فخامة السيد الرئيس.. محمد مرسي اكتب إليك وسط فرحة شعبية عارمة بتوليك سدة الحكم في مصر كأول رئيس منتخب انتخابا حرا بشهادة الجميع.. وقد جرت العادة علي أن تكون كل المكاتبات في هذه المناسبة التاريخية تبدأ بالتهنئة.. لكن يا سيادة الرئيس أريد أن اتجاوز هذا العرف لأنك أحوج ما تكون الآن إلي الدعاء من التهنئة.. الدعاء بأن تصبر علي هذا الابتلاء، فالنعمة كما تعلم سيادتك نوع من أنواع الابتلاء الذي يحتاج منك شكرا لله.. ومنا دعاء بأن يوفقك الله في أن تسخر هذه النعمة في خدمة الله ثم الوطن.. لقد أعطي الله النعمة لسيدنا داوود وسيدنا سليمان.. واعطاها لقارون الذي كانت مفاتيح خزائنه ينوء بحملها الرجال.. فما كان من داوود إلا أن شكر.. ولا شأن لنا بقارون فقد كفر بالنعمة ورسب في الابتلاء وخسف به الله الأرض.. لهذا سيدي الرئيس أرجو وقدوتنا وأسوتنا في أنبياء الله أن تترجم نعمة الله عليك بأن وهبك ملك مصر بأن تكون في خدمة شعب مصر ووقتها سيضعك الشعب تاجا فوق رأسه. سيدي الرئيس أنا متفاءل بك لأنك تسجد لله.. ولأنك جربت الظلم .. ولأنك عانيت التقارير الظالمة والتهم الملفقة واعتقد إلي حد اليقين أن من ذاق الظلم لن يظلم.. ومن ظلمته التقارير لن يعتمد عليها إلا إذا كانت من بطانة صالحة وموثوق بها.. وأملي أن تشرف بنفسك علي أجهزة المعلومات حتي تتأكد من القضاء تماما علي تراث الحكام السابقيين الذين منحوا الأجهزة الأمنية صلاحيات أفسدتهم فأفسدوا الرعية! سيدي الرئيس أثق أنك سوف تحاول أن تستلهم من روح عمر بن الخطاب وتستدعي عدله ليعينك علي الحكم لأنك الآن الوالي والإمام بحكم شرع الله.. ولنا في أمير المؤمنين ابن الخطاب أسوة حينما قال: والله لو عثرت شاة في أرض العراق لخشيت أن يسألني عنها الله لماذا لم تمهد لها الطريق يا عمر؟.. ولعلك تعلم أكثر مني أن الحاكم العادل عمر بن عبدالعزيز كان له مستشار خاص كلفه عمر بن عبدالعزيز بأن يظل إلي حواره فإن رأه يخطيء ذكره بأن يتقي الله لأنه سيموت وسيحاسب؟ لهذا يا سيدي الرئيس ننتظر منك حسن اختيار البطانة لأن من حولك أما أن يقربوك من الشعب أو يبعدوا الشعب عنك! سيدي الرئيس لن أهنئك.. ولكني أدعو الله لك أن تنجح في لم شمل المصريين وعقد المصالحة الوطنية ليكون المصريون جميعا في ظهرك كلما شعروا بأنهم في قلبك دون تفرقة.. لا تصفية حسابات.. ولا اقصاء.. ولا ثأر.. لأنه لأبناء بغير حب.. ولا هدم بغير كراهية.. المصريون يا سيدي شعب طيب وسوف يفتحون لك قلوبهم اذا مددت يدك إليهم، خاصة هؤلاء الذين لم يؤيدوك في معركة الانتخابات وهم أقرب ما يكونوا الآن ليؤيدوك في معركة البناء! سيدي الرئيس أدعو الله لك أن يمنحك يوم الحساب بقدر ما ستراعيه فينا.. أدعو الله لك أن تكون بيننا بسيرة عمر بن الخطاب ونعاهد الله أن نكون معك بسيرة رعية عمر!.. لقد جئت إلينا يا سيدي الرئيس بارادة إلهية كان الشعب أداة تنفيذها.. وهذا مبعث تفاؤلي الشديد ليس باعتباري »إخواني« الهوي وانما باعتباري مصري.. مسلم.. يرجو الله أن يكون رئيسه من أهل الجنة لو أنه سعي إليها سعيها! سيدي الرئيس الله يعينك..