مدير مكافحة وعلاج الإدمان لأخبار الحوادث: المخدرات تجتاح المدارس..والجيزة وقنا من أولي المحافظات المرشحة لهذا الوباء! إذا ظهرت هذه الأعراض على الطفل فاحذر"ابنك مدمن"! عندما تتحول ساحات بعض المدارس وفصولها إلى أشبه ب "غرز" لتدخين المخدرات، فهذا يعني أننا أمام كارثة حقيقية تهدد جيلاً كاملاً من أطفال اليوم وشباب الغد، بعضهم وصل بالفعل إلى مرحلة الإدمان، والأفظع هو وصول تجارة "الكيف" لحرم المدارس التي يظن الآباء والأمهات أنهم يرسلون أبناءهم لها لتلقي العلم، لكنهم فى حقيقة الأمر يتلقون السموم التي تدمر مستقبلهم، فكيف تصل المخدرات إلى المدارس؟ومن هى الفئة التى تتعاطها؟وهل من حل لهذه المشكلة الخطيرة؟ هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على الدكتورعمرو عثمان مدير مكتب صندوق مكافحة الإدمان ليكشف الكثير من أسرار هذا الملف الشائك عبر الحوار التالي. ما هي الأسباب التى تدفع الأطفال فى المدارس لتعاطى المخدرات؟! أهم الأسباب تتمثل فى كافة أشكال العنف سواء الأسرى أو الجسدى أو الاجتماعى وتفاقم المشاكل العائلية أو الإصابة بمرض نفسى دون أن يدري الطفل أنه مصاب، أيضا الميل إلى العدوانية والشعور بالنقص الدائم فى كل نواحى الحياة،والتعرف على أصدقاء السوء الذين يقومون بدورهم فى سحب الضحية ووقوعه فى الفخ، وفى كثير من الأحيان نجد أن تعاطى المخدرات بالنسبة للطفل أمر عارض، بينما المشكلة الأساسية تكون عائلية والدليل على ذلك عندما يتألم عضو فى جسم الإنسان يتألم الجسم كله . ما أهم الأعراض التى تكشف أن الطفل يتعاطى المخدرات؟! هناك نوعان من الأعراض التى يجب على كل أسرة أن تأخذ حذرها منها تأتى فى البداية الأعراض الجسدية مثل احمرار العينين وزيادة فى الأكل أو العكس والشرود الشبه دائم، والأعراض النفسية التى تتمثل فى الوحدة والعزلة والسلوك العدوانى والنوم الزائد. هل "المرض النفسى"يساهم بشكل كبير فى اتجاه الطفل لتعاطى المخدرات؟! هناك مشاكل كثيرة تساهم فى اضطراب شخصية الطفل مثل العنف الأسرى أو انفصال الوالدين عن بعضهما فينعكس ذلك على الطفل ويصبح أكثر عرضة للمخاطر السلوكية، لذلك من المهم العمل على تنمية شخصيته وقدراته الفكرية وممارسة الرياضة بشكل دائم حتى يكتسب مهارات تحميه من خطر المخدرات. المراهقة والانحراف هل توجد إحصائيات دقيقة لمن يتعاطى المخدرات أكثر خاصة فى المدارس .. الفتيات أم الصبيان؟! فى الواقع - والكلام على لسان الدكتور عمرو عثمان - نجد نسبة الذكور أكثر بسبب الحالات المعلن عنها أما الفتيات فيتعرضن لضغوط عائلية واجتماعية تجعلهن خلف الستار، والمسح الميدانى بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم كشفت عن نسبة التدخين التى بلغت 12,8%بين طلاب المدارس وتعاطى المخدرات بلغ 7,7% وقد تم المسح فى 13محافظة مختلفة والمحافظات الأكثر عرضة للظاهرة هى الجيزة وقنا . لماذا تعتبر المراهقة هي المرحلة الأخطر فى تزايد نسبة الانحراف؟! فى هذه المرحلة تحديدًا يشعر المراهق بأشياء قد تكون غير موجودة ويتعمد أن يوهم نفسه بأنه مرفوض من قبل المقربين له فيميل إلى العزلة التى تؤدى بدورها تدريجيًا إلى الاكتئاب بسبب الفراغ وكثرة التفكير فى سلبيات الحياة لذلك يكون أكثر عرضة للانحراف نحو المخدرات خاصة فى مرحلة المراهقة لأن شخصيته لاتكون مكتملة فيكون فى فترة ضياع بين الطفولة والرشد مما يجعله يشعر بالقلق الدائم وقلة الثقة بالنفس وبالتالى يكون ضحية سهلة المنال للوقوع فى فخ المخدرات. فى حالة تعافى الأطفال من الإدمان هل يكونوا عرضة للتعاطى مرة أخرى؟! بالتأكيد بمجرد أن يتعاطى الطفل المواد المخدرة التى تسيطر على عقله ووجدانه وتجعله ضعيفًا مسلوب الإرادة وأكثر حساسية عن غيره، وغالبا قد تحدث انتكاسة نظرًا لتأثير تلك المواد الخطيرة خاصة على الدماغ فيعاود الوقوع تحت تأثيرها مرة أخرى دون وعى، لذلك يعتبر العلاج النفسى أمرًا ضروريًا، إلى جانب التأهيل خاصة فى محيط الأهل والأصدقاء ويبتعد تمامًا عن أصدقاء السوء أو الأماكن المرتبطة فى ذهنه بتعاطى المخدرات. ما أكثر أنواع المخدرات المنتشرة بين طلاب المدارس؟! أكثر أنواع المخدرات انتشارًا بين طلاب المداس البانجو والحشيش ومخدر الماريجوانا ويتأثر طلاب المدارس بالمناطق التى تنتشر فيها تجارة المخدرات خاصة العشوائية والأحياء الشعبية التى يكون الطالب فيها معتادًا على رؤية مثل هذه الممارسات الشاذة والتى تمثل خطورة كبيرة على حياتهم. نصائح للأسرة ما أهم النصائح التى تساعد فى حماية الطفل من هذا الخطر وتجنبه الوقوع فى الفخ مرة ثانية؟! يجيب الدكتور عمرو عثمان قائلًا: أهم شيء هى التربية السليمة التي تأتى من المنزل أولا، والأب والأم لهما دور كبير وأساسى فى توعية أبنائهما وخلق الحوار من أهم الأشياء، أيضا هناك عنصر أساسى فى تحصينه ضد المخدرات فمن الضرورى أن يكون الأهل على اطلاع دائم بما يحصل مع الطفل فى أى وقت وتحت أى ظرف والتعرف على أصدقائه خاصة المقربين له، كل هذه العناصر تساعد الطفل في الشعور بالأمان ويجب ألا يعيش الطفل فى عالمه الخاص لفترات طويلة حتى لايميل إلى الانعزال والوحدة، وهما من أخطر الأشياء التى تدمر نفسية الطفل، ولابد أن يبقى منفتحًا ومحاورًا مع أهله وهذا يتطلب الحرص والعناية الشديدين من جانب الأهل.