سلبيات الدورة ال38 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولى ظعت على إيجابياته، ففى ظل المحاولات من قبل إدارة المهرجان على تنظيم الدخول لمشاهدة الأفلام المشاركة، واحكام السيطرة على أبواب القاعات، لتفادى الفوضى التى تحدث كل عام، إلا أن التجربة باءت بالفشل، هذا إلى جانب السلبيات التى ظهرت خلال حفل افتتاح المهرجان، بالإضافة إلى تحكم شركات الإنتاح فى توقيتات عرض أفلامهم المشاركة.. فى الوقت الذى حاولت فيه إدارة المهرجان تفادى الفوضى العارمة التى كانت تحدث أمام أبواب قاعات العرض من جانب الجمهور، والزحام الشديد، والحجز بأسبقية الحضور أمر جيد ويستحق الإشادة، حيث حقق نسبة كبيرة مما كان ترغبه إدارة المهرجان، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، حيث شهدت هذه التجربة عديد من المساوئ الأخرى، وكشفت عن استغلال بعض شركات إنتاج الأفلام المشاركة بأفلامها فى المهرجان، ووزارة الثقافة هذا الأمر وتسببت فى إفساد التجربة، حيث حصلت كل جهة على النسبة الأكبر من التذاكر، وبالتالى لم تذهب التذاكر الى مستحقيها، وهو الأمر الذى تسبب فى غضب عارم من الحضور، وتحقق هذا الأمر فى عرض الفيلمين المصريين "يوم للستات" و"البر التانى" اللذين انتهت تذاكرهما بمجرد الإعلان عنهما، وهو ما يؤكد استمرار حالة الفوضى ولكن بشكل مختلف. "تحكم الإنتاج" الأمر السلبى الثانى الذى خرج من رحم هذه الفكرة، هو تحكم شركات إنتاج هذه الأفلام فى عرضها بالمهرجان على الرغم من أن المسئول الأول والأخير عن عملية التنظيم وعروض الأفلام هو مهرجان القاهرة، وهذا ظهر بشكل كبير فى العرض الخاص لفيلم "البر التانى" حيث إن الشركة المنتجة تدخلت فى كل صغيرة وكبيرة، وتسبب ذلك فى نشوب مشاجرات ومشاحنات ومشادات كلامية بين "البودى جارد" المصاحب للشركة المنتجة، وعدد من الحضور والصحفيين ووصل الأمر بالتعدى على الصحفيين، وتحقق نفس الأمر مع مدير التصوير رمسيس مرزوق عندما قرر أن يدخل أحد الأفلام لمشاهدتها ودخل فى مشادة كلامية حادة مع مسئولى تنظيم مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، بعد أن تم منعه من دخول أحد العروض بالمهرجان، جاء ذلك بعد أن أوقف "البودى جارد" مرزوق أثناء دخوله المسرح المكشوف لحضور أحد الأفلام المشاركة فى المهرجان، وطلبوا منه "الكارنيه" الأمر الذى أغضبه بشدة، وتعد أزمة مرزوق ليست الأولى فى المهرجان، حيث شهدت فعاليات المهرجان عديد من الأزمات والمشادات بين المتواجدين و" البودى جارد"، فإن أزمة استخراج الكارنيهات حدث ولا حرج، حيث تسببت فى عديد من المشاكل، وساهمت فى عدم استفادة البعض بفعاليات المهرجان، ولكن المهرجان حاول تدارك هذا الأمر بسرعة كبيرة ووفر للجميع كارنيهات خاصة ليتمكن من خلالها بقطع التذاكر واختيار نسبة محددة له من الأفلام لمشاهدتها فى اليوم الواحد. "الإدارة" هذا يجرنا الى أزمة حفل الافتتاح الذى شهد حضور الراقصة سما المصرى التى أثارت جدلا واسعا والعديد من التساؤلات عن مدى علاقتها بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وكيفيه حصولها على دعوة لحضور حفل الافتتاح، وهو ما ردت عليه الناقدة ماجدة واصف رئيس مهرجان القاهرة أن المهرجان لم يدع سما المصرى ولم يوجه لها الدعوة، وهو ما تبين بعد ذلك ويؤكد أن هناك حالات إدارية غير شرعية يتم تنفيذها داخل مهرجان القاهرة وأروقة وزارة الثقافة الراعية للمهرجان، وهذا يجرنا أيضا الى غياب النجوم عن حضور مهرجان بلدهم ومساندته فى وقت الشدة، على الرغم من أن إدارة المهرجان قامت بدعوة عدد كبير من النجوم والنجمات ولكن لم يحضر إلا القليل منهم، وبرره البعض بكيف يمكن الاحتفال وسط الأجواء الحزينة التى يعيشها الفن المصرى بسبب رحيل الساحر محمود عبد العزيز، على الرغم من أن الدورة مهداه الى روحه، والبعض الأخر كانت حجته انشغاله فى تصوير الأعمال الفنية، والبعض الأخر كان السفر بالخارج سبب عدم حضوره لحفل الافتتاح. "للكبار فقط" ومن بين الأمور التى أثارت جدلا واسعا أيضا بين المتابعين للمهرجان هى وجود لافتة "للكبار فقط" على 47 فيلما بمهرجان القاهرة السينمائي الدولى، وهو ما يمثل نحو 25% من إجمالى الأفلام المعروضة بالمهرجان، والتى وصلت الى 204 أفلام، وشملت هذه القائمة كافة أقسام المهرجان، وفى مقدمتها المسابقة الرسمية، التى حملتها 4 أفلام، من إجمالى 16 تتنافس على جائزة الهرم الذهبى، وهم: "زوجة طيبة" للمخرجة الصربية ميرجانا كارانوفيتش، وفيلم "حياة آنا" للمخرجة نينو باسيليا، إضافة إلى فيلم "ميموزا" إخراج أوليفر لاكس، وهو إنتاج مشترك بين قطر والمغرب وإسبانيا وكان الفيلم الأخير هو "الفتى القطبى"، للمخرجة الأستونية أنو أون، ويدور الفيلم حول الشاب ماتياس حين يضع حلمه الالتحاق بأكاديمية برلين على المحك عندما يقع فى حب الفتاة هانا، ويبدأ يجاريها فى تصرفاتها الجريئة المغامرة كى يفوز بقلبها. كما شملت لافتة "للكبار فقط" العديد من أفلام باقية المسابقات، التى تعرض على هامش المهرجان خارج المسابقة الرسمية، وهى "مهرجان المهرجانات"، أو "البانوراما الدولية"، فتم تصنيف نحو 37 فيلما ل"الكبار فقط". كما حصل قسم "آفاق السينما العربية"، على نفس التصنيف من خلال فيلمين هما: الفيلم المغربى "أفراح صغيرة" إخراج محمد الشريف الطربيق، الذى يتناول المثلية الجنسية بين السيدات داخل المجتمع النسائى المحافظ فى الخمسينيات، بالإضافة إلى فيلم "المدينة" للمخرج عمر شرقاوى، بينما حصلت مسابقة "أسبوع النقاد الدولى"، على اللافتة نفسها على فيلمين، من ضمن7 أفلام، هما الفيلم اللبناني "إمبراطور النمسا" للمخرج سليم مراد، و"أولجا هيبناروفا" للمخرج توماس فاينرب.