الوصول إلي غرب سهيل، بالسيارة لايستغرق ربع ساعة من مدينة أسوان، ما ان تطأ أقدامك تراب القرية، حتي يظهر لك جمال الطبيعة النوبية بكافة تفاصيلها فتجد المنازل النوبية البسيطة، مختلفة المساحة، بنيت أغلبها بالطين حيطانها بالجير عليها رسومات، ونقوش نوبية تزينها، يظهر النيل والمراكب الشراعية في منظر خلاب من خلفها . غرب سهيل، هي قرية نوبية تقع علي بعد 15كم من مدينة اسوان و تقع فوق سفح رملي غرب نهر النيل، سميت بهذا الاسم لأنها تقع غرب جزيرة سهيل و هي الجزيرة المقدسة التي عبد فيها الإله خنوم، و كان يعتقد أنه الخالق و الجزيرة منبع النيل. أنشئت هذه القرية منذ نحو قرن من الزمان، بنت علي تلة مرتفعة عن نهر النيل ما إن تصلها عبر المراكب لابد أن تصعد لها عبر سلالم. تتميز غرب سهيل ببيوتها ذات الطابع النوبي الأصيل بيوتها متراصة بجوار بعضها تختلط المنازل بمحال بيع الهدايا التذكارية والتحف النوبية »البازارات»، ومحلات العطارة والفول السوداني والكركدية والحناءالمنتجات التي تشتهر بها أسوان. تصعد إلي هذه المنازل عبر سلالم فالمنازل عالية البناء لتدخل البهو الكبير أو الصالة التي صممت بالطريقة النوبية بها الرسومات التراثية تجد علي أحد الأركان مكان الفرن البلدي التي يخبز فيها العيش الشمسي، الذي يقدم للأكل لسياح مع العسل والجبن. كما تجد حوضا كبيرا به تمساح متوسط أو صغير الحجم نائم يستفزه صاحبه حتي يتحرك بحركة هادئة عبر عصا بلاستيكية ، كما تجد داخل البيت ورش لتصنيع وتسويق الحرف الشعبيةالنوبية، بجانب أماكن لضيافة السائحين عبارة عن مقاعد خشبية أودواوين بالطين والأسمنت، يرفض أهل المنزل الخروج دون أن تأخذ ضيافتك، يتحدثون باللهجة النوبية خاصة كبار السن ليتدخل أحد الأبناء أو البنات للترجمة بالعربية. أما الجزء الأخر من المنزل ويكون بالداخل ويكون عبارة عن سكن مجهز للمعيشة لأصحاب المنزل. تجد أمام البيوت بنات ونساء، منشغله بعملها سواء في صناعة الطواقي النوبية أو العقود المصنوعة من الخرز والحظاظات وكل المنتجات تجمع في مكان للعرض فتجد السائج ينظر ليشاهد كيف تصنع أو يشتري . عندما يظهر فوج من السياح أو الزائرين سواء بسيارة أو عبر مركب، تجد النساء يتوجهن إليهن لعرض منتجاتهم والحديث معهم.. أما أصحاب المحلات فيقفون أمام محلاتهم يسألون الزبائن عما يريدون خاصة في ظل الانخفاض الملحوظ للحركة السياحية. الشي اللافت الأخر في غرب سهيل هو الجمال فتجدها متواجدة بكثافة واقفة أو علي الأرض علي ظهر مكان للجلوس ذات شكل لافت، ويقوم السياح بركوب الجمال والتصوير عليها. داخل أحد هذه المنازل وجدنا الحاجة زينب سيدة كبيرة مسنة تتوكأ علي عصا طبي وتجلس علي سريرها في وسط المنزل وأمامها المشغولات تتحدث عن حياتها منذ زمن ، وأن هذه الصناعات اليدوية والمنتجات من الخرز زمان كانوا يصنعوها لأنفسهم وكانوا يصنعون حاجاتهم وكانوا يهادون بعضهم بها، أما الآن فأصبحت مهنة وعملا كمصدر للرزق، تضيف كانت زمان البنت لازم تتعلم تشتغل بالخوص عند سن 10 سنوات واللي متعرفش تشتغل تبقي مش هتتجوز لأنها تعتبر فاشلة. تشير لنا علي غرفة تضع فيها جهازها التي تزوجت به عبارة عن مشغولات بالخوص وأماكن حفظ الطعام وغيره وتقول إنها رفضت بيعها بمبالغ كبيرة، وتضيف أن الأمهات لازم تورث الأولاد الشغل اليدوي.