جريمة جديدة فجعت الشعب المصري في ليلة الذكرى الأولى لهجوم بلطجية المخلوع على الثوار بميدان التحرير فيما عرف "بموقعة الجمل" راح ضحيتها 76 شهيداً وألف جريح. بدأت الأحداث قبل يوم المباراة المرتقبة بين الأهلي والمصري البورسعيدي بعدة أيام على المنتديات وصفحات "الفيس بوك" ومحاولة لشحن مشجعي الناديين قبل المباراة فيما أعلن مدير أمن محافظة بورسعيد- حيث مقر المباراة- استعدادهم الكامل بخطة أمنية متكاملة لتأمين المباراة لعدم وقوع أي أحداث. وفي مساء يوم الأربعاء 1 فبراير كان موعد المباراة ولكن بدت الحالة بعيدةً عن السيطرة الأمنية حتى قبل بداية المباراة حيث تقاعس الأمن عن تفتيش المشجعين وتأمين الإستاد وبمجرد إنتهاء المباراة بدأت الفوضى في غياب تام وواضح لقوات الشرطة التي لم تمنع هذا الإنفلات وكان واضحاً وجود أطراف جاهزة للهجوم الكامل والوحشي الذي إنتهى بوفاة أكثر من 76 وإصابة أكثر من 1000. فمن المسئول عن نقل اللواء سامي الروبي مدير أمن بورسعيد الكفء قبل تلك الأحداث بأيام قليلة ؟ .. وهو المشهود له بالكفاءة والقدرة علي السيطرة علي الحشود الجماهيرية الضخمة التي تحضر مباريات المصري والفرق الجماهيرية الاخري علي أرض بورسعيد .. وسنضرب لكم عدداً من الأمثلة علي صدق كلامنا : قبل مباراة المصري والأهلي ببورسعيد التي أقيمت يوم الجمعة الموافق 29 أبريل 2011 حدثت أحداث شغب بميدان محطة السكة الحديد ببورسعيد بين عدد من جماهير الأهلي وجماهير بورسعيد وتمكن اللواء سامي الروبي من السيطرة علي جماهير الأهلي وإعادتهم مرة أخري إلي محطة القطار وخصص قطاراً لهم للعودة إلي القاهرة مرة أخري حقناُ للدماء التي كانت من الممكن أن تسيل علي أرض بورسعيد .. ليس هذا فحسب بل نجح فى تأمين جمهور الأهلي الذي تواجد بملعب المصري وخرجوا فى أمان وسلام. وفى مباراة المصري والزمالك التي أقيمت يوم السبت الموافق 25 يونيو 2011 وتلك المباراة كان من الممكن أن تقع بها أحداث مشابهة لما حدثت في مباراة الأهلي الأخيرة حيث كان الشحن الجماهيري المتبادل بين جمهور المصري وجمهور الزمالك قد بلغ مداه وذلك لسابق هزيمة المصري من الزمالك بالقاهرة ولرغبة المصري في إستمرار المحافظة علي نتائجهم الطيبة وشباكهم النظيفة آنذاك ولرغبتهم في الفوز علي الفريق الذي يدربه حسام حسن الذي كانت علاقة جماهير المصري به خلال تلك الفترة ليست علي ما يرام كما أن الزمالك كان يريد الحفاظ على أماله فى المنافسة علي بطولة الدوري التي كان قريباً منها كثيراُ خلال الموسم الماضي ورغم كل تلك المقدمات نجحت حكمة مدير الأمن السابق بالتنسيق مع القوات المسلحة فى الخروج بالمباراة لبر الأمان وشهدت المباراة أكبر حشد في تاريخ النادي المصري من رجال الأمن ورجال القوات المسلحة الذين تكاتفوا معاً حتى انتهت المباراة بفوز المصري. ورغم كل ما قلناه عن سوء العلاقة بين جماهير المصري وحسام حسن إلا أنهم خرجوا من المباراة في سهولة ويسر وأرجو من كل من حضر تلك المباراة أن يقارن بين الحشود الأمنية الهائلة في تلك المباراة وبين أشباه وأشباح رجال الأمن في مباراة الأهلي الأخيرة . في مباراة المصري والاتحاد الأخيرة