يعتبر التدخين السلبي من اخطر الظواهر المنتشرة بكثرة في مجتمعنا حيث أن المدخن لم يعد يكتفي بإلحاق الأذى بنفسه بل أصبح يفرضه على غيره من الأشخاص. إن الدخان الذي يطلقه المدخن يحتوي على النيكوتين وأول أكسيد الكربون وحامض السينيل بالإضافة إلى المواد المسرطنة ، وتسبب هذه المواد تهيجآ في الأغشية المخاطية في العين والجهاز التنفسي العلوي ، بالإضافة إلى الإحساس بالدوخة والصداع والغثيان ، وإن التعرض لهذه المواد لفترة طويلة يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في أداء بعض الأجهزة مثل الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي وجهاز المناعة ، فيصاب المتعرض وخاصة من كان في سن الطفولة إلى التهابات في الجهاز التنفسي وضعف في الشهية وتوتر وصداع ، بالإضافة إلى الحساسية المزمنة.
إنه من المهم معرفة أن التدخين السلبي سبب مهم للإصابة بكثير من الأمراض ، ومن أهمها سرطان الرئة الذي يحدث بسبب استنشاق الهواء الملوث ، فقد وجد أن الإصابة بنوع معين من سرطان الرئة ترتفع عند نساء المدخنين بنسبة 2–4 أضعاف عن نساء غير المدخنين. كما وجد أن التدخين السلبي هو أحد أهم أسباب العقم عند الرجال ، ومن الملاحظ أن أكثر الناس تضررا من التدخين السلبي هم مرضى القلب الذين يصابون بذبحات صدرية عند تعرضهم لدخان السجائر ، وذلك بسبب اتحاد الهيموجلوبين في الدم مع ثاني أكسيد الكربون بدلا من الأكسجين فتقل كمية الأوكسجين الذي يصل إلى عضلة القلب وتحدث المشكلات بسبب ذلك. كما أن مرضى الجهاز التنفسي و الحساسية هم أيضا أكثر تأثرا من غيرهم بالتدخين السلبي.