هل نسينا ولم نتذكر وسط الزحام والإضرابات والمظاهرات المليونية فى كل جمعة تقام في مصر .. أسوء كارثة في تاريخنا المعاصر ؟ . هل تمر ذكري شهدائنا في هزيمة 5 يونيو عام 1967 مرور الكرام بدون أن يذكرها أو يتذكرها أحد ؟ . هذه الذكرى التي راح ضحيتها الألاف المؤلفة من خيرة شبابنا من جنود مصر والذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم الذكية من أجل مصر ؟ . هل نسينا شهداء عمال مصنع أبو زعبل وهم في مصانعهم يبذلون قسارى جهدهم في العمل من أجل دفع عجلة الإنتاج أثناء المعارك الضارية ؟ . هل نسينا أطفالنا الصغار الشهداء في مدرسة بحر البقر والتي سالت دمائهم علي الكراريس من جراء العدوان الإسرائيلي ؟ . هل نسينا شهدائنا من المدنين في مدن القناة ؟... آه وألف آه يا مصر ... لم يذكرهم احد بكلمة رثاء ولم يخطر علي بال أحد أن يفكر أن يذهب إلي مقابر الجندي المجهول لشهدائنا الذين سقطوا ضحية غدر هزيمة يونيو 1976 ووضع باقة من الزهور ، أو وضع راية سوداء علي شهداء عمال مصنع أبو زعبل، أو حتى فكرت وزارة الثقافة أن تزين مدرسة بحر البقر برسومات الأطفال الشهداء . من يجفف دموع أبائهم وأمهاتهم ..ويواسيهم بكلمة رثاء ؟ ... كنت أتمني أن تقام صلاة الغائب في جمعة من الجمع التي تقام كل جمعة أو مسيرة مليونية تقف علي شط القناة وتلقي باقات الزهور علي أرض سيناء والتي رويت بدماء خيرة شبابنا من الجنود والعمال والأطفال والمدنيين والذين راحوا ضحية العدوان الإسرائيلي الغادر.. فهنيئاً لكم يا من تقيمون المظاهرات المليونية من أجل أن تدخلوا موسوعة جينس العالمية وتتركون مصر تعيش في الوحل ... وإلي متي يا مصر الإنتظار لتنزعي الطرح السوداء وتجففي دموعك وتلبسي طرح الحرية ؟ ... أشعر بآلامك وأنينك وبكاءك كل يوم وأبناءك وأحفادك الذين لم يعيشوا الأيام السوداء التي مرت عليكي في تاريخك الطويل وللأسف الشديد يعيشون في دوامة من الصراع كل يوم ولا يعرفون ماذا يريدون ؟ ولا يفكرون متي يستيقظون من غفوتهم من أجل أن يضمدوا جراحك ويعيدوا اليكي البسمة من جديد بكيان مدني يساند المجلس العسكري وحكومة تسيير الأعمال في الوقت الراهن والظروف التى تمر بها البلاد من الإنفلات الأمني وفوضي البلطجية. فعلينا جميعاً أن تتكاتف كل أيادينا من أجل بناء دولة ديموقراطية تسع كل التيارات وغيرها, من أجل أن نمارس الديموقراطية الحقيقية في زيها الجديد والتى تتأقلم مع العصر الذي نعيشه, لنحصل في النهاية علي الفوائد الموجودة عند كل طرف والتي ستصب في النهاية لمصلحة مصر من أجل أن نعيش في أمن وسلام ورخاء بدلاً من البحث عن الشهرة لدخول موسوعة جينس العالمية والتي لن نجني منها شيئا إلا الإستعراض والظهور أمام كاميرات التليفزيون. أين هم شباب ثورة 25 يناير الحقيقيين الآن؟ وأين هم قادتهم ومجلس قيادة ثورتهم ؟ وأين هم ممثلو النقابات المهنية والنقابات العمالية من أجل أن يعيدوا هيبة الثورة كما بدأوها وأسقطوا النظام ؟. أفيقوا من غفوتكم قبل فوات الأوان فبعد أن مر أكثر من 100 يوما نعيش علي أمل ولكن الذي يحدث كل يوم من صدامات عواقبها جسيمة وسيدفع ثمنها الجميع ..؟؟؟ .