لم تستغرق محاكمته وقتاً طويلاً كل الأدلة والبراهين كانت امام المحكمة، فالمتهم تم ضبطه متلبسا في مسرح الجريمة، بعد وقوع الجريمة بدقائق معدودة، علاوة على شهادة الشهود الذين امسكوا به، وأخيرا اعترافه بارتكابه الجريمة كل هذا كان أمام محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بعابدين في قضية قتل فتاة اثيوبية على يد جارها الأثيوبي وقعت أحداثها منذ عشرة أشهر. في الساعة الخامسة مساءا، بأحد شوارع دار السلام، كانت سارة " 29 سنة، ربة منزل، أثيوبية الجنسية، تجلس ببيتها وحيدة تنتظر عودة زوجها من عمله واثناء ذلك كانت تشغل نفسها ببعض الأعمال المنزلية ، حتى سمعت صوت طرقات على باب شقتها، لتجد صديق عائلتها "ابراهيم تاج"، يقف امام باب الشقة، لتسأله عن سبب تواجده خاصة ان زوجها لم يكن متوجدا، حتى فوجئت به يدفعها ارضا ويدخل الشقة لم يكن في حالته الطبيعية، واخذ يسألها عن مكان الأموال والمصوغات لكنها نهرته، وهرولت مسرعة ناحية الشرفة لتستغيث بالجيران، لكنه اسرع ورائها، حاولت دفعه واخذت تصرخ وهو يحاول القاءها من النافذة، في تلك اللحظات رآها اثنين من سكان الحي من الشارع، اسرعوا الى شقتها الا ان المجرم كان اسرع منه حيث قام بالقائها من الشرفة. صعد الجيران الى الشقة وكان ابراهيم داخلها لم يستطع الهرب فقام بالاختباء داخل الدولاب واثناء ذلك قام الجيران بكسر باب الشقة، للأسف لم يستطيعوا انقاذها، لكنهم نجحوا في القبض على المجرم وتسليمه للشرطة والتى اخطرت النيابة العامة، والتى قامت بمعاينة مسرح الحادث وكذلك جثة المجنى عليها كما أمرت بتشريحها لبيان سبب الوفاة. وامام النيابة اكدت تحريات المباحث قيام المتهم بالصعود إلى مسكن المجني عليها مستغلاً معرفته بزوجها لسرقته، وما أن دلف إلى مسكنها حتى امسك بها محاولاً قتلها، إلا إنها قاومته وخرجت إلى شرفة مسكنها للاستغاثة بالأهالي، فقام بإلقائها من الشرفة قاصداً قتلها فتمسكت بسور الشرفة إلا إنها هوت وسقطت وتوفت في الحال. فيما شهد وليد سيد حشاد، فني حداد، بأنه أثناء توجهه إلى مسكنه، وسماعه لإستغاثة المجني عليها وأبصرها واقفة بشرفة مسكنها بالدور السابع، من العقار المكون من 12 طابق، ثم قام المتهم بحملها والقائها من الشرفة إلا أنها تعلقت بسورها فصعد مسرعا رفقة الشاهد الثاني الى مسكن المجني عليها لانقاذها وقاما بكسر باب الشقة الا ان المجني عليها عليها سقطت على الارض قبل إغاثتها فحدثت وفاتها على أثر ذلك، وتمكن من ضبط المتهم مختبئاً داخل أحد الدواليب، فتحفظوا عليه عليه وسلموه للشرطة. لتقرر النيابة حبس المتهم واحالته الى محكمة الجنايات محبوسا بعد اعترافه بجريمته وامام محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بعابدين و برئاسة المستشار جعفر نجم الدين، مثل المتهم ابراهيم تاج الدين 18 عام واستمعت المحكمة لشهادة الشهود وكذلك اطلعت على تقرير الطب الشرعى وبعد عدة جلسات اصدرت قرارها باحالة اوراقه لفضيلة المفتى وتحديد جلسة اخرى للنطق بالحكم وفي الجلسة الأخيرة اصدرت المحكمة حكمها بالإعدام على المتهم بعد موافقة فضيلة المفتى على اعدامه. وقالت المحكمة في حيثيات حكمها انه ثبت ليقينها انه قتل المجني عليها »سارة بايسة واقتلا«، عمدًا مع سبق الإصرار بأن بيت النية وعقد العزم على قتلها وما أن ظفر بها داخل مسكنها حتى قام بمطاردتها فاستغاثت من شرفة مسكنها بالأهالي إلا أنه قام بحملها وإلقائها قاصدًا من ذلك إزهاق روحها فهوت أرضا مما أحدث بها الاصابات التي أسفرت عن وفاتها، وارتبطت تلك الجناية بسرقة المشغولات والمبالغ النقدية المملوكة للمجني عليها.