذى قامت بشرائه قبل عامين بمبلغ 8 ونصف مليار دولار وهو أحد أهم البرامج فى مجال التراسل الإلكترونى الفورى «سكايب» Skype وهو البرنامج الذى تم ابتكاره من قبل كل من المستثمرين السويدى نيكلاس زينشروم والدنماركى يانوس فريس مع مجموعة أخرى من المطورين والمبرمجين، وهو البرنامج الذى يمكّن مستخدميه من الاتصال صوتيا أو هاتفيا من خلال الإنترنت بشكل مجانى بالنسبة لمستخدمى نفس البرنامج حول العالم، لكن مع تكلفة بسيطة فى حال الاتصال بخطوط الهاتف الثابتة أو المحمولة. وأوضح عملاق البرمجيات الأمريكى أن ما تبقى من مستخدمى برنامج ويندوز لايف ماسنجر «المنتهية خدمته» سوف يتلقون تحديثا يحول البرنامج إلى أحدث إصدارات برنامج «سكايب» ويمكن لكافة المستخدمين استخدام ذات الحسابات فى تسجيل الدخول دون الحاجة للقيام بتسجيل حساب جديد. وقد قامت شركة «مايكروسوفت» من خلال حساب على «تويتر» تحت اسم MSN Memories «ذاكرة الماسنجر» على بدء العد التنازلى لإنهاء خدمة البرنامج ودعوة كافة المستخدمين للمشاركة بذكرياتهم ومواقفهم من خلال هذا البرنامج الذى ارتبط لدى الكثيرين مع انتشار خدمات وشبكة الإنترنت وكان الوسيلة المجانية الأبرز والأكثر انتشارا حينها فى المراسلة الفورية والدردشة المباشرة بالكتابة أولا ثم بالصوت والصورة لاحقا ومن خلال هذا الحساب عبر «تويتر» تم نعى «ويندوز لايف ماسنجر» وتقديم الكثير من الصور التى تذكر بالمزايا والخصائص والشكل العام الذى كان عليه البرنامج عند انطلاقته وتطوره المستمر.. ولم يغب هذا التفاعل عن عالمنا العربى حيث كانت خدمة التراسل الفورى عبر «ماسنجر» قد ارتبطت مع المستخدمين فى عدد من الدول العربية بانطلاق الإنترنت أواخر التسعينات وصاحبتهم بذكريات ومراحل عدة، فأطلق المغردون العرب هاشتاق وداعا_ماسنجر وسرعان ما حقق الكثير من الانتشار وتبادل الذكريات التى سردها البعض مازحا وآخرون وقفوا على أطلال الذكريات. ووفقا لشركة «كومسكور» لتحليل بيانات الإنترنت، كانت خدمة ويندوز لايف ماسنجر تضم ضعف عدد المستخدمين لبرنامج سكايب فى بداية هذا العام، وكانت تأتى فى المرتبة الثانية مباشرة من حيث الشعبية بعد برنامج المحادثة الشهير ياهو ماسنجر. لكن تقارير الشركة تقول إن جمهور خدمة ويندوز لايف ماسنجر من الأميركيين قد انخفض إلى نحو 8.3 مليون مستخدم فقط، وهو ما يمثل تراجعا بنسبة 48 فى المائة بشكل سنوي، وفى المقابل، ارتفع عدد مستخدمى برنامج سكايب للمحادثات بشكل ملحوظ خلال تلك الفترة. وقال بريان بلاو من شركة «غارتنر» للاستشارات الإلكترونية: «عندما تبدأ منتجات نفس الشركة فى منافسة بعضها البعض بشكل يؤدى إلى تأكل أحد هذه المنتجات، فمن الأفضل أن يكون التركيز على منتج واحد فقط». وأضاف: «يتيح برنامج سكايب الفرصة لتقديم خدمات أكثر انتشارا، وتسعى شركة ميكروسوفت للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المستخدمين، ولم تعد خدمة الماسنجر أداة مناسبة للتواصل فيما يرتبط بخدمات الشركة المختلفة مقارنة بقدرات برنامج سكايب». ولتسهيل عملية الانتقال إلى خدمة سكايب، توفر الشركة أداة تتيح نقل بيانات الأصدقاء من برنامج ويندوز لايف ماسنجر إلى برنامج سكايب. والمخاطر التى قد تنشأ جراء هذه الخطوة هى تحول عدد من المستخدمين إلى منصات أخرى منافسة مثل خدمة جوجل توك للمحادثة وخدمة واتس أب ماسنجر. لكن تتمتع «مايكروسوفت» على الأقل بحماية جزئية لارتباطها مع «فيس بوك» العام الماضي، حيث أصبحت خدمات الاتصال عبر الفيديو فى برنامج سكايب متاحة الآن كميزة إضافية لخدمة الرسائل الفورية الخاصة بشبكة التواصل الاجتماعى «فيس بوك». ولجتذاب مستخدمى الماسنجر نحو استبدال خدمة بأخرى - دون التخلى عنها كليا - توضح «مايكروسوفت» أن سكايب يوفر مزايا كثيرة مثل الدعم الأوسع للأجهزة بشتى أنواعها، بما فيها الآى باد وألواح أندرويد الرقمية، والمراسلة الفورية والفيديو والاتصال بالخطوط الهاتفية الأرضية والهواتف النقالة جميعا من مكان واحد؛ ومشاركة الشاشات واتصال الفيديو عبر الهاتف النقال ومع الأصدقاء على شبكة فيس بوك؛ واتصال الفيديو الجماعى. وفى حين قد يحتاج البعض إلى منصة اتصالات قوية مثل سكايب، سيكون من الشيق أن نرى ما إذا كان المستخدمون الحاليون للماسنجر والذين يفوق عددهم 100 مليون شخص ممن يرغبون على الأرجح باستعمال وسيلة بسيطة للمحادثة، سينتقلون فعلا إلى شىء لا يحتاجونه كثيرا فى الواقع.