الجنرال الذهبي الشهيد الفريق أول عبد المنعم رياض الذي يحمل نجمة الشرف العسكرية المصرية والتي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر. واليوم 9 مارس تمر ذكري مرور 43 عاما علي شهيد مصر الجنرال الذهبي الفريق أول عبد المنعم رياض رمز من رموز العسكرية المصرية من شهداء حرب الإستنزاف. ففي صباح 5 يونيه عام 1967 أثناء قيادته القوات العربية بالأردن رصد الرادار المنصوب علي التلال العالية في الأردن أسراب من الطائرات الإسرائيلية تقلع من مطاراتها بكثافة كبيرة في طريقها إلي مصر. وعلي الفور أمر الفريق عبد المنعم رياض بإرسال أشارة بالشفرة لتبليغ القيادة المصرية بأن هجوم جوي في طريقه إلي مصر كما سجله الرادار. ومضي وقت لحل الشفرة المرسلة في هذا التوقيت المبكر. ودمرت جميع مطاراتنا وطائرتنا. وأستغل القائد الوقت والفرصة الذهبية وأرسل إشارة للقيادة السورية يأمرها فيها بإقلاع جميع الطائرات المقاتلة السورية من قواعدها وتدمير مطارات العدو الإسرائيلي. فكان رد القيادة السورية تمام يا فندم في خلال عشرة دقائق سيقوم السلاح الجوي السوري بتنفيذ مهامه بتدمير جميع المطارات الإسرائيلية. وللأسف الشديد لم تنفذ القيادة السورية الأوامر العسكرية الصادرة من القائد العام للقوات العربية بالأردن. ولو كانت القيادة السورية نفذت الأوامر الصادرة لها من الفريق عبدالمنعم رياض بتدمير مطارات العدو الإسرائيلي لكان كل شئ تغير في المعركة ودمرت جميع الطائرات الإسرائيلية في الجو وأثناء هبوطها دون أطلاق طلقة واحدة ولأصبح ميزان المعركة في صالحنا ولم تكن لتحدث هذه الهزيمة المدبرة مسبقا ضد مصر وجيشها وشعبها. وحدث ما حدث وتم إعداد الجيش المصري وتدريبه علي أعلي مستوي بنخبة من شبابه فكانت شرارة حرب الاستنزاف الوجه الحقيقي لمعرفة قدرات الجندي المصري ومعدنة الأصيل ليتم تكبيد العدو خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات يوميا. ويعتبرالشهيد الفريق أول عبد المنعم رياض واحد من أشهر العسكريين المصريين والعرب القوات المسلحة المصرية أثناء حرب الاستنزاف وهذا درس لشبابنا الذي لم يعاصروا الأحداث التي مرت بها مصر بعد أن تحملت أثار الهزيمة وحدها واستوعبت الدرس جيداً ودفعت الثمن غاليا بدماء شهدائها من جنودها البواسل والمدنيين الذين سطروا أعظم ملحمة في التاريخ. وحقق الشهيد عبد المنعم رياض إنتصارات عسكرية في المعارك التي خاضتها القوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف مثل معركة رأس العش التي منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بورفؤاد المصرية الواقعة على قناة السويس، وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات وإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامي 1967-1968. ولقد زرع الفريق عبد المنعم رياض الثقة والأمل بين أبناءه من جنود مصر البواسل من خلال زيارتة المتعددة في الجبهة ومتابعة التدريبات الشاقة لمزيد من القدرات والمهارات العسكرية القتالية من الإعداد والتجهيز الكافية وتهيئة المناخ المناسب ورفع الروح المعنوية لرجال القوات المسلحة من أجل الإستعداد لمحو وصمة العار لهزيمة 67 وإعادة كرامة الجيش المصري . وفي مثل هذا اليوم يوم 9 مارس عام 1969 بموقع المعدية نمرة 6 علي شاطئ القناة بمدينة الإسماعيلية وكان متواجداً لمتابعة تجهيزات ورصد تحركات العدو الإسرائيلي علي الضفة الشرقية للقناة إنطلق وابل من قذائف المدفعية علي الموقع رقم 6 وسقط البطل بين جنوده البواسل متأثراً بجراحه من جراء شظايا القنابل التي أصيب بها. وصعدت روحه الطاهرة إلي السماء فداءاً لمصر ليسجل التاريخ صفحة تاريخية لهذا البطل التي رويت بدماءه الطاهرة بعد تاريخ عسكري حافل بالتضحية والفداء من أجل مصر. فالقادة العسكريون يصنعهم العلم والتجربة والثقة في النفس والفرصة والثقافة ويمتلكون القدرة علي إصدار القرار في الوقت المناسب وليس مجرد القائد الذي يملك سلطة إصدار القرار. فعلينا جميعا أن نقرأ التاريخ جيداً لأبنائنا وأحفادنا حتي لا ننسي. من قدموا دمائهم وأرواحهم من شباب مصر فداءاً لتراب هذا الوطن الغالى.