فقدت كوبا أمس زعيمها وأبو ثورتها فيدل كاسترو الذي توفي عن 90 عاماً قضي أكثر من نصفها في حكم البلاد وتحدي الولاياتالمتحدة قبل أن يجبره المرض علي تسليم السلطة لشقيقه الأصغر. وظهر الرئيس الكوبي راؤول كاسترو في التليفزيون الرسمي مرتديا زياً عسكريا ليعلن في بيان وفاة »القائد الأعلي للثورة الكوبية» في الساعة العاشرة والنصف مساء الجمعة (الثالثة والنصف فجر السبت بتوقيت جرينتش). ولم يوضح راؤول أسباب الوفاة لكنه قال إنه سيتم حرق الجثمان »بناء علي رغبة الرفيق فيدل». وفي بيان مقتضب أعلن مجلس الدولة »الحداد الوطني لتسعة أيام» اعتبارا من أمس وحتي الأحد 4 ديسمبر. وأضاف انه خلال هذا الأسبوع المخصص لذكري الزعيم الكوبي الراحل سينقل رماده ليجوب كل أنحاء البلاد علي مدار 4 أيام. وستنظم الجنازة الرسمية في 4 ديسمبر في سانتياجو دي كوبا ثاني مدن كوبا والواقعة جنوب شرق البلاد والتي تم تمثل رمزية كبري لأن فيدل كاسترو أعلن منها انتصار ثورته. وانتشر نبأ وفاة فيدل بسرعة في شوارع هافانا حيث عبر الكثير من السكان عن ألمهم لرحيله. وكان كاسترو قد انتزع السلطة في ثورة 1959 وحكم كوبا 50 عاما بمزيج من الكاريزما والقبضة الحديدية فأقام دولة الحزب الواحد وأصبح شخصية رئيسية في الحرب الباردة. واشتهر فيدل بارتداء الزي العسكري وتدخين السيجار لسنوات طويلة كما اشتهر بخطاباته الطويلة النارية التي توجه سهامها غالبا إلي الولاياتالمتحدة. وفي نهاية المطاف لم تكن محاولات واشنطن ولا الكوبيين المنفيين ولا انهيار الشيوعية السوفيتية من أنهي حكم كاسترو بل المرض. وأصيب كاسترو بمرض معوي كاد أن يودي بحياته مما أجبره علي التنازل عن السلطة مؤقتا لشقيقه راؤول في 2006 ثم نهائيا في 2008.