لم تتخيل أسماء الطفلة ذات العشرة أعوام بأن حياتها الوردية المليئة بالاحلام السعيدة والامنيات بمستقبل حالم وباهر ستتحول الى جحيم مظلم وكابوس مزعج وحياة بائسة تتمنى أن تستيقظ منه فى أسرع وقت ممكن ولكن الحياة أبت أن تظل الطفلة معلقة بين مصيرها الاسود الذى ينتظرها وبين أحلامها وطموحها الذي عصف بهما مدرس ذئب قام بأغتصابها وأضاع كل شيئ جميل تبقى لها فى الحياة. هي طفلة جميلة تتمتع بملامح بريئة ملائكية ذو طباع هادئة تحب أن تشارك دائما فى الزيارات العائلية والمناسبات الاجتماعية ولديها الكثير من الاصدقاء الذين تشعر معهم بالسعادة والفرحة روحها المرحة الخفيفة تنطبع على ملامح وجها البرىء ... تعشق الدراسة وتحب المواد العلمية، والمقربين منها يشهدون بذكائها وفطنتها ونجاحها الدائم، حيث أن التفوق حليفها فى أغلب مراحل الدراسة التى مرت بها ... مرت الايام والشهور الطويلة وأسماء تزداد جمالا وأنوثة تعطى لها سنا أكبر من عمرها تعيش فى سلام مع أسرتها الصغيرة وبدون أى مقدمات أو مؤشرات تدل على الخطر الداهم الذى يقترب منها، تحولت الحياة السعيدة الى جحيم لايطاق ونارا مشتعلة ليلا ونهارا لاتنطفىء أبدا حيث تحولت حياة الطفلة المسكينة الى آلام مستمرة فالقصة الحزينة بدأت عندما أوهمها مدرس العلوم فى المدرسة بأنه معجب بها مستغلا براءتها وسذاجتها فى البداية لم تنساق الفتاة وراء هذه المشاعر الغريبة وشعرت بعدم أرتياح نفسى، وبدأت تكرة المدرسة، وترسب فى مراحل الدراسة على غير عادتها، وشيئا فشيئا بدأت العلاقة تتطور بينهما بعدما خطط الذئب لاغتصابها وأغرقها بكلامة المعسول وأوهمها بحبه الكاذب لها، وفى اليوم المحدد أخبر المدرس تلميذته بأنه يريد أن يراها، وأستدرجها بالفعل، وقام بأغتصابها عدة مرات متتالية، ولم تفلح دموعها له بأن يتركها لحال سبيلها، وتركها وحيدة تنزف وبعد أن تمالكت قواها أستطاعت أن تذهب الى البيت فى حالة لايرثى لها ما جعلت الام تشك بأن شيئا ما مريبا أو مكروها أصاب أبنتها الوحيدة خاصة أنها جلست لأيام طويلة تميل الى الوحدة ولاتريد التحدث مع أحدا حتى مع أقرب الناس لديها ورفضت الطعام والشراب لأسابيع طويلة أيقنت الام بأن مكروها أصاب أبنتها، وظلت تحكى معها دون ملل أو كلل كى ترغمها التحدث وأن تخرج عن صمتها كى تستطيع مساعدتها، وبعد عناء طويل كانت الكارثة التى سقطت على الام كالصاعقة وكاد أن يغمى عليها من هول المفاجأة جن جنون الاسرة الصغيرة خاصة بعد علمهم بأن أبنتهم حامل فى شهرين..علي الفور ذهبت الام الى أقرب مركز شرطة وأبلغت بالواقعة أنتقل لمكان البلاغ العميد فايق الزكى مأمور مركز شرطة أجا وتم القبض على المدرس المتهم وأعترف فى التحقيقات بأنه على علاقة عاطفية مع الطالبة ورفضت أسرتها زواجة منها..أحالت النيابة القضية الى محكمة جنايات المنصورة حيث أصدرت حكمها بالسجن عشر سنوات على المدرس المتهم بأغتصاب طالبة بالصف الثالث الاعدادى، صدر الحكم برئاسة المستشار ضياء الدين أبو الوفا وعضوية المستشارين: محمد الخولى وصبرى جعفر.