لم يعلم "إسلام" انه سوف يدفع حياته ثمن جدعنته بعد ان قرر العمل في أي مهنة لمساعدة أسرته الفقيرة ، رغم تفوقه في كلية السياحة والفنادق. لم يجد امامه عمل في هذا التوقيت إلا أن يكون سائق توكتوك ، لكن طلبه قوبل بالرفض من أسرته وبعد إصرار "إسلام" الشديد خرج للعمل بمنطقة الهرم بالقرب من محل سكنه. خلال فترة وجيزة نجح "إسلام" في هذه المهنة وأصبح يلبي كل احتياجات أسرته. لم تدوم سعادة إسلام وأسرته كثيرا. صباح أحد الأيام استيقظ اهالي منطقة نزلة السمان بالهرم على جريمة قتل بشعة عندما تلقي رئيس مباحث الهرم بلاغ من الأهالي يفيد بالعثورعلى جثة شاب مصاب بعدة طعنات نافذة. اخطر رئيس المباحث مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بالحادث الذي امر بتشكيل فريق بحث بقيادة رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة لكشف غموض الحادث وسرعة القبض على مرتكبي الواقعة. تم تجهيزة قوة من مباحث القسم وتوجهت الى مكان البلاغ وهناك كان المشهد كالاتي شاب لا يتعدى ال16 عاما يرتدي افخم الثياب مصاب بعدة طعنات نافذة باماكن متفرقة من جسده وبتفتيش الجثة لم يتم العثور معه على اي متعلقات شخصية تفيد هويتها،وقتها تم رفع بصماته وتصويره وفحص بلاغات الغياب في محاولة لتحديد هويته ونقل الجثة الى مستشفي الهرم لحين وصول الطب الشرعي وتشريح الجثة وإصدار تقرير يفيد بموعد تنفيذ جريمة القتل وما بها من إصابات ، بعد فحص بلاغات الغياب تبين ان المجني عليه ليس مبلغ بغيابه. هنا طلب رئيس المباحث من معاونيه بتكثيف التحريات بمكان الواقعة وبدائرة القسم في محاولة للوصول لهوية المجني عليه ، 8 ساعات هي مدة رحلة البحث ولم يتم الوصول لهوية المجني عليه وقتها عرض احد معاوني المباحث صورة الجثة على سائقي التوك توك والميكروباص ربما قد يكون تردد عليهم المجني عليه قبل ذلك وبالفعل واثناء عملية البحث تعرف احد سائقي التوك توك على الصورة واخبر فريق البحث انه زميل لهم ويعمل سائق توك توك. وبسماع اقوال زملاء المجني عليها تبين انهم اجمعوا انه حسن السير والسلوك وليس له اى عداءات مع احد بالإضافة الى انه طالب بكلية سياحة وفنادق وجديد في المهنة ...وقتها رجح فريق البحث ان الجريمة تمت بدافع السرقة خاصة ان المجني عليه عثر عليه بمفرده وليس معه التوك توك الذي يعمل عليه. بدأ ضباط مباحث الهرم القبض على عدد من المشتبهة فيهم الذين ارتكبوا مثل هذه الجرائم للوصول لمرتكبي الواقعة. تم فحص اكثر من 150 متهم ارتكبوا وقائع سرقات مماثلة وبإجراء التحقيقات معهم اعترف احدهم انه ضمن تشكيل عصابي يتزعمه مسجل خطر شاب شهرته " بوحه " وانه قام بإستدراج المجني عليه بالتوك توك الخاص به بمعاونه 3 اخرين من بحجه توصيلهم الى إحدى الطرق المهجورة بنزلة السمان وفي منطقة نائية خالية من المارة قاموا بضربه على رأسه من الخلف حتى فقد الوعي ثم طعنه عدة طعنات ، وقاموا بسرقة جميع متعلقاته وهاتفه المحمول والتوك توك وفروا هاربين. بعد اعترافات المتهم الأول لم يبقي امام رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة سوى القبض على باقي المتهمين لإغلاق القضية. تم القبض على باقي المتهمين بعد أن أرشد عنهم المتهم الأول وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة بعد تكوينهم تشكيل عصابي تخصص في سرقة التكاتك من قائدها وإعادة بيعها الى احد تجار الهرم. كما اعترفوا انها ليست الواقعة الأولى بل قاموا بإرتكاب العديد من جرائم القتل بالهرم وأكتوبر ولم يتم القبض عليهم قبل ذلك. بعد إعترافات المتهمين تم إخطار مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة الذي امر بإحالتهم الى النيابة التي امرت بحبسهم 4 ايام بعد ان وجهت لهم تهمة القتل والسرقة وحيازة سلاح ابيض.