عمود كهرباء مضئ بالنهار .. لا أعتقد أنها معلومة جديدة فمعظمنا يعرفها ويراها يومياً ونتندر بها وهذا من عيوبنا فلقد تعودنا كشعب إبن نكتة أن نتندر من كل شئ حتى من مشاكلنا ومآسينا . فقبل ثورة 25 يناير المجيدة كان هناك توجه حكومى وشعبى لترشيد إستهلاك الكهرباء حتى أن معظم الناس وائموا حياتهم على توقيتات قطع التيار . واللواء الفخرانى محافظ الإسماعيلية الأسبق أشتهر عنه أنه كان يأمر بقطع التيار لفترات زائدة عن الحد . وبعد الثورة بدأت ظاهرة جديدة والتى لم أجد لها تفسيراً أو مبرراً وهى مصابيح الأعمدة المضاءة فى وقت الظهيرة . وكنت أظن أول الأمر أنها حالات فردية ربما يرجع سببها للإهمال أو كسل بعض العاملين المسئولين عن إضاءة وإطفاء تلك الأعمدة وخصوصاً أننى لم ألاحظها إلا فى مكان واحد وهو الذى كنت أسير فيه عادة . ولكننى إكتشفت أنها موجودة فى أماكن متعددة وكثيرة ليس فى الإسماعيلية فقط ولكن فى محافظات أخرى كثيرة حتى فى طرق السفر بين المحافظات كطريق القاهرةالإسماعيلية الصحراوى مثلاً . والأسبوع الماضى إكتشفت حالة غريبة وأعتقد أنها غير مبررة فأعمدة الإنارة الموجودة فى ميدان النافورة الموجود أمام مبنى محافظة الإسماعيلية وتبعد عشرات الأمتار عن مكتب السيد اللواء محافظ الإسماعيلية وجدت مصابيح الأعمدة الموجودة به مضاءة الساعة الثانية ظهراً . ولكن هذا لم يدهشنى ما أدهشنى أننى عندما مررت بنفس المكان فى نفس اليوم الساعة الثامنة صباحاً كانت المصابيح مطفأة . وكررت الزيارة لنفس المكان لثلاثة أيام متتالية ووجدت الحال هو نفس الحال الأعمدة مطفأة الساعة الثامنة صباحاً ومضاءة عند رجوعى الساعة الثانية ظهراً . وعندما فكرت فى هذا الأمر المحير لم أجد إلا ثلاث تفسيرات محتملة لهذا الأمر : الإحتمال الأول : أن المسئول عن إضاءة وإطفاء المصابيح يتعاطى نوع ردئ من المخدرات فلا يستطيع أن يحدد الليل من النهار . الإحتمال الثانى : أن ميدان النافورة مسكون بالعفاريت وهم الذين يقيمون بإضاءة الأعمدة نهاراً كنوع من إثبات الوجود . الإحتمال الثالث : أن هناك مؤامرة تحريبية لتدمير البنية الأساسية وتحميل المواطنين أعباء إضافية وخصوصاً أن تكلفة إضاءة الشوارع تدفعها المحافظة من موازنتها والتى من المفروض أن تصرف على تنمية المحافظة . ولأننى إنسان منصف فسأترك القارئ يحدد بنفسه الإحتمال الأرجح ...