أنه مما يجعل غصة في القلب أن الإعلام الفلسطيني لم ينضج بعد إلى المستوى المطلوب الذي يرضى عنه الشعب، فعلى الرغم من أنها القناة الوحيدة للشعب الفلسطيني التي تبث من داخل الدولة الفلسطينية وعدم وجود منافس لها على الساحة ، فإننا نشاهد عكس ذلك في بعض الدول العربية بوجود أكثر من قناة تنقل الأخبار وتستعرض أهم نشاطات الدولة وإنجازاتها إلا نحنُ بقينا نرواح مكاننا من الناحية الإعلامية. فجمل البرامج التي يتم استعراضها عبر قناتنا برامج ليست ذات إهتمام ولا تحصل على مشاهدات كثيره، اللهم سوى من الموظفين التابعين لهيئة الإذاعة والتلفزيون لكي يتم تقييم المذيع أو المصور، وكأنهم يعيشون في غرف مغلقة وأستغشوا ثيابهم عن تقبل الحقيقة ، فأكثر البرامج لا تحمل الهم الفلسطيني ، وكيفية إستغلال القضية الفلسطينية في الظروف الحالية للحصول على دولة ، وأستقطاب الرأي العام لدى الجماهير العربية للقضية الفلسطينية وللمشروع الوطني. وللحقيقة أقول... أن الإعلام الرسمي الفلسطيني في هذا الجانب مقصر تقصير واضحاً للأعيان فعلى سبيل المثال ، أن غالبية الجماهير العربية عامة وخاصة الفلسطينية، نتجه إلى بعض القنوات العربية مثل الجزيرة والعربية لتعرف ماذا يحصل في قطاع غزة والإطلاع على كافة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي يعيشها شعبنا ، في الوقت الذي تستعرض فيه فضائية فلسطين الأغاني الرومانسية والبرامج الترفيهيه ، وكأن القائمين على التلفزيون الفلسطيني يعيشون على كوكب اّخر من تلك الأوضاع ، وعدم الدارية الكاملة بطبيعة الحياة ، فالإنتقادات والعيوب التي توجه للاعلام الفلسطيني ، أنه لا يحمل هموم المواطن سواء العامي أو الكادر ، وما قصة الإعلامي محمد أبوعبيد إلا واحدة من مجمل المشاكل الموجهه لهئية الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني. والسؤال هنا: لماذا لم يتم عقد لقاء أو تصوير ندوة للإعلامي محمد أبوعبيد ؟ ولماذا أهملت تلك الشخصية الفذه في مجتمعنا، بينما يسعى التلفزيون إلى تسليط الأضواء على اّخرين الشعب في غنى عنهم وعن معرفتهم. فالمشكلة ليست عدم مقابلة الإعلامي محمد أبوعبيد المشكلة قد تكون بعيده أو أكبر من ذلك ، وهو عدم وجود شخص يتمتع بكفاءه عالية لمحاورة الإعلامي، وعدم وجود إسلوب في كيفية القاء الأسئلة، لذلك بقيت هيئة الإذاعة والتلفزيون بعيدة كل البعد عن الندوات والحوارات، أو حتى تصوير تلك الندوة التي عقدت في داخل مبنى وزارة الإعلام الفلسطينية حتى لا تلقي على نفسها العتاب مستقبلاً. والسؤال الذي يدور في خلدي ألا تملك هيئة الإذاعة والتلفزيون مصورين لتغطية الندوة وعرضها على الأقل ليس حباً في أبوعبيد، بل لانه فلسطيني الأصل ينتمى إلى هذه الدولة كما ينتمي غيره من السياسيين والإعلاميين، فهو لم يولد في أبوظبي! ولم يتم تسجيل ولادته في مستشفيات أمريكا! ولم يتلقى تعليمه في الجامعات الغربية ! بل تلقى تعليمه في جامعة بيرزيت وحصل على شهادته التي مكنته من الظهور على قناة العربية. فإذا كانت فضائية فلسطين لا تملك طاقم تصوير لتغطية الخبر فهنا أقول يجب أن لا نلقي اللوم على تلفزيون فلسطين لانه لا يملك الصلاحيات بالتطور ، ولا يحترم أبناء شعبه وإنجازاتهم التي من المفترض أن نحترمها ونعمل على إبرازها في جميع المناسبات ، فأبوعبيد ليس رئيس دولة فلسطين حتى يحمل رسالة الشعب وإيصالها إلى الأممالمتحدة. والحقيقة التي أُُريد تغييبها عن قصد أو بغير قصد أنه مواطن فلسطيني عاش وعانى قبل أن يتأهل للوصول إلى قناة العربية المرموقه ،إلا أنه مازال يخدم القضية الفلسطينية في جميع لقاءاته ، ويعبر عن حبه العميق لوطنه الذي أنجبه ، ويكن كل الإحترام لاصدقائه داخل الفلسطين فماذا نريد من ابوعبيد غير ذلك ؟؟؟. لست مادحاً هنا ،لكن الحقيقة تقال وأكاد أصورها بقول الشاعر " بلادي وإن جارت علي عزيزةً ، وأهلي وإن ظنوا علي كرام". وبعد...إلى القائمين على التلفزيون الفلسطيني رسالة من وحي تراثنا الفكري ، كلمة قيلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه "رحم الله امرئ أهدى إلي عيوبي " فيا حبذا أن القائمين على التلفزيون الفلسطيني يأخذوا هذا الإنتقاد بصدر رحب وأن يحسنوا الظن والنقد المخالف ، لأن النقد يساهم الرقي والتطور . ويحضرني مقوله لأبن رشد (ما شم الفقه من لم ير رائحة الإختلاف) فأرجوا أن تتسع صدروهم للرأي المخالف فهو ظاهرة صحية وأذكرهم بأن النقد ظاهرة قراّنية أيضا ، في قوله تعالى (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير) سورة اّل عمران. فالقائمين على الإعلام الرسمي مع الإحترام لهم ، ليسوا بأفضل حال من أحوال صحابة رسول الله وقد تعرضوا للنقد البناء ، والشقي الذي لم يتعظ بغيره؟.