التي أقيمت منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع منع أمن بورسعيد دخول جماهير الإتحاد السكندري بعد أن شعر أن هناك شحناً إعلاميا وجماهيرياً بين جماهير المصري والإتحاد علي مواقع ومنتديات الانترنت ومنع دخولهم أيضاً حقناً للدماء. ورغم كل الجهود التي قام بها سامي الروبي مدير الأمن السابق تم نقله قبل تلك المباراة الحساسة بما يقرب من أسبوع ورغم كل التحذيرات لمدير الأمن الجديد من صعوبة المباراة إلا أنه لم يلتفت لتلك التحذيرات وظل يقول كل الأمور علي ما يرام ولا داعي للقلق حتى وقعت الكارثة. هذا عن تغيير مدير الأمن قبل الحادث بأسبوع أما عما شهدته المباراة فهناك عدة أمور تستوجب الحديث عنها : دخول جماهير المصري المباراة بدون تذاكر نهائياً كانت أبواب الملعب مفتوحة علي مصراعيها لكل من يريد الدخول وغاب التفتيش لأول مرة عن الجماهير حيث كان يتم التفتيش الذاتي للجماهير مرات عديدة من خلال عدة كردونات متتالية وكانت حتى – ولاعات السجائر - وحتى زجاجات المياه كانت تتم مصادرتها من الجماهير ولكن هذه المرة كان الدخول مباحاً للجميع بكل ما يحمل سواء أكان مشروعاً أم ممنوعاً. النقص الرهيب فى أعداد رجال الأمن فى تلك المباراة وقلة أعدادهم بالمقارنة بما حدث في مباريات أخري قد تكون أقل أهمية من مباراة مهمة كمباراة الأهلي وسماح رجال الأمن لبعض الجماهير بالقفز من الملعب دون تدخلهم حتى لحجزهم الأمر الذي شجع الكثيرين للنزول طالما رأوا رجال الأمن بتلك السلبية غير المسبوقة على الإطلاق حتى فى المباريات الودية التي لم تشهد مثل تلك الأمور على الإطلاق حتى مع إقامتها بعدد محدود جدا جدا جدا من رجال الأمن. دخول كم هائل من الشماريخ والألعاب النارية التي لا يقدر على ثمنها بأي حال من الأحوال مجموعة لا يتجاوز عددها المئات من الجماهير حيث أن كمية الألعاب النارية التي أطلقت خلال المباراة قد يتجاوز ثمنها مائة ألف جنيه وهو رقم كبير جدا جدا جدا لا يستطيع هؤلاء الشباب المنتمين للألتراس دفع واحد بالمائة منه وهذه معلومة يجب أن تبحث جهات التحقيق فيها أيضاً. ولن نتحدث عن المندسين وسط الجماهير فتلك المعلومة بين يدى النيابة العامة حالياً وعليهم البحث والتقصي حتى لا تضيع الحقيقة فمشجع الكرة أو فرد الألتراس قد يقذف بطوبة قد يمسك بشمروخ ولكن أن يلقي بأحد من فوق المدرجات فهذا ليس من طباع المصريين عموماً مهما بلغت درجة حماسهم أو تعصبهم ولكن عملية القتل الممنهج التى تمت لجماهير الأهلي وراءها بلا شك أفراد محترفون معتادون على القتل بدم بارد يعرفون ماذا يريدون وكيف ومتى يفعلونه ؟؟. إغلاق بوابات مدرجات الأهلي من الخارج وكأن الجماهير قد أصبحت فى مصيدة محكمة الغلق. تسخين للجماهير علي بعضهم البعض .. فقد رأينا مشهد فردين من مدرجات الأهلي قبل هدف المصري الثالث بلحظات يلقون بشمروخ وصاروخ ناري علي جماهير المصري وكأنهم يدفعون جماهير المصري دفعاً إلي الرد رأينا مشجعاً وهذا المشهد لم يجئ علي الشاشات ولكن رواه كل من أمير عبد الحميد وكريم ذكري لاعبي المصري عن الشخص الذين كان يجلس وسط جماهير الأهلي وقفز من المدرجات حتى وصل إلي مدرجات الأولي يمين من الملعب وقذفهم بعارضة حديدية وكيف تعامل الأمن معه بقسوة بالغة حتى أنقذه كريم ذكري من أيديهم رغم أن رجال الأمن كانوا يبتسمون برقة بالغة لمن ينزل من مدرجات المصري !!!!!. إغلاق أنوار الإستاد فجأة ورغم أن المسئول عن الإنارة يشاهد بعينه وجود اشتباكات إلا انه أغلق الأنوار التي كانت من الممكن ان تخفف إلي حد كبير من تلك الكارثة لأنها سهلت للمعتدي أن يمر بفعلته وكذلك ساهمت فى ارتبك جماهير الأهلي الذين فوجئوا بهذا الأمر. من المؤشرات الغريبة أن هناك اعتداء قد تم علي لاعبي المصري أيضاً وهذا شئ غريب يدل علي أن المعتدي لا يستطيع أن يفرق بين لاعبي المصري ولاعبي الأهلي. من الشهادات المنشورة مؤخراً والتي يجب أن نتوقف عندها وهي شهادة مانويل جوزيه مدرب الأهلي نفسه بأنه مدين بحياته لعدد من جماهير المصري الذين شكلوا سياجاً بشرياً حوله للحفاظ علي حياته من المندسين الذين حاولوا الاعتداء عليه وأن لتلك الأحداث أبعاداً سياسية لا رياضية. اللافتات المتبادلة التي رفعت بين جمهور الناديين والتي تم اختيار كلماتها بعناية تفوق الوصف وبحرفية ومهنية خبراء لا مشجعين عاديين .. اللافتة التي تم رفعها وسط مدرجات الأهلي والتي تقول ((بلد البالة مجبتش رجالة)) وهي أثارت جماهير المصري بلا شك رغم تأكيدات جماهير الأهلي أنهم لا يعرفون شيئاً عنها وأن مندسين هم من رفعوها بالمدرج واللافتة الاخري التي رفعت علي أسوار مدرجات الغربي وباللغة انجليزية وتقول ((YOUR DEATH IS HERE )) أي موتك هنا وهي بالمناسبة موضوعة بعيداً عن المكان الذي ترفع فيه لافتات الالتراس. نجئ للمشاحنات المتبادلة بين جروبات التراس الناديين قبل المباراة حيث تداول العديد من جماهير الناديين أغنية قديمة كتبها أحد سفهاء ألتراس المصري فحواها أن من يجئ علي بورسعيد عليه أن يكتب وصيته لأمه كما أن أحد المواقع الرياضية قد سرب خبراً عن اجتماع لأحد روابط ألتراس الأهلي قبل المباراة أكد فيه علي أهمية الاستعداد لموقعة بورسعيد وأن كل من يأتى عليه أن يصطحب معه سلاحاً للدفاع عن نفسه وأن صغار السن عليهم عدم السفر كل تلك الأمور أججت من نار الفتنة بين الجمهورين . والسؤال الذى نطرحه .. هل تم إستخدام المباراة وما صاحبها من أجواء عدائية لتصفية بعض الحسابات مع ألتراس الأهلي ؟؟؟ .. فألتراس الأهلي أصبحوا حالياً هم المدافع الأول عن الثورة وميادينها وزلزلت هتافاتهم المدوية ضد المجلس العسكري سماء ستاد القاهرة منذ أيام قليلة فكان لابد أن يدفعوا الثمن ولكن أين ؟؟؟؟؟ في بورسعيد حيث جميع الأجواء مهيأة لذلك حيث التعصب لفريقهم فوق الوصف والمناخ خصب لحدوث مثل تلك الأمور. سؤال أخر هل يوجد وأسف علي تلك الكلمة التي نتداولها حالياً كثيراً – طرفاً ثالثاً – يحاول أن يفسد العلاقة بين ألتراس الأهلي وجماهيره بصفة عامة وبين المجلس العسكري فجماهير الأهلي هي الأكبر في مصر ولا شك أن سحبها إلي الصراع المباشر مع المجلس العسكري قد يعجل برحيله. سؤال آخر هل هناك تعمد فى التأليب المستمر علي بورسعيد وأهلها من بعض وسائل الإعلام وبعض أشباه الإعلاميين حتى يرضي ذلك جماهير الأهلي وحتى وبالبلدي كده – تشيل الليلة – ويصبحون هم الضحية ؟؟؟ .. وهل سنستمر فى الصمت كأبناء لبورسعيد علي الهجمة الشرسة التي تطول كل ما هو بورسعيدي ؟؟؟؟. والإجابة أننا سنصمت لأننا مدركين لحجم الفاجعة التي أصابت مصر بأكملها بإستشهاد هذا العدد من زهرة شباب مصر ولكن صمتنا هذا لا يعنى إننا لا نفتخر ببورسعيديتنا وبمصريتنا .. نحن نفتخر ببورسعيد وسنظل نفتخر بها وبورسعيد سيظل اسمها بورسعيد الباسلة وليس بورسعيد القاتلة أو الخائنة كما وصمنا بذلك احد الإعلاميين المغرضين الذين يركبون الموجة ويذبحون بورسعيد بقلب بارد. وأكد عدد من شهود العيان أن الشرطة فتحت أبواب الإستاد قبل بداية المباراة مما سمح بدخول أعداد كبيرة بدون تذاكر أو تفتيش وهو ما يفسر وفاة عدد من المواطنين بالرصاص الحي وعندما حاول البعض الهجوم على اللاعبين في نهاية المباراة وجدوا الأبواب مفتوحة أمامهم والأمن لا يمنع أحدًا من ذلك والذي أكد وجود مؤامرة هو عدم حضور مدير أمن المحافظة والمحافظ للمباراة. جاءت هذه الأحداث بعد موجةٍ من أحداث الفوضى التي اجتاحت مصر بدايةً من أحداث ماسبيرو وصولاً لشارعي مجلس الوزراء ومحمد محمود ونهايةً بالدعوة لحصار مجلس الشعب والهجوم عليه كما أنها جاءت بعد يوم واحد من إلقاء وزير الداخلية كلمته أمام مجلس الشعب ومطالبته بتمديد حالة الطوارئ ورفض النواب لذلك مما جعل عددًا من المراقبين يعتبرون الأحداث محاولة لفرض استمرار حالة الطوارئ بذريعة هذا الحادث إن ما حدث في بورسعيد لا يمكن أن يكون حادثاً كروياً عاديّاً تسببت فيه نتيجة المباراة أو المشاحنات بين الجمهور بل هي مؤامرة مُدبَّرة بإحكام هدفها إحراق مصر يوجد جهات عدة متورطة فيها إما بالاشتراك أو بالإهمال المتعمد مستبعدا أن يكون هذا المخطط بعيدًا عن أحداث مجلس الشعب وغيرها من الأحداث الأمنية التي شهدتها البلاد في الأيام القليلة الماضية. إن التعامل الأمني من قبل وزارة الداخلية والجيش لم يكن على قدر المسئولية في التعامل مع الأحداث فالحضور الأمني لم يكن بالقدر الكافي لتأمين مباراة بهذا الحجم كما أن تصرفات الأمن أثارت عدداً من علامات الإستفهام أنه بالرغم من حالة الإحتقان التي ظهرت على صفحات التواصل الاجتماعي على الإنترنت بالإضافة إلى التحركات المرصودة حول الفندق الذي يقيم به اللاعبون ومحاولات الإثارة المتعمدة لم تتخذ الأجهزة الأمنية أي إجراءات لمواجهتها ثم أتموا الكارثة بفتح البوابات مباشرةً بعد انتهاء المباراة ما يؤدي بلا شك إلى إشعال الموقف وصب البنزين على النار. إن التدبير لهذا الحادث جاء مباشرةً بعد إنعقاد مجلس الشعب الذي بدأ خطوات جدية لتنفيذ مطالب الثورة وفي اليوم الأول من عمل لجنة تقصي الحقائق وبالتزامن مع الذكرى الأولى لموقعة الجمل ويريد المخططون من وراء ذلك أن يحولوا دون القصاص من قتلة شهداء ثورة 25 يناير. أن إهمال المجلس العسكري في تحقيق مطالب الثورة والتي كان على رأسها تطهير مؤسسات الدولة وأولها وزارة الداخلية سمح لعناصر الثورة المضادة أن تنفذ عقوبات جماعية على الشعب المصري الثائر بعد إسقاطه النظام المخلوع في أحداث مسرح البالون وشارع محمد محمود ومجلس الوزراء وصولاً لجريمة بورسعيد.