تذكر دائرة المعارف ويكيبديا أن هناك أكثر من 30 مواطناً عربياً قاموا بإضرام النار في أجسادهم الحية، احتجاجاً علي الأوضاع اللاإنسانية التي يعيشون فيها، ومن بينهم خمسة مصريين هم محمد فاروق حسن، وسيد علي ومحمد عاشور السيد من القاهرة وأحمد هاشم السيد من الإسكندرية، قبل أن يفعلها طارق الطيب محمد البوعزيزي التونسي، ويتحول ابن الثمانية والعشرين ربيعاً إلي أيقونة للربيع العربي الذي اندلع في تونس ثم مصر واليمن والبحرين وليبيا وسوريا! فعلها البوعزيزي واشتعلت الثورة وخلعت كبار الحكام الديكتاتوريين الذين نهبوا بلدانهم وخربوها علي مدي ثلاثة عقود!فعلها بائع الفاكهة والخضر علي عربة خشبية يجرها عبر حواري وشوارع ولاية سيدي أبوزيد، واحتج علي ما تعرض له من إهانة شخصية، ودفع حياته ثمناً للاحتجاج، إلا أن حياته لم تضع هباء في واقع الأمر، بل أيقظت ست أمم عربية دفعة واحدة هي تونس ومصر واليمن والبحرين وليبيا وسوريا! بالطبع فإن هذا الاختيار بالغ القسوة، وحرق النفس ليس نزهة، وما دفع البوعزيزي إلي مثل هذا السلوك هو الإهانة المتواصلة من جانب الشرطة التونسية، شأنها شأن الشرطة المصرية واليمنية والليبية والبحرينية والسورية التي تحولت جميعها إلي مسالخ للتعذيب الذي يركز علي الحط من الكرامة الإنسانية!