قيم مهرجان المسرح العربى "ذكى طليمات"، وافتتحت فعاليات دورته 27 الشهر الجاري، بالاحتفاء بمئوية أديب نوبل نجيب محفوظ، وذلك بمعهد الفنون المسرحية . وكرم المهرجان الفنانة إلهام شاهين والفنان رشوان توفيق والكاتب محمد جلال عبد القوى والفنان كريم عبد العزيز، ودفعة عام 1994 من خريجي المعهد . كما حققت مسابقة توفيق الحكيم للتأليف المسرحي قدرا من طموح المسرحيين ، إذ أعلن المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية نتائج المسابقة التي فازت فيها مسرحية "البحث عن سعيد أبو النجا" من تأليف أحمد حسن البنا بالمركز الأول ، ومسرحية "الجنوبي" من تأليف شاذلي فرح بالمركز الثاني. وفاز بالمركز الثالث مناصفة مسرحية "الغابة في انتظار أسد" تأليف عيسى جمال الدين، ومسرحية "عيون بهية" تأليف بكري عبد الحميد . وعلى صعيد مسرح الدولة ، نجح البيت الفني للمسرح في إضاءة كل مسارح الدولة معظم الوقت، كما وجه عددا من العروض إلى الاقاليم في محاولة لإنعاش الحركة المسرحية بعد الثورة التي كانت موضوعا لعشرات العروض. لكن نقادا كثرا رأوا أن غالبية هذه الأعمال لم ترق إلى مستوى الحدث، فضلا عن الانتاج الضعيف بسبب الحد من ميزانية البيت الفني للمسرح وعدم الترويج الجيد لها، وفي المحصلة لم تستطع هذه العروض جب المواطن مرة ثانية إلى المسرح، فهناك مسارح فتحت أبوابها مجانا أمام الجمهور لجذبهم ولكن ظلت القاعات خاوية إلا من صحفيين ومتخصصين وذوي القائمين على العمل . واقتضى عزوف المواطن عن الذهاب إلى المسرح، قدوم المسرح إليه، إذ تبنت الهيئة العامة لقصورالثقافة مشروعا أسمه "المسرح فى الميدان" الذي تم اقتباس فكرته من مشروع "مسرح الشارع". ويقوم المشروع على تنقل فرق مسرحية تتعاقد معها الهيئة من أجل تقديم عروضها في الشوارع والميادين الرئيسية في محافظات الجمهورية المختلفة من أجل جذب الجمهور تدريجيا إلى المسرح مجددا. وانطلقت فعاليات "المسرح فى الميدان" من ميدان التحرير، ثم انتقلت إلى ميادين المحافظات التى اشتهرت باندلاع الثورة منها مثل ميدان الأربعين بالسويس والقائد إبراهيم بالإسكندرية . ولعل أهم اسهامات المسرح العام الماضي لم تكن فنية، لكنها كانت سياسية بالأساس، إذ أصلح المسرح ما أفسدته الرياضة والسياسية في العلاقة بين مصر والجزائر على خلفية مباراة كرة القدم بين منتخبي البلدين في أم درمان بالسودان العام قبل الماضي، وما تبعها من تداعيات أثرت بالسلب على العلاقة بين البلدين . وكانت زيارة فريق عمل العرض المسرحي "البروفة الأخيرة" ورئيس البيت الفني للمسرح في الجزائر في يونيو الماضي، للمشاركة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف في الجزائر، بداية لتحسين العلاقة بن البلدين خصوصا في ظل الترحاب الذي لقيه الوفد المصري من جانب المسرحيين والإعلاميين الجزائريين، وأيضا كلمات الثناء والإطراء التي أزال بها الفنانون المصريون غضب الجزائريين من الانتقادات التي وجهت لهم أيام الأزمة . وكانت مشاركة العرض المصري في المهرجان الجزائري الأولى من نوعها منذ عامين بعدما توقفت الأنشطة الفنية والثقافية المتبادلة بين البلدين على خلفية الأزمة السياسية. يذكر أن وزارة الثقافة ألغت مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، الذي كان مقررا إقامته في سبتمبر الماضي، و كذلك ألغيت الدورة السادسة من المهرجان القومي للمسرح التي كان مقررا عقدها في يوليو الماضي، بسبب ما شهدته مصر من أحداث.