تتواصل المطالب الفئوية منذ قيام الثورة وتستمر حتى الآن والشغل الشاغل للسادة الوزراء هو إرضاء أصحاب المطالب بإعتباره حق مشروع فيتم تثبيت المؤقتين وأيضاً زيادة الرواتب للموظفين.. وبالطبع لم تتحقق كل المطالب ولكن تتم الإستجابة في حدود الإمكانيات لأن الدولة مغلولة اليد وإمكانياتها لا تمكنها من الإستجابة لكل المطالب دفعة واحدة لأننا تقريباً رأينا كم المظالم التي وقعت علي الشعب وتصحيح الأخطاء لا يمكن أن يتم بين يوم وليلة.. والحقيقة أن مختلف الطوائف لديها أسبابها المنطقية في التظاهر وعمل الوقفات الإحتجاجية.. فالموظف في مصرنا يعاني من راتبه الذي لا يكفي إحتياجاته الأساسية لذلك يتم العمل علي رفع الحد الأدنى للأجور حتى تستقيم مع واقع الحياة.. وأولئك الذين يعملون منذ سنوات بصفة مؤقتة ولم يتم تعيينهم حتى الآن نراه أمراً غريباً لأنه علي قوة العمل ويتقاضي راتب والعمل في حاجة إليه بدليل سنوات العمل المؤقت ومع ذلك عملية التثبيت تمر بطيئة جدا ولا تتم إلا مع الوقفات الإحتجاجية !!.. الأغرب جدا هو الموقف من العاطل !! إذا كان الموظف لا يكفيه راتبه ويطالب بزيادته والمؤقت يطالب بالتثبيت رغم انه يتقاضي راتبه تماماً كالمعين فماذا يفعل العاطل في دولة تدعي انها تراعي محدودي الدخل ؟ ...فماذا يفعل معدومي الدخل ؟؟؟.. نتشدق فقط بالكلمات وندعي أننا أصحاب القلوب الطيبة وعمل الخير و..و...ومع ذلك(مولد)الثورة لم يستفيد فيه إلا من يعمل أما العاطل فلا احد يفكر فيه.. فبرغم وجاهة المطالب ورغم أن أصحابها لديهم ألف حق فيها ولكن أي الأمور أهم بالله عليكم أن أرفع راتب من يعمل أم أوظف من لا يعمل ؟؟؟.. وأنا أجوب ميدان التحرير وأيضا في ميادين أخري في قمة الغليان الثوري أجد الجميع يبحث عن أي شيء ليقال وأي مطالب ولا يتذكر احد العاطلين والغريب أن العاطلين يخرجون يهتفون ويصرخون بأعلى صوت مطالبين بالحرية والعدالة ولم أسمعهم يهتفون للقضاء علي البطالة.. كل جمعة مليونية حتى تاهت الأهداف الرئيسية للثورة ولم أسمع عن مليونية ضد البطالة أو للتشغيل فلم لا تكون هناك مليونية من الجميع للمطالبة بحق المواطن في العمل ؟.. البطالة يا سادة تأكل عمر شبابنا وتفقدهم الإحساس بالحياة وتجعل التعليم أكذوبة كبري.. إن الوطن بحاجة إلي كل الطاقات إن الشاب الذي يجلس بالمنزل عاطل هو عالة علي المجتمع وعلي أسرته وعلي نفسه وبسهولة تأخذه الرياح إلي حيث تشاء.. وانتم تجلسون علي مكاتبكم الفخمة المكيفة يجب أن تفكروا في العاطل الجالس في المنزل لمشاهدة المباريات أو في الشارع لا يدري ماذا يفعل.. السيد عضو مجلس الشعب المتشدق بالعبارات يتقاضي شهريا 35ألف جنيه مصري ..نعم هل يمكنه أن يفكر في إبن دائرته الذي لا يتقاضي مليم واحد بل هو كما أسلفت عالة علي أسرته.. هل يدرك السادة الوزراء أننا في بلد العجائب فتجد أسرة بها الزوج والزوجة من الموظفين وأسرة أخري الزوج والزوجة من العاطلين.. إن الجميع يخدع العاطل بداية من الحكومة التي تعلن عن مسابقات لإمتصاص غضب الشعب وتكون النتيجة إلقاء إستمارات المتقدمين في صناديق القمامة وأيضا السيد الوزير المحافظ الذي يعطي تأشيرة خادعة علي طلب الوظيفة ويكون هناك إتفاق مسبق علي عدم تنفيذها لدي الجهات التنفيذية.. وبعض المصالح الحكومية التي يقتصر العمل فيها علي أبناء العاملين فقط أما عامة الشعب فيمتنع دخولهم وكأننا نورث الوظائف ويظل إبن العاطل عاطل للأسف حتى طريقة معالجة الأزمة تكون في منتهي السطحية حيث أن التفكير دائما ينصب علي تعيين الدفعات الحديثة ولا يفكر أحد في العاطلين منذ سنوات الذين أصيبوا بأمراض الشيخوخة المبكرة جراء الجلوس في المنازل وعلي الطرقات.. في عهود سابقة كان الخريج يحصل علي شهادته يوم الخميس ويتم تعيينه يوم السبت وكانت خطابات القوي العاملة تصل إلي الخريجين في منازلهم بل كان البعض يرفض إستلام الخطابات أملاً في أن يأتيه خطاب آخر من جهة أخري.. سيقول البعض أن عدد الخريجين وقتها كان اقل ولكن أيضاً كانت جهات العمل اقل وفرص العمل اقل لأنها نسبة وتناسب.. البطالة شبح يهدد المجتمع أنقلوا أعينكم عن بؤرة العاملين وانظروا بها ولو مرة إلي العاطلين دعكم أيها السادة الوزراء من أخطاء الماضي لأن هناك أجيال كثيرة ظلمت من جراء التجاهل حتى أنفجر المجتمع وكانت أولي المطالب هي القضاء علي البطالة وإذا بنا نجد كذابي الزفة يغيرون الإتجاه وندخل في جدال عقيم هل أنت ليبرالي أم إسلامي أم ..؟؟.. تلك الأم التي أفنت حياتها علي أولادها تربيهم وتعلمهم ماذا يفيدها من الجدل العقيم السفيه القائم بين من يقال عنهم القوي الوطنية والقوي المسخرية .. إنها تريد أن يخرج ابنها إلي الحياة يودعها وهو ذاهب لعمله.. وتلك الزوجة التي تتمني أن يأتيها زوجها نهاية كل شهر براتبه لتشتري إحتياجات المنزل.. وتلك الأستاذة التي تركت متع الحياة ومظاهرها حتى تتعلم وتحصل علي أعلي الشهادات ما يهمها الآن إذا كانت النخبة الوطنية تختلف وتناقش النخبة الهمجية ... إننا في ملهاة.. إن عهد الفساد إنتهي فلماذا نريد العودة إليه البعض يجرنا للأسف للخلف والسفسطة هي ألعن ما نعاني منه الآن. وأتوجه بسؤال بديهي للأخوة العاطلين متى تثوروا ؟؟؟.. وبكل مرارة أتوجه للسيد رئيس الوزراء والسادة الوزراء والسادة أعضاء مجلس الشعب أقول لهم هلا فكرتم في أبنائنا العاطلين!!!؟؟؟..