يعرفون بشغفهم في صيد السمك ورثوها أباً عن جد.. ومازالوا يستعملون طرق وأدوات الصيد القديمة مثل السنار والدبة والطراحة والشانشولا رغم دخول طرق جديدة ومستحدثة. ويعمل في المهنة معظم أهالي حي أبوصقل التابع لمركز العريش فهي مصدر رزقهم. يقول السيد ذكري: إن أشهر العام كلها مخصصة للصيد وذلك حسب المواسم فهناك موسم للسردين من نوفمبر وحتي مارس ومن سبتمبر وحتي ابريل لسمك الوقار والغزلان ومن شهر سبتمبر حتي ديسمبر من كل عام لسمك البوري. ويضيف أن فترة الصيد تستمر 5 أيام ب 4 ليالي داخل البحر 18 ساعة يوميا من السادسة صباحا وحتي 12 مساء يتخللها ساعتان للراحه .. وأحيانا نضطر للسير مسافة 200 كيلو متر في اليوم بحثا عن مكان تواجد الاسماك لرمي الشباك للحصول علي انتاج يكفي لسد المصروفات. ويضيف أحمد خضير صياد دبلوم صنايع انه يعمل في البحر منذ 10 سنوات مع والده وشقيقه وكل مركب عليها أجهزة يستعين بها الصياد عند سروحه خاصة جهاز ال g p s والذي يصل سعره من 10 إلي 50 ألف جنيه ومخصص لتحديد موقع تواجد الاسماك في البحر، بالاضافة إلي جهاز كشف الاسماك وسعره من 8 إلي 10 آلاف جنيه، وهو مخصص لبيان كميات الأسماك ونوعها، ويؤكد انه بدون هذه الأجهزة يصعب علي أي صياد العمل في البحر مع تطور الأجهزة واستخدام تقنيات حديثة في عمليات الصيد. ويقول حسن المالح »صياد» إن عملية بيع الاسماك تتم داخل ميناءالعريش البحري حيث يباع صندوق أو بوكسة السمك حسب الكميات التي يتم صيدها وقد يصل سعر كيلو السردين إلي 10 جنيهات والوقار 40 جنيها والغزلان من 20 إلي 30 جنيها والسيجان من 5 إلي 10 جنيهات والكابوريا من 5 إلي 10 جنيهات والسوبيا 35 جنيها. ويضيف انه في حالة حدوث تلف في الشباك يتم سحبها الي البر لاعادة اصلاحها بالاستعانة بمتخصصين باليومية التي تبدأ من 80 جنيها وحتي 150 جنيها في اليوم لتكون جاهزة للعمل خاصة وان اسعار الشباك والفلين والرصاص ارتفعت بنسبة 100% والشباك بطول 250 مترا تتكلف حوالي 9 آلاف جنيه وكل نوع من الاسماك له نوع مخصص من الشباك ويعتبر ذلك زيادة تكلفة علي صاحب المركب. أما المالح علي داود »صاحب مركب» فقد انفطر قلبه علي ولده الذي كان يمثل ذراعة اليمني والذي فقده بعد ان اشتعلت النيران في مركبه نتيجة ماس كهربائي ومات فيها ولده، واصيب هو بحروق من الدرجة الثالثة وضاع فيها مركبة وشباكه وكل ما يملك بما يقدر بنحو 170 ألف جنيه، وطرق كل الأبواب لاستعاضة ما خسره في الحريق، ولكن لم يستجب لطلبه سوي جمعية الصيادين بالحي، وتم صرف 5 آلاف جنيه، وقام أهل الخير من زملائه في المهنة بجمع مبلغ من المال كي يقف علي رجليه مرة اخري. ولرحلة الصيد طقوسها واستعداداتها ويقول حسين البندي ان الصيادين اعتادوا أثناء العمل في البحر ترديد عبارات اذكر الله.. الحمد لله.. وحد الله.. صلي علي النبي لتشجيع الرجالة علي العمل أطول فترة ممكنة. ويضيف محمد سعدي اللواح أن هناك موسما لصيد أسماك القرش الصغيرة والتي تزن نحو 50 كيلو جراما للسمكة الواحدة وهذا الموسم يبدأ من مارس وحتي يونيو من كل عام ويعتبر من المواسم المربحة للصياد.. أما أسماك الوقار فإن صيدها يتطلب زيادة في التكاليف لانه يتم صيدها من مسافات بعيدة داخل البحر وتكلف الرحلة نحو 3 آلاف جنيه وهي تكلفة عالية علي صاحب المركب ولذا فقد هجرها معظم اصحاب المراكب البالغ عددها نحو 230 مركبا ولم يعد يعمل فيها سوي مركبين فقط. أثناء جولتنا في حي »أبي صقل» شاهدنا نموذجا من المراكب التي تعمل في بحيرة البردويل والتي يجري تجهيزها.. ويقول محمد أبو زقدان صياد إن صناعة المراكب مكلفة للغاية لارتفاع تكلفة الخشب. وكذلك عمليات التبطين للأرضية والجوانب من الداخل بلفائف الفيبر جلاس بخلاف الدهانات الخارجية حتي لا تنفذ المياه من الخشب.. ويضيف ان طول المركب 11 مترا وعرضه نحو 3 أمتار تقريبا لتكون مؤهلة للعمل بها في مياه البحيرة التي تصل أعماقها إلي 5 أمتار ويعمل عليها 6 صيادين، ويضيف في حرف الدبة أو البوص أو الكلسة لصيد الجمبري. حيث يبدأ موسم الصيد ببحيرة البردويل من أول مايو حتي نهاية ديسمبر من كل عام. وأشار مصطفي السيد نقيب الصيادين بالعريش : ان الصيد مهنة الخير يتم من خلالها توفير فرص عمل أمام الشباب. وهي تعتبر مصدر دخل لهم لإعانتهم علي الحياة والزواج.