كم أنت عظيم ياشعب اليابان .. تمر ذكري مرور عام بعد أيام يوم 11 مارس لزلزال تسونامي المروع الذي شهدته اليابان لتبني أكبر برج في العالم في قلب العاصمة طوكيو رمز اليابان دليل علي القوة وتحدي الكوارث والصعاب. الكل يعمل في صمت لبناء ما دمره أبشع زلزال شهدته في تاريخها ولم ينتظروا مساعدة من صندوق البنك الدولي ولا قالوا لله يا محسنين من الدول الصديقة ولا أنشغلوا بالآذان داخل البرلمان ولابتصليح أنف وثلاثة عيون ولم تذكر حالات بلطجة وشبيحة وعمليات سطو مسلح وسرقات سيارات وخطف لان لديهم وعي وقيم ومبادئ وأخلاق وأنهمكوا لإعادة بناء بلدهم مزيد من الانتاج والجهود في العمل وأقتصادهم لم يهتز ولم يعملوا أضرابات كل يوم جمعه ولم يطلبوا زيادة في مراتباتهم. هذا هو الفرق بين شعب متحضر من أجل الحفاظ علي بلده وإقتصادها وأمنها ولكن نحن شعب مصر أنشغلنا في الهيافة والتعليقات السخيفة والاخبار المفبركة من حملات التشكيك علي القنوات الفضائية المؤجرة والصحف الصفراء لترويج بضائعهم الفاسدة ببث الفتن والسموم ، ويريدون جنازة يشبعوا فيها لطم من أجل حفنة من الدولاارت. فمصر تأن كل لحظة لما أصابها من شلل تام علي مدي أكثر من عام والنتيجة أنهيار في المجتمع من أخلاق وفوضي عارمة وتحطيم كل شيئ بالمعاول وأنعدام الثقة بين الناس. مشكلتنا الحقيقية التي نعيشها حتي الآن أننا لانثق في أي شيئ ولانثق في بعضنا البعض الجميع لا يثق في الجميع النتيجة مزيدا من الفوضي لاننا لانتفق علي شيئا محدد ولا نصغي بحكمه للرأي والرأي الأخري أنما نعترض علي كل شيئ ولم نعط الفرصة للعقلاء والحكماء والمثقفين من المصريين ونظهر بمظهر حضاري. فكيف نكون نحن أصحاب أقدم حضارة في التاريخ ونمحي تاريخ أجدادنا بأيدنيا ؟؟؟. فبحق السماء أفيقوا من غفوتكم قبل فوات الآوان من أجل مصر ونعمل وننتج وقبل أن نطلب شيئا من الدولة نسأل أنفسنا ماذا أعطينا لمصر. ربما الفارق كبير في الحدث بين كارثة زلزال اليابان الذي محي من الوجود مدن بأكملها وبين ثورة قامت من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .. ولكن المناظرة بينهما نوعية الشعب من وعي وثقافة وجهد في العمل من أجل الحافظ علي بلده والنهوض بها في ركب الدول المتقدمة. ربما يكون درسا لنا فكيف فعل الشعب الياباني القوي الصامد وهو يواجه الكوارث والمصائب التي تحدث لديهم يوميا من الزلازل والحياة بإيقاعها مستمرة ونحن نواجه أكبر كارثة في تاريخنا من الانفلات الامني يومياً. هل معني ذلك ألا تبني الدولة مادمرته الزلازل بل العكس والدليل علي ذلك إفتتاح أكبر برج في العالم ليقولوا للعالم نحن هنا شعب اليابان لا نعرف المستحيل ولا نرتضي بالخلود بديلا.. رغم كل ذلك ما أصابهم تستعد اليابان لاستقبال زلزال أخر كما تنبأ بها علماءها بأنه سيكون أسوء من تسونامي وسيخلف الالاف من الضحايا ويلحق أضرار جسيمة لا حصر لها خلال الاربع سنوات القادمة. أما نحن في أنتظار الحداية ترمي لنا كتاكيت إذا لم نطهر أنفسنا من الآن وننزع الحقد والكراهية من قلوبنا وننظر للمستقبل بجدية في العمل بضمير وأخلاص ووفاء في تعاملتنا اليومية وتطوير سلوكنا في التعامل مع الاخرين بأسلوب حضاري. لكي نحقق أحلامنا من أجل بناء مصر الحديثة في عصر نهضة شباب ثورة 25 يناير والتي أتاحت هذه الفرصة الذهبية لتعيد كرامة المصريين في الداخل وفي الخارج من الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .. لكي تدعوا لنا أجيال المستقبل.