أجدادنا قديماً قالوا : اللقى عز ومدلعش تحرم عليه عيشته .. وغالبية الشعب المصرى اليوم يطبقون هذه المقولة بحذافيرها ومن المؤكد أن ولاة الأمور اليوم فرحين بهذه الأفعال وربما بعض أذنابهم هم من يشعلونها لإلهاء الشعب عن القضايا الأهم . وفى حلقة جديدة من هذا المسلسل الهمجى قام اليوم عدد من عمال الزراعة التابعين لجهاز مدينة العاشر من رمضان بقطع الطريق الرئيسي للمدينة الذي يربط مدينة القاهرة بالاسماعيلية أمام مقر جهاز المدينة بسبب تدني رواتبهم وعدم إستجابة الجهاز والوزارة لمطالبهم . وقد رفض المتظاهرون القرار الصادر من نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة في 18 اغسطس الماضى والذي حرم عمال الزراعة بجهاز مدينة العاشر من رمضان من العمل أيام العطلات والتي كانت سبباً في رفع رواتبهم نسبياً . وقال أحد المحتجون : نحن نزيد عن 400 عامل زراعة باليومية بجهاز مدينة العاشر من رمضان لا يتعدى دخلنا الشهرى 450 جنيهاً نعمل منذ عدة أعوام بدون غطاء تأميني اجتماعي أو صحي وفي حالة إصاباتنا بأي مكروه نعالج علي حسابنا الخاص بعيدا عن التأمين الصحي علما بأن الجهاز يخصم 2.5 جنيه شهرياً نظير التأمين الصحي . ويضيف: نتعرض لمخاطر العمل من أشعة الشمس والأتربة وحوادث الطرق والأمراض المختلفة دون وجود غطاء تأميني يحمينا ويضمن لأسرنا حياة كريمة بعد وفاتنا . يطالب عمال الزراعة المحتجون بتثبيتهم وإدراجهم ضمن المستفيدين من التأمين الصحي والتأمين الاجتماعي ورفع أجورهم للوصول إلي الحد الادني حتى يستطيعوا العيش بحياة كريمة دون مد أيديهم للتسول. وفى نفس السياق حضرت بعض القيادات التابعة للقوات المسلحة وإستمعت لمطالب العمال المعتصمين . ثم إنتقلوا إلي داخل مبني جهاز مدينة العاشر من رمضان للتفاوض مع رئيس الجهاز لحل المشكلة وفض إعتصام العمال وفتح الطريق الصحراوي . وهذه ليست المرة الأولى التى يتم فيها قطع هذه الطريق الحيوى فقد تم قطعه عدة مرات وكان أخرها قطع المئات من عمال شركة مصر الحجاز الكائنة بالمنطقة الصناعية الثالثة بمدينة العاشر من رمضان طريق القاهرة–الإسماعيلية الصحراوى اتجاه الإسماعيلية عند الكيلو 62 مطالبين الدكتور محمد حلمى رئيس مجلس إدارة الشركة بصرف بند العلاوات الدورية وبدل للورديات وبند الراحة الأسبوعية التى تم إلغاؤها مقابل 75% من المرتب كما طالبوا بتعديل نظام التأمين الصحى فى الرعاية وتحسين المرتبات . ونحن نؤكد من جانبنا بأن مطالب هؤلاء العمال كلها مشروعة ولكن ليست فى وقتها وما يفعله النظام كرد فعل لمثل هذه الأفعال يضع آلاف علامات الإستفهام ويؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأننا أصبحنا أيلين للسقوط مع سبق الإصرار والترصد !!! .