في تقرير نشرة موقع سي إن إن الأمريكي علق فيه علي تطور الأحداث في تونس وانتخاب منصف المرزوقي رئيسا للفترة الإنتقالية ، حيث قالت لم يكن انتخاب الدكتور المنصف المرزوقي رئيساً مؤقتاً للجمهورية مفاجئاً للتونسيين، فالنتيجة كانت معروفة مسبقاً للجميع كونه المرشح الوحيد منذ أسابيع، غير أن الخبر ترك ردود فعل متباينة، تبدأ بالترحيب بالقرار "التاريخي"، ولا تنتهي عند وصفه ب"سيناريو معد مسبقاً، غايته تقوية نفوذ حركة النهضة." وانتخب المجلس التأسيسي التونسي المناضل الحقوقي المعروف وزعيم حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية"، رئيساً للجمهورية التونسية، بغالبية 153 صوتاً مقابل معارضة ثلاثة أصوات، وامتناع اثنين عن التصويت، و44 "بطاقة بيضاء"، من إجمالي 202 من أعضاء المجلس البالغ عددهم 217 عضواً. وتسلم المرزوقي مهامه رسمياً الثلاثاء، بعدما أدى اليمين الدستورية أمام المجلس التأسيسي، ليبدأ أولى مهامه والتي تتمثل في اختيار رئيس الحكومة الجديدة، المتوقع أن يكون حمادي الجبالي، من حركة "النهضة." وبينما وصف الصحفي عماد بن يوسف انتخاب المرزوقي ب"اليوم الاستثنائي"، و"الإنجاز الكبير"، كما اعتبر أنه "مكسب لجميع التونسيين"، فقد أكدت الصحفية يمينة حمدي أن القرار هو "بداية للقطع نهائياً مع الأنظمة الدكتاتورية، وخروج السلطة من قبضة السواحيلية"، نسبة إلى منطقة الساحل التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. إلا أن الصحفية التونسية، قالت في تصريحات لCNN بالعربية: "لا أعني بذلك التقليل من قيمة أبناء الساحل التونسي، بل تأكيد على ضرورة تداول السلطة في تونس بين مستحقيها عن جدارة." وأضافت قائلة: "هذه بداية الطريق نحو الديمقراطية التي نروم إرساءها في بلادنا.. وشخصياً، أعتقد أن المنصف المرزوقي مناضل حقوقي وسينتهج طريقاً مدنيةً راقيةً، ولن يوصد الباب في وجه أحد، لأن عصر 'الباستيل' ولّى إلى الأبد." وصوتت المعارضة في المجلس التأسيسي بأوراق بيضاء في انتخابات رئاسة الجمهورية، مبدية اعتراضها على "سلب رئيس الجمهورية صلاحياته، في مقابل استئثار رئيس الحكومة بجميع الصلاحيات." وقال أحمد نجيب الشابي، زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي، لوكالة الأنباء التونسية إن المعارضة اتخذت هذا الموقف لأن منصب رئيس الجمهورية "أُفرغ من محتواه، وللتعبير عن معارضتنا للاتفاقات المسبقة بين أعضاء الائتلاف الثلاثي." من جانبه، أكد الدكتور المنصف المرزوقي، في بيان سابق، إنه لن يقبل ب"رئاسة صورية، وإنما لرئاسة ذات صلاحيات حقيقية، في إطار نظام مجلسي يعطي للرئاسات الثلاثة دورها ومكانتها في تسيير المرحلة الصعبة التي تنتظرنا جميعاُ." أما الصحفي عبد اللطيف جاب الله فقال لCNN بالعربية إن "رغبة المرزوقي في تتويج مشواره السياسي (والذي كان حافلاً بالنضالات)، وخوفه من أن يموت وفي نفسه شيء من الرئاسة، جعله لا يتوانى في حبك لعبة التحالفات مع من يفسح له المجال لقصر قرطاج." وتابع أن "النهضة بمكرها السياسي المعتاد، وبدروس أمريكية أصبحت مكشوفة للعيان، أصبحت قادرة على تحويل دفة التحالفات لصالحها، فمدت طعم الرئاسة للمرزوقي ليبتلعه بسلاسة، ولتستفرد هي بالحكم الحقيقي في البلاد، من خلال سن القوانين على مقاسها، والمستقبل يخبئ للشعب حقائق لم يكن ينتظرها."