3 ملائكة عنوانهم البراءة وملامحهم الرحمة وابتسامتهم دواء الهموم، لم يبق منهم إلا صورة تجدد الآلام والأحزان، ولكن فى الوقت نفسه لا يمكن التخلى عنها ففيها أيضا الصبر على الابتلاء وذكريات اللعب والضحك وأول كلمة نطقوا بها، غيبهم القدر نتيجة تعرضهم لحادث حريق بشقتهم نتيجة ماس كهربائى، فيما كانت الأم فى السوق لشراء مستلزماتهم، والأب فى عمله لتحقيق أمانيهم، ليخيم الحزن منزلهم وقريتهم بل مدينتهم بالكامل. "أخبار الحوادث" كانت هناك ترصد تفاصيل الرعب والحزن الذى ساد شوارع قرية بحطيط، بمركز أبوحماد، بالشرقية. "حنين، وعبد الله، وجودى" ثلاث أطفال لم يتجاوز عمر أكبرهم "جودى" 6 سنوات، لقوا مصرعهم قضاءًا وقدر فى حادث حريق منزلهم بسبب ماس كهربائي، فى مشهد مأساوي أبكى الجميع، والد الأطفال، يجلس داخل شقته يكتفى بالنظر إلى صور أطفاله الثلاث، حنين، 3 سنوات، وعبدالله 4 سنوات وجودي 6 سنوات، حابسا دموعه حتى لا تتأثر زوجته التي لم تتوقف دموعها منذ رحيل أطفالها الثلاث عنها، تجلس بجوارها الطفلة حلا، 12 عاما، الناجية الوحيدة من هذا الحريق، والمصابة بحالة اختناق تسأل مابين لحظة وأخرى على أشقائها الذين رحلوا أمام عينها، لم تصدق أن كل إخوتها فى الحياة قدر تركوها فى هذا العالم، لا تعرف من أين ياتي مصدر سعادتها، وضحكتها الآن اختفت من وجهها حزنا على الفراق. الحزن لم يتملك حلا ووالديها فقط، بل امتد لأهالى القرية وهو ما كان واضحا فى عزاء الملائكة؛ ليبقى الشئ الوحيد فى عزاء نفس الأم والأب المكلومين هو الصبر باعتبار أنهم رحلوا لمكان أفضل مما نحن فيه، دار الحق. لحظة الحادث حاول رجال وأهالى القرية السيطرة على الحريق، لكن النيران كانت أسرع، فلقوا مصرعهم متأثرين بحالة الاختناق التى تعرضوا لها جراء الحريق. كان اللواء جرير مصطفى مدير أمن الشرقية تلقى إخطارا بالواقعة من اللواء محمد والي مدير المباحث الجنائية وبالفحص تبين ورود بلاغ لمركز شرطة أبو حماد بنشوب حريق بشقة بناحية قرية بحطيط بدائرة المركز. وانتقلت الأجهزة الأمنية وقوات الحماية المدنية لمكان الحادث وبالفحص تبين نشوب الحريق داخل شقة سكنية إثر ماس كهربائي وتم السيطرة عليه وإخماده من قبل المواطنين قبل وصول رجال الحماية فيما أصيب 4 أطفال بحالات اختناق توفي منهم ثلاثة في غياب والديهم. وجرى نقل جثث المتوفين للمستشفي تحت تصرف النيابة العامة والمصابة لذات المستشفى للعلاج وبسؤال مالك الشقة، أرجع سبب الحريق لحدوث ماس كهربائى، مشيرا إلى احتراق بعض محتويات الشقة ولم يتهم أحدا بالتسبب في ذلك. وكشفت التحقيقات بأن الأطفال هم "حنين محمد عبدالله النجار" وشقيقيها "عبد الله" و"جودي" أعمارهم تتراوح من 3 إلى 7 سنوات الذين توفوا اختناقا نتيجة الحريق فيما تم إنقاذ شقيقتهم الرابعة "حلا" التي تبلغ من العمر 12 عاما ولا توجد أي إصابات ظاهرية بالجسم نتيجة للحريق وحررت الأجهزة الأمنية محضرا بالواقعة وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيالها وصرحت النيابة العامة بإشراف المستشار محمد القاضي المحامى العام لنيابات جنوبالشرقية بدفن جثث المتوفين وتسليمها لذويها